العراق من الكوارث إلى طريق التقسيم، سوريا تحت إرهاب
دولة في ثورة مقلقة، مصر لدى انتصار ثورتها جزئيا تتأرجح بين مجلس عسكري
ينخر به الفساد أم العمالة و أحرار أمة، و الصهاينة كالجرذ يسرحن و يمرحن في
فلسطين و الأردن، هذا اللبنان لم يزل على فوهة بركان والكل ملفوف بكفن سايكس بيكو.
لماذا ؟ وكيف ؟ آلت
أحوالنا لهذه التبعية المزرية لهذا الانحطاط الحضاري و الثقافي المشين، رغم ديننا
العظيم و ثرواتنا الضخمة التي غدت نقمة علينا عوضاً أن تكون نعمة. و
شبابنا الذي يمت حسرتاً على أرضه أو أسفاً في بلاد الغربة إ ن لم يمت على
طريق الهجرة ...
لماذا ؟ وكيف وصلنا
لهذا الانحدار المخذي لنا و لأحفادنا، فتسلطت علينا و تحكمت بنا أرزالنا فغدونا
فريسة الأمم تحت وطأة أشرس الأعداء حيث صاروا هم ولاة أمورنا و مديري ثرواتنا
؟؟
ألأننا ظلمنا أنفسنا
؟ فلم نخلص لا لدين كما فعل الأولين و اللاحقين و لا لوطن مثل الألمان و
اليابانيين. الدين و الوطن هم عقل و قلب يفرضا العمل الجاد بعزم حزم
، بإخلاص و تضحية و وفاء بالعهد ،أما نحن فأصبحنا متواكلين
كسالى مزبزبين بين شبه دين بلا يقين و عمل قليل بكلام كثير و شبه وطن بلا هدف
مشترك يؤلف ما بين القلوب، كالقصر غدونا نطمع بالوطن ليحمينا دون أن نحميه و
بالغريب ليطعمنا ، متوسلين، متلهفين ليد العون حتى من الشيطان الرجيم أو العدو
اللعين... فضاع منا الدين الثمين و الوطن الكريم و الإحترام المتبادل بيننا،
هذه أمتنا غدت وهم خيال للأمم وحلم مضى.
قرون فاتت و
بلاد الشام من خراب إلى ضباب ومن من ضباب إلى خراب. مما أدى لانعكاس مفهوم
الوحدانية، سلبياً على الفرد ، فأما ليسقط في الشرك والتطرف ،مفكراً و
كأنه بمكانة الرب الواحد الأحد في جيبه مفتاح الجنة و مفتاح النار، له و لعا
ءلته كل السلطات و الملك فهو
السلطة المادية و الروحية و العلمانية
المطلقة ذو الفكر المدني الوحيد بقدرته الحياة و الموت، الزعيم الواحد
المتفرد بدويلة، بأسرة، أو بأمارة، لا يرى و لا يحترم سوى ذاته و نفسيته
المعقدة بالتناقضات، فتفاقمت عليه الهموم و الأوهام حتى هيئ له ،أن عقله
دستور و قلمه قرآن و قلبه قصيدة رثاء ،فأستباح لنفسه ، لأهله و لوطنه الهون
حتى الفناء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق