يقدس بعضهم الديمقراطية, إلى درجة الوله, يترنم
بها ليل نهار, في كتبه, ومقالاته, وأشعاره, وخطبه الأكاديمية, ومقابلاته الصحفية
والتلفزيونية, يجعلها محور كل شئء في (أيديولوجيته).
كل فكرة يمكن أن يساوم بها وعليها, إلا الديمقراطية,
لأنها المعبر الصحيح لتحقيق كرامة الإنسان وحريته_ حسب تعبيره_.
حبه للديمقراطية, لايوازيه حب, سعادته بتطبيقها
وتجسدها العملي أعظم عرس يحضره, حتى لو كان عرسه هو, أو عرس أحد أبنائه.
قناعته بالديمقراطية أخذت عليه كل عقله, والويل
كل الويل_ رغم ديمقراطيته_ لمن لمز بها, أو أساء لها ولو بشطر كلمة.
يا سادة!!! خذوا حذركم أمام الرجل, إذا دار
نقاش حول الديمقراطية, فإني وضعتكم بالصورة حتى لا ألام إذا حدث مكروه, لا سمح الله.
فلسفة الرجل, تقول: أن المجتمعات التي انتشرت
فيها الديمقراطية, هي أفضل المجتمعات, ولو أفرزت أسوأ الأحزاب في نظره, لأن هذا أجمل
تعبير عنها, وأوضح برهان على صدقها.
شعارها قبول الآخر, رايتها تحرير الفكر من
مصادرة الآخرين, عنوانها عدم احتكار الحقيقة, لافتتها العريضة (التعايش السلمي مع سلة الحياة, وما حوت من ثنائيات الضد والتعارض, أليست المعارضة, ووجودها ورعايتها,
واحترمها وتقديرها, برهان على وجود الديمقراطية؟؟؟
ذلك لأن مدارك الناس تختلف, فيحدث التنوع,
الذي يضفي على المشهد السياسي جمالاً, لا نظير له, في رونقه, وحسنه وروعته, في عالم
التداول والتشكل, هذه تصورات الرجل, فدعوه وشأنه.
صفق وهلهل, لمّا أفرزت الديمقراطية, الحزب
الفلاني, وكتب سيلاً من المقالات المادحة للديمقراطية, ولسانه يكاد أن لا يتوقف, وهو
يتحدث عن محاسنها, وفوائدها, ونواتجها العظيمة.
حزن كثيراً, عندما زورت الانتخابات في البلد
الفلاني, لأن هذا عدوان صارخ, على مبادئ الديمقراطية, وتطاول صريح على حرية الإنسان
وحقوقه.
ترنم مكثراً من الثناء, على بعض التجارب السياسية,
في بقاع كثيرة, من العالم الفسيح, لأنها كانت ثمار حرية , قامعة للدكتاتورية, محاربة
للتسلط, منددة بتكميم الأفواه, مؤمنة ضرورة أن تغلق سجون الرأي.
فالرجل عاشق لهذا المبدأ, ويعيش في وجدانه,
بل سيطر على مشاعره, واستحوذ على كل عواطفه, وصار معجوناً بدمه وخلجات نفسه.
فاجأنا الفيلسوف نفسه, إذ صرح: أنه سيكون ضد
الديمقراطية, إذا جاءت بالإسلاميين.
عجباً للكيل بمكيالين, إن هذا التناقض يكشف
زيف هذا الصنف من البشر, إذ فضحوا أنفسهم بهذه الطريقة الممجوجة, ونقول لهم:
إنكم تغنيتم بالجماهير كثيراً, والجماهير عندما
تختار جماعة, عليكم أن تحترموا خيارها, وإلاّ فإن وعي جماهيرنا, مع هذا الربيع العربي
غير المعهود, سوف يقف لكم بالمرصاد, ويفضحكم فضيحة, لا تقل عن فضيحة الحكام الذين أسقطوهم,
رغم أنهم صفقوا لشعاراتهم الجوفاء ردحاً من الزمن, لأن الجماهير شبت عن الطوق, وأصحاب
الشعارات, أمام المرآة الجماهيرية الرافضة لكل لفّاف دوّار, مزدوج المعايير.
جزاك الله خيرا يا دكتور عامر، فعلا هذا حال هؤلاء من الكيل بمكيالين مختلفين، فإذا فاز الإسلاميون قالوا: ساندتهم الأكثرية الغوغائية والعامة من الناس، ونعتوا أنفسهم بالنخبة المثقفة، هداهم الله إلى الحق وأبعد شرورهم عن مجتمعاتنا
ردحذف