وماذا بعد الصمت المصري العميق ؟ سوى هبّة
تُطيح بكل عروش الظلام، هكذا عودنا الشعب المصري العريق، الذي صبر على الظلم لعقود،
وبثمانية عشر يوماً أطاح بأعتى دكتاتور جثم على الأرض المصرية، وغيّر معالم التاريخ،
ليجتاز أصعب خطواته، بإقامة دولة القانون والعدالة والحرية والكرامة، بعد انتخابات
تشريعية ناجحة، وهو الآن يستعد لاستلام زمام الأمر من العسكر، وبينما هو ينتظر ذلك
المعاد ، وإذا به يستفيق من كبوته على صيحات وعذابات ولون الدم السوري الذي يستصرخ
الضمائر والمشاعر والقلوب المرهفة، لنراهم بعشرات الألاف يُطوقون وكر الخيانة والعمالة
والقتل في الجاردن سيتي، لتهز الأرض من تحت أقدام
المجرمين أحمد يوسف وأعوانه، فيتزلزل
بنيان سيده السفاح بشار الأسد في مصر، وهو يعد أيامه الأخيرة، التي لا أرها تطول بعد
يوم الأحد، حيث طالب المُحتشدون بطرد السفير الخائن لوطنه وأهله، والمُثير للاستفزاز،
وقد هالني مارأيت من نسق التنظيم والتصميم على طرد هؤلاء القتلة من هذه الأرض الطاهرة،
وعندما سألني الإعلام المسموع والمقروء عن رأيي بما يجري أجبتهم، بأن هذا التحرك جاء
متأخراً، وكان من المفترض ان يكون منذ بضعة أشهر، لكن تواطؤ الخارجية المصرية، وتأخرها
عن تنفيذ متطلبات الثورة المصرية، هو من حال دون ذلك، بل بعض موظفيها عندما يتكلمون
في الشأن السوري، وكأنهم يتكلمون بلسان ابواق النظام، فأنّى لهم أن يُقدموا على خطوة
لصالح الشعب السوري المذبوح، الذي يأن من تحت الأنقاض، وينزف الدماء الذكية دافقة على
ذرى وتراب الوطن السوري، من أجل كرامته وحريته وذوداً عن دينه، الذي حاولت عصابات آل
الأسد أن تُغيبه من حياة البشر، لتجعل القبلة
بدلاً من الكعبة باتجاه الحيوان الأكبر حافظ،
والسجود للصغير المُحتقر بشار بدلاً عن الله الواحد القهار سبحانه، وللدفاع
عن المقدسات التي انتهكتها تلك العصابات، وتمزيقها للمصاحف، وهتكها للأعراض، وقتلها
العشوائي بلا رصيد أو حساب، وقلت أيضاً : بأننا لم نعد نلتفت الى طرد السفير فحسب بل
صارت هذه الخطوة ورائنا، لأن الشعب المصري هو من يتأذى منها أكثر، بل نتطلع الى قيام
الجيش المصري بتسليح شعبنا السوري، والتدخل العسكري المصري والعربي بمظلة دولية، لحماية
الشعب السوري ووقف حمام الدم، لأن شعبنا قرر ألا يعود لبيته قبل إسقاط قاتليه أو يموت
دون ذلك، وان العالم لن يقف مكتوف الأيدي، وأننا سنشهد تظاهرات مليونيه، تُقرر إرادة
الشعب في نصرة اهلهم في سورية، وأن أول الغيث هذه القطرة التي انطلقت اليوم، وهطلت
معها الأمطار، مُبشرة بالخير العميم
نعم عندما تطلب الخير لجارك تراه في دارك،
وعندما تدور في فلكك الخاص تضيع، وتوجه السهام الى دارك، وأمريكا عندما تقع بأزمات
داخلية، تبحث لها عن متنفس بالخارج، فتصطنع الحروب هنا وهناك للخروج من مآزقها، فكيف
هو الشأن المصري الذي يُلاقي بعض التأزم بسبب هذا الانغلاق على نفسه، وبجواره قضية
عادلة، بالإمكان ان تتوحد كل الجهود والرؤى عليها، لتُعيد ترميم بعض الشروخ المحلية،
عبر الانبعاث من جديد، عبر توجيه الطاقات باتجاه الحق، يقوم على دعمهم إخوة لهم في
خليجنا العربي، بما وهبهم الله من الوفرة، فنعيد بهذا التعاون أعظم لُحمة بين الأشقاء،
قد تبعث على ميلاد يوم جديد، تُزال فيه الحواجز والعوائق، بفضل تلك الهبّة الوجدانية
والإيمانية، لنصنع تاريخاً جديداً عنوانه المحبة والألفة ن في وجه أعظم طوفان يزحف
من بلاد بني فارس، الذين لن تتوقف طموحاتهم بحدودهم، بل هم يتطلعون الى إعادة بناء
إمبراطورتيهم المشؤمة، من المغرب العربي الى فارس، بواسطة أذنابهم آل الأسد كمركز انطلاق
للعالم العربي، وأدواتهم من حزب الله والدعوة والمهدي الصدر وجيش القدس والحرس الثوري
الإيراني، وقد نجحوا في العديد من المناطق كالعراق ولبنان، وسورية التي نشروا فيها
مئات الحسينيات، التي قامت على تمويل العصابات الحوثية في اليمن، وأزلامهم في البحرين،
وبدء طلائع لهم في مصر وتونس والمغرب وحتى موريتانيا، بمشروع حقيقي بدأوه على أرض الواقع،
ومن أجله نراهم يُقامرون بكل شيء لنجاح مشروعهم النووي لحماية مصالحهم ومخططاتهم، التي
ابتدأوا أولاها بمؤتمر بروتوكولات قم نحو العراق، الذي خططوا فيه كيفية الاستيلاء عليه،
عبر جلب الأمريكي للقضاء على عدوهم اللدود الذي فشلوا في كسره، ومن ثُمّ مقاومة الأمريكان من قبل أعوانهم ممن هم في العراق، حتى نجحوا في
تحويل العراق العربي الى الفارسي، يقوده أشخاص أساس منبتهم من فارس
لأنهي كلامي حول مايُروجه النظام من وجود القاعدة
في سورية، لأقول باختصار : ان القاعدة والنظام وجهان لعملة واحدة، وما تصريح الظواهري
الذي يوحي باختراق المعارضة، إلا بقصد حماية النظام، وجميعنا يعلم ان البلد الوحيد
الذي لم يحدث فيه تفجيرات قاعدية هو سورية، لوجود تنسيق وترابط بين عصابات آل الأسد
والقاعدة، وما أطال من عمر النظام لما يُقارب السنة من الثورة ليس سوى الفيتو الإسرائيلي،
بعد ان أعلنها الرجل الثاني في المجموعة العصاباتية رامي مخلوف، بأن اهتزاز امن سورية
" ويقصد نظامه " سيؤدي الى اهتزاز أمن اسرائيل، ونحن عندما نُعلن الجهاد
للتخلص من العصابات الأسدية، فإننا سنقاتل من اجل قضية مُشرفة، من اجل حماية الأعراض
والمقدسات وصون كرامة وحرية الإنسان السوري ‘ وليس من اجل الاعتداء، وسنعلنها واضحة
جلية في أنصع صورها، لا بما يدعيه النظام من الفبركات، التي يأتوا بها في كل جمعة بحكاية
وقصّة وتفجيرات، وأخرها مقتل أحد أزلامهم المغمورين المُسمّى بالشيخ احمد صادق، الذي
خطب لأول مرة على شاشات التلفاز، ليؤدي مهمته في تبليغ رسالة النظام باسم الدين وينتهي
دوره ليُتاجروا بدمه، وجميعنا يعلم أن بعض المنتوجات لايصلح للاستخدام سوى مرة واحدة،
وبعضها لمرتين او أكثر، وبعضها تتحمل الدعس، وكذلك هذا الكاذب المعمم الهامشي، الذي
أدّى دوره في شتيمة العلماء والنيل من الثورة، ليردوه قتيلاً، ويمشون في جنازته ليستغلوا
أقواله، ولو كان الثوار من قام بهذا العمل الجبان، لاستهدفوا من هو أحقر منه صاحب الفتنة
رمضان البوطي ممن ملك العلم وانحرف في الاداء، و لازالت فتنته قائمة تلعب بعقول بعض
البسطاء، ومثله احمد حسون صاحب الوهج الخطابي الكاذب اكبر منافقي وعصاة العصر الذي
يقوم بدور الشيطان فيجلس في كل مكان يضعه النظام فيه ليصد فيه عن سبيل الله، وليس القتل
من وسائل الثوار، ولو فعلوها لأعلنوا عنها، ولكن لعبة النظام مكشوفة، في استهداف أدواتها،
كما استهدفوا ضباطا وجنودا عاونوا النظام ليتاجروا يهم، وكما قتلوا ابن الحسون الذي أرادوا من ورائه إلصاق
التهمة بالثوار واثارة ابيه الذي عرف من وراء ذلك، ولم يستطع هذا الحسون التراجع خشية
القتل، ليستمر بغيه كبالع الموس على الحدين , والنظام لن يتوانى على استهداف أذنابه
وأحذيته خدمة لمصالحه، وهذا ماصار واضحاً ومكشوفاً ومفضوحاً لجميع المتابعين، فالبعرة
تدل على البعير، وجرائم النظام جميعها تدل عليه، حين يلتقط بعض الكلمات التي قيلت هنا او هناك، بقصد
توريط اصحابها ليبوء بسوء تدبيره، لأن الثورة ليس من وسائلها قتل الكلمة، وليت الصراع
بيننا الكلمة والرأي، ولكنهم هم من يقتلون الخيرة، ويقتلعون العيون، ويكسرون الأيدي
التي رسمت، ويُفطعون الأصابع التي كتبت، وإن ثورة شعبنا العظيم الأخلاقية والإنسانية
هي المنتصرة بإذن الله بسموها، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
" شعبنا السوري يُقتل بالسلاح والزخيرة
الروسية، والقناصة الصينية، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة
المجرم المطلوب دولياً بشار، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني
أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري، والجامعة العربية
متواطئة مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي وهي تمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب،
وأملنا بكم كبير ياقادة الخليج العربي بكم وبمن وراءكم من غالبية الدول العربية للنصرة،
ونطلب منكم النجدة والإنقاذ بما منحكم الله من المشاعر الصادقة والقدرة والوزن الدولي
والثقل، فكونوا على الدوام معنا، واحملوا راية شعبنا، وفقكم الله لما يُحب ويرضى لنصرة
شعبنا المذبوح من الوريد للوريد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com عضو مؤسس لهيئة الدفاع عن الثورة السورية
كاتب
وباحث معارض سوري مستقل ، نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في
مصر
هاتف 00201517979375 و
01124687800
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق