السؤال الأول: هل نحن أمام حقائق
أم نحن أمام حملة دعائية فيها مبالغات كثيرة ؟
يخرج علينا كل يوم تشكيل كتيبة أو عدة كتائب من الجيش الحر،
وكمثال كتيبة معاوية ظهرت اليوم وتضم المئات من الجنود المنشقين إن لم نقل الآلاف
.
فلو طبقنا حالة كتائب الجيش الحر على منظومة عصابات معينة،
فلقد وجدنا وقرأنا ولمسنا أن وجود عصابة مكونة من عدد من الأفراد في مدينة ما ومنظمة جيداً، تهلك قوى الدولة
الأمنية لمدة قد تطول جداً حتى يتم القضاء عليها.
والكتائب التي تم تشكيلها من الجيش الحر فاقت الأربعين
كتيبة وهي منتشرة على معظم الأراضي السورية، كما أن الجيش والذي لايستطيع التحرك
بخفة كتائب الجيش الحر ومنتشر على كامل الأراضي السورية، وكون عدده كبير فإنه
يحتاج لدعم لوجستي كبير، وفي هذه الحالة فإن مجموعة من الجيش الحر مكونة من عدد من
الأشخاص، تستطيع أن توقف قافلة عسكرية كاملة بضربات صاعقة ودقيقة وسريعة ومن ثم
الانسحاب، إن قذيفة هاون على تجمع للجيش المجرم في الأماكن التي يقصف فيها حي بابا
عمرو الصامد مثلا تُربك مخططه كله، ويمتلك الجيش الحر ضباط، وصف ضباط وجنود من
مختلف الاختصاصات فحرب العصابات معظم ضرباته تتم
من وراء خطوط العدو، فالأماكن التي يقصف منها بابا عمرو معروفة، وعندما
نشرت أمريكا صوراً ملتقطة من الأقمار الصناعية عن القوات التي تقصف حمص وتمركزها،
فهي رسالة للجيش الحر، إن كانت عن قصد مسبق أو بدون قصد منها، فهي دليل جيد فيه
فائدة كبيرة للجيش الحر، فقوة الجيش الحر في الرستن وأحياء حمص محاصرين ويقصفون
بشتى أنواع الأسلحة ، وأصبح تكتيك الجيش المجرم قصف الأماكن الثائرة عن بعد، وهنا
لابد من تغيير تكتيكات الجيش الحر في الهجوم وليس الدفاع .
وصايا عسكرية :
لاتترك جريحاً من عدوك وراءك، ولا تأسر مستسلماً عندما تكون
في حرب العصابات فهو إن لم يكن خطرٌ عليك سيكون عالة عليك، ولا تستصغر هدفاً فكل
ماتطاله يدك افعله .
وفي حالة تحرك القوات العسكرية المعادية قد يتبع القادة
وسائل نقل غير عسكرية حتى لايتم قتلهم، وعليك أن تجفف موارد العدو . من عتاد ووقود
وغذاء، وعندما تهاجم مكاناً عليك أن تفكر أولاً في وسائل الدعم التي ستساند المكان،
والطرق التي يجب أن تسلكها، إن تأخيرها عن الوصول للمكان نصف ساعة على سبيل المثال
تتمكن خلالها من البطش بعدوك قبل وصول الامدادات .
ما الذي يمنع من تحرك بعض الكتائب من ادلب إلى حمص للقيام
ببعض العمليات الخاطفة حتى تخفف القصف عن
حمص والرستن وباقي المناطق التابعة لحمص، كان التركيز دائماً على حماية المتظاهرين
في المناطق، أما الآن فعلى المتظاهرين أن يحموا الجيش الحر في اسلوب المقاومة
الشعبية من خلال قطع الطرقات إعاقة حركة الجيش، وما يتبعه من إمكانيات عندهم
للمساعدة في دعم الجيش الحر . إن الضربات المتتالية والمتلاحقة ضد جيش المجرم مهما
كان الهدف صغيراً أو كبيراً تسارع في سقوطه لأنه هو بالأصل بناء أصبح آيل للسقوط
ولا يحتاج إلا للعمليات النوعية والخاطفة وعدم توفير أي هدف، حتى يصل لقناعة انه
لن يكون آمناً في أي مكان .
والسؤال الثاني: هل
مانراه من كتائب وفيديوهات مصورة فيها مبالغات كبيرة لاتعبر عن الحقيقة ؟
هذا الاسلوب اتبعته الأنظمة العربية والتي أسمت نفسها
الأنظمة الثورية، وجل ماأخشاه أن تكون هذه الثقافة عند الجيش الحر .
إخواننا وأبناءنا في الجيش الحر البطل وصية أخيرة أوصيكم
فيها، إن إضعاف العدو وارباكه وضربه في كل مكان هو الذي سيحمي المتظاهرين، وفيها
تحمون أنفسكم أيضاً، هذا الشعب الحر الثائر ليس له بعدكم غير الله وأنتم جنوده، وأنتم
الغالبون بعون الله تعالى.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق