من طفل على منصة الاعدام - بقلم: عز الدين سالم

يا سادتي لا تسـألوني من أنا

أنا الطفل الذي قـتـل الأنام

أنا من سلب حرية الأغنام

أنا ابن الخطيئة ابن اللئام

أنا من قتلت ألاف الرجال

أنا من نشرت الموت

أنا من علمتهم سبي النساء

لا تسـألوني من أنا يا سادتي

أنا الطفل الذي فجرت

أنا من قتلت من سبيت

فكل العاهرات صنيعتي

أنا من علمتهم أدب البغاء

أنا الطفل الذي هبط من الفضاء

أنا لم أعرف أماً حملتني

 أو أرضعتني وفي حنانها غمرتني

لا تسألوني من أنا يا سادتي

أنا من قتلت أمي

أنا  من سبيت أخوتي

أنا من رفضت الثدي الرءوم

ورضعت من دنان الخمر

أنا ما أعدمت دميتي

لم ابلغ الحلم و شنقت أخوتي

تعثرت قدماي في مشيتي

ولكن حملت بندقيتي

و كانت المتفجرات لعبتي

أنا طفل المعجزات

لا تسألوني من أنا يا سيدي

بل اسألوا الجلاد عني

اسألوا من اعتقلوني

من اقتلعـوا  أظافري من شوّهوني

من انتهكوا كرامتي من اغتصبوني

وبالإرهاب أقررت على ما أرغموني

لا تسألوني من أنا يا سادتي

بل اسألوا من إلى منصة الإعدام أوصلوني

من أذاقوني ألوان العذاب

من أرهبوا أهلي بقتلي

من أعدموني وقطعوا أعضائي

من سلبوا كرامتي من أهانوني

لا تسألوني من أنا بل اسألوا قاتلي عني

كل  ذنبي إني خرجت لكرامتي

أني حلمت اللعب بأقلامي

بالعيش الكريم بحقي في الحياة

أن اكتب على الجدار ما أشاء

أن أموت بكرامة في حضن أمي

 والآن أموت لأجلكم  يا إخوتي

من اجل أمي وأبي رضيت

الموت كي أفدي الإباء

كي تحيى أمتي بكرامة

فلا تحزنوا لموتي وقولوا

لأمي أنا الشهيد الذي لم يبلغ الحلم

فليحلموا عني إخوتي أولاد الحارة رفقتي

أنا من ضحيت ليحيوا ويبقى الوطن

أنا الطفل البريء هم من جّرموني

من أرهبوا إخوتي ليكتموا صوتي

ومن بعد قتلي  أعدموني

يا سيدي في جميع اسـقاع الأرض

يموت الإنسان ولا يتكرر الإعدام

إلا في موطني فنحن نموت مرات ومرات

يا سـيدي هذا أنا إن كنت لا تعرف

أنا الطفل الشهيد إذا أردت أن تعرف

يا سيدي فلتسألوني عن عشرات الأطفال مثلي