مما لاشك فيه عندي أن الثورة السورية حدث
رباني ، حيث ألهم الله الشباب الذين فجروها ، ومازال يحرسهم ويتخذ منهم شهداء ...
وكلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي فيه أن كل من يدخل الجنة لايتمنى أن يعود إلى الحياة الدنيا إلا الشهيد
، إذ يتمنى أن يعود لها فيقتل في سبيل الله ، ثم يعود فيقتل في سبيل الله .....لما
يجد من أجر الشهيد ....وكذلك نعرف أن الشهداء مع الأنبياء { وجيء بالنبيين
والشهداء وقضي بينهم بالحق....} آخر سورة الزمر .
بدأ الشباب السوري بمطالبة النظام الأسدي
( الصفوي ) بالإصلاح ، ولمدة شهرين ، والنظام يجابههم بالرصاص الحي ، فيقتل ويعتقل
، وينتهك الأعراض ....ويفعل ما لم يفعله اليهود بالعرب ، يفعل كما فعل القرامطة
بالحجاج حول الكعبة ، وكما فعل الشاه إسماعيل الصفوي بالمسلمين اليوزبك حيث قتل
مائة وعشرين ألفاً في يوم واحد ....
وعندئذ رفع الشباب مطالبهم من المطالبة
بالإصلاح إلى المطالبة بإسقاط النظام ، واستمرت المطالبة بإسقاط النظام ، واستمر
النظام بالبطش والقتل بواسطة القناصين ووحدات الأمن ، ووحدات الأمن في سوريا مابين
مائة إلى مائتي ألف عسكري مدرب على قتل المواطنين ...
ولما بدأت ضمائر الجنود السوريين تتحرك
لما يرونه من قتل للشعب الأعزل والنساء والأطفال ، ولما يرونه من انتهاك للأعراض ،
ولما يرونه من جنود حزب الله وجنود الحرس الثوري الإيراني الصفوي ، وجنود جيش
المهدي ، كل ذلك والمعارضة تطرح أنها ضد الاستقواء بالأجنبي ، ولا تريد التدخل
العسكري الخارجي ، عندئذ بدأت الانشقاقات في الجيش السوري ، ونشأ الجيش السوري
الحر ....ورأت المعارضة يومئذ أن تستمر الثورة السلمية ، أما الجيش الحر فليست
مسؤولة عنه ، لأنه نتيجة البطش والإرهاب الأسدي ولأنه نشأ من الجيش السوري بالذات ...
واليوم سيطر الجيش السوري الحر ( البطـــل
) على معظم مدن ســـوريا ( حمص ودرعا ، وحماة ، وادلب ، وجسر الشغور ...وتلكلخ
...وغيرها ) ويقول البطل الرائد النعيمي يسيطر على نصف سوريا ، وأذاق وحدات الأمن
والشبيحة كأس الموت الزؤام ، وقتل منهم ماشاء الله أن يقتل ، وزرع الخوف في قلوبهم
؛ فلم يعد أفراد القناصة وعناصر الأمن والشبيحة يقدرون على دخول شوارع هذه المدن ،
فيمارسون هواياتهم في قتل المدنيين العزل ، وقتل النساء والأطفال ...
عندئذ ....
بدأ النظام الأسدي الصفوي نظام القتل
والإجرام يقذف المدن بالصواريخ ، والمدفعية ، والهاون ، من خارج المدن ، وصار ضباط
الجيش العقائدي يطبقون ماتعلموه في كلياتهم العسكرية ليطبقوه في الجولان والأرض
المحتلة ، لكنهم لم يطبقوه أبداً هناك ، لأن الصهاينة أولاد عمهم ، وإخوانهم في
العقيدة ، وإنما صاروا يطبقونه على الشعب
الذي دفع ثمن هذه الأسلحة الثقيلة من طعامه وحليب أطفاله ....
لسبب بسيط وهو أن الشعب طالب بحريته
وكرامته ، وقد شاهدنا لقطات لجنود االقرامطة يطلقون النار على الشعب ويقولون (
تريد حرية ...خذ هذه حرية)...
ولابد أن أذكر بأن عامة الشيعة بريئون من الصفوية
، ودليل ذلك أن طهران الصفوية تحتل الشيعة العرب في الأحواز وتسومهم سوء العذاب .
واليوم – أرى – أنه على الشباب والمعارضة
الاستمرار بالثورة السلمية كما كانت ...
وأرى تسليح الجيش السوري الحر بكافة الأسلحة
الفردية والجماعية الصغيرة (قواذف أربج – رشاشات ثقلية – هاون – مضادات أرض جو
تحمل على الكتف – رمانات يدوية – بالإضافة إلى الكلاشنكوف ، والذخيرة الوافرة
.....) وهذا واجب المجلس الوطني ، وأرجو أن يطلب هذه الطلبات بصراحة وبسرعة من
الأخوة في دول الخليج ومن رجال الأعمال السوريين .... ومن الأخوة الأتراك ...
كما أرجو أن يبذل قصارى جهده في توحيد
الجيش السوري الحر ، والمجلس العسكري ، وجمع الضباط وضباط صف والجنود المنشقين تحت
لواء الجيش السوري الحر ....
أما الشباب في الشارع السوري فأنصح أن
يوحدوا شعار اتهم ويطلبون محاكمة النظام الأسدي ، وتقديم أزلامه إلى محكمة العدل
الدولية ...وتحميلهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها بحق الإنسانية ....ولاغريب
ولاعجيب عند الله ....والله على كل شيء قدير ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق