إن ما يُنقل عن معاناة بلاد الشام أهوال
تصعق الأنفس وتمزق القلوب، إذ يقتل الناس بلا تمييز بعمر أو جنس أو
هرم أو صبا أو مرض أو سقم وتختطف النساء ويعتقل من قُدر على اعتقاله فيقضون تعذيبا
وترويعا وتُقطع اوصالهم وهم أحياء وتقطع أحيائهم عن بعضها ويمنع الناس
طعامهم، ويحرمون ما يستدفئون به، ولا مبلغ لجرحاهم من علاج غير قليل دواء بيد قلية
الخبرة.
قناصون يقتلون
ويجهزون على كل جريح يناله رصاص بنادقهم كما يقتل من أراد أن يعين جريحا أو يسحب
جثمانا طاهرا ملقى على الأرض.
قصف صورايخ وقذائف بعيارات مختلفة لا تميز بيوتا عن بعضها لكنها تميز أحياءا
بعينها في مدن مختارة في محافظات مستهدفة، تعذيب وحشي ينتهي بالموت وكل ذلك موثق
تصويرا رغم ان الموثَق هو عشر معشار ما تواترت الأنباء عن وقوعه
لا شك بأن تلك أمور توصف بالوحشية دون حاجة لمعرفة السبب ودون معرفة من يستهدف من ولماذا.
لا شك بأن تلك أمور توصف بالوحشية دون حاجة لمعرفة السبب ودون معرفة من يستهدف من ولماذا.
كل مشاهد أو ناقل أو متحدث أو معلق على خبر أو صورة أو تسجيل يقارن مابين غزة وحمص وبين حي الزيتون وكرم الزيتون كإشارة للتشابه بين اليهود وبين حكام سوريا، هذا بقصد الإساءة بتقريب القائمين على الأمر في سوريا من فعال اليهود، ولا شك بان المقارنة تلتقي في عدة أمور كأن يكون كلاهما يشترك في الظلم والتعدي وغياب القيم والمبادئ واستهداف المسلمين باطفالهم ونسائهم كما انهما في الكفر سواء، رغم ذلك فالمقارنة تسيء لليهود ولا تسيء لحكام سوريا، فحكام سوريا لو نالوا مقام يهود لعلت درجتهم
فمنذ القدم وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى، وتنجلي الأمور واضحة فيما يحدث بما لا يمكن تكذيبه بأمور حصلت سابقا منذ الثمانينات دون انتشار للخبر وربما كان البعض مشوش بما يرى من مواقف إعلامية سورية قد تترك بعض من لا يعلم في وقفة حيرة أو تأييد
وجلي هنا ان نتذكر قول الله تعالى في سورة التوبة "(كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ)" فما تفشى من تسجيلات يضرب فيها الناس ليجبروا على قول كلمة الكفر وتأليه بشار بقولهم: "لا إله إلا بشار"، ويشتم الله جهرة فلا يكاد يخلو مقطع مسرب من داخل الأجهزة الأمنية إلا وفيه شتم لله عز وجل بصريح لا يحتمل أي وجه تأويل، وما قاله بشار عن نفسه على لسان كلابه قد قاله أباه من قبل فكتب على جدران حماة المستباحة "لا إله إلا الأسد"، وقد قاله قبلهما فرعون
"ملة الكفر واحدة" كلمة نرددها دون أن نعتبرها، فما حصل ويحصل في سوريا الآن ذكَرنا بما أغمضنا أعيننا عنه سابقا من مجزرة حماة وجسر الشغور وسجن تدمر، كما ويستحضر القارئون في التاريخ بأن مجزرة حماة الكبرى في الثمانينات لم تكن المجزرة الوحيدة التي استبيحت بها حماه بل كان هناك مجزرة قبلها تفوقها قدماً استبيحت فيها حماة، وليس من قبيل الصدفة أن يكون الباطنيون هم أصحاب المجزرتين بكل فخر.
عادة لا ينبغي ان يؤخذ الناس بجريرة آبائهم إلا إن شابهوا آبائهم بأفعال جوارح حركها تشابه القلوب بمعتقدات مخجلة لدرجة دفعت معتنقيها إلى إبقائها باطنية
فمن المنصف أن نذكر بأن تلك الطائفة كانت تحكم سوريا ولا يكاد يخلو فرد منها لم يستفد من هذا الحكم، فيخبر السوريون بما يشبه التواتر بأن لا نقيصة في الحكم ولا وقيعة ولا جهاز أمن ولا ضابط علت رتبته ولا مورد مال حكومي يمضى إلى حسابات خاصة ولا سرقة ولا ابتزاز ولا قانون استهتر به ولا زواج إكراه ولا كفر بواح ولا مستقبح إلا وكان لهم فيه الأسبقية بمكانة لا ينالها غيرهم، وكل ذلك أيضا لم يكن من قبيل المصادفة، ولا معترض منهم ولا خارج عنهم ولا فاضح لأمرهم منهم إلا أفراد عُرفوا بأعينهم واستثنوا أنفسهم من طائفتهم
الجميع ينادي بإبعاد الطائفية في ظل ثورة وضعت لنفسها قيم عالية، وكي لا نكون طائفيين علينا ان نذكر بأمور بنيت على الطائفية، فليس من العدل ان نغض الطرف عن جرائم وقعت على مر نصف قرن بشكل ممنهج مدفوع متعمد مسترسل لنبعد عن أنفسنا وصف الطائفية، ففي المقابل تضيع حقوق ليس الحق لأحد أن يعفو عنها أو يتجاوزها إلا ضحاياها، وبالتأكيد لا ينبغي لأحد أن يُعاقب إلا على جرم ارتكبه وثبت ارتكابه له
فمعرفة العدو ودوافعه تعين على التغلب عليه، والمسلم ليس بالخب ولا الخب يخدعه، وختاما أضع الأمل لكل الواقفين بوجه النظام مسالمين بأصواتهم ولكل حاملي السلاح مكبرين باسم الله وأذكرهم بقول محمد صلى الله عليه وسلم : ((صفوة الله من أرضه الشام ، و فيها صفوته من خلقه و عباده ، و لتدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم و لا عذاب)) - صحيح لغيره- الألباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق