بعد سيطرة الانكليز على مصر، شاهد
أحد الضباط الانكليز رجلاً مصرياً يجلس بجانب النهر ويعذف على ربابته ويغني بصوت
عال، فسأل الانكليزي المترجم مالذي يقوله هذا الرجل في غنائه ؟
فقال إنه يغني لحبيبته ويقول (مين ياللي يجبلي حبيبتي )، فابتسم
الانكليزي وقال : إن هذا الشعب يسهل استعماره، فكان الأولى فيه أن يقول أنا سآتي
فيها أينما تكون .
الثورة السورية المباركة حتى تصل
لمبتغاها وتحقيق أمانيها، فالواجب على أبطالها وحرائرها وأحرارها، أن يعتقدوا
اعتقاداً راسخاً في داخلهم، في أن الحبيب أو الحبيبة لن يجلبهما أحداً لمقرهما إلا
هما (أحراراً وحرائر ) . فالحبيب مخطوف من قبل عصابات مجرمة، وحتى يهنأ الحبيبان
بحبيبتهما، فعلى الحبيب أن يثبت لحبيبته أنه هو فارسها الأوحد، وعندها لن تعدمه
الوسائل للوصول إلى هدفه الحقيقي المنشود، وهذه الحقيقة نجدها واضحة أمامنا في
المناطق الثائرة كلها، وما يجري في باب عمرو إلا صورة واضحة لهذه العقيدة الراسخة
.
كلمات عن رسالة الظواهري زعيم
القاعدة :
قبل الانتخابات الأمريكية عام 2004
بيومين وجه أسامة بن لادن رسالة للشعب الأمريكي، وكانت تلك الرسالة أكبر حملة
دعائية لبوش الإبن، جعل الكثير من الأمريكيين يغيرون رأيهم لصالح جورج دبليو بوش،
ليفوز بشكل ساحق على منافسه الديمقراطي جون كيري .
أتحفنا الظواهري برسالة قاعدية
جهادية، ليثبت فيها ادعاء عصابات الاجرام، أن هذه العصابات تحارب عصابات تابعة للقاعدة،
وبالتالي لكي يتحول الدعم العالمي من دعم الثورة إلى عصابات الأسد، وبالتالي تتضافر
جهود العالم لإسقاط الثورة السورية .
حتى لاننتظر طويلاً
أشارت منظمة الشفافية الدولية قبل
الثورة، أن 95% من الناتج القومي السوري يتركز بيد 5% من الشعب السوري، بينما ال95%
من السكان يتقاسمون ال5% من الناتج القومي.
فلو اعتمدنا النسب أعلاه نستطيع أن
نستنتج أن أهم عوامل الثورة هو الفقر، يليه التهميش والإقصاء والقبضة الأمنية، وأن
الذين تقع على كاهلهم الثورة هم من هذه الطبقة الفقيرة، وبالتالي فالخطاب الثوري
والذي انطلق في البداية تحت شعار حرية ....حرية، والشعب السوري واحد...واحد. قد
استطاع الشبيحة والمتطرفين من كل الطوائف السورية، وممارسات الشبيحة والأمن
وعصابات الأسد تحويل الشعارات إلى شعارات طائفية سنية شيعية، اسلامية ..اسلامية،
ثم في نفس الوقت يطلب من الذين تعنيهم هذه الشعارات بالعقاب والتصفية، الانضمام
للثورة !!!.
بينما القاعدة الذهبية في إضعاف
العدو، هو تكذيبه في كل ادعاءاته، وفي نفس الوقت ترغيب المساندين له، في العزوف عن
مساعدته، فإن لم يكن بالامكان جعله صديقك، فعلى الأقل أن تجعله على الحياد، حتى
تضعف عدوك وتستطيع القضاء عليه، ولكن بمثل هذه الخطابات كأنك تقول لكل من لايحب
النظام وهو في قرارة نفسه يتمنى سقوطه، ولكن هذه الشعارات لا تجعل له خيار آخر،
ألا وهو الاستماتة في الدفاع عن النظام، وبالتالي تجبره على الاجرام، وهنا يأتي
التعبير النفسي ( صناعة مجرم ).
فالخطاب الثوري يجب أن يركز على
الانسان وكرامة الانسان وصناعة المواطن الصالح، وأن أهداف الثورة هو العدالة
والتنمية والحرية، وهي ثورة فقط ضد عصابات إجرامية سيطرت على الحكم منذ عقود ويجب
إزالتها . وتوزيع الثروة بشكل عادل، وبعد سقوط هذه العصابات، نترك الأحزاب
والحركات السياسية تعرض برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يختاره
الشعب، يجب التسليم فيه فهو اختياره وهو تعاقد لفترة محددة فإن حقق أمنيات الذين
اختاروه، حتما سيكون له فترة أخرى، وفشله هو الذي يتحمله
كل ماعلينا فعله ترك العمل الجهادي
للجيش الحر وتشكيلاته ودعمه بكل الامكانيات، وندعو كل من يؤيد النظام التخلي عنه
وأسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو الله (اللهم أيد الإسلام
بأحد العمرين، عمرو بن هشام "أبو جهل" أو عمر بن الخطاب).
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق