الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-01

ثورة الريف السوري – بقلم: د. خالد أحمد الشنتوت

من المفاجئات التي أدهشت النظام الأسدي أن الثورة ترسخت في الأرياف ، التي كان النظام السوري يظن أنها تقف معه ، لأنه ينادي كذباً و ( تقية ) أنه يعمل من أجل العمال والفلاحين....

منذ (8/3/1963) والنظام الأسدي يكذب على الشعب السوري والعربي ، بأنه يعمل من أجل مصلحة الطبقة الكادحة ( العمال والفلاحين ) ، وأنه ضد الطبقة البرجوازية وأرباب الثروات الذين يمتصون دماء الكادحين...

ولاقى هذا الشعار قبولاً فجـّيش النظام الأسدي العمال والفلاحين ، ليجعلهم سلماً يصعد على جماجمهم ، كما صعد على جماجم حزب البعث ، وجماجم الطائفة العلوية التي كذب عليها ومازال يدعي أنه يحميها من أهل السنة...

لاقت طروح النظام الأسدي ( الصفوي ) الذي تفنن في استخدام التقية ، التي عبرنا عنها بمصطلح ( غمز على اليسار واذهب من اليمين ) ، لاقت قبولاً خلال عقد الستينات ، وربما السبعينات لدى حزب البعث ، والطائفة العلوية ، والطبقة الكادحة ، واستخدم حافظ الأسد هؤلاء كسلم صعد عليه ( ثم رفسه ) بعد أن صار على السطح ( سطح ملكية سوريا )...

ثم بدأت ( التقيــة ) تتكشف شيئاً فشيئاً ، واصطدم النظام الأسدي بحزب البعث منذ ( 1966) وقتل وسجن وطرد عدداً من قادة حزب البعث وضباطه ، وقد التقى هؤلاء البعثيون المشردون مع غيرهم من شرائح الشعب السوري في العراق ، ومنهم الاخوان المسلمون ، وشكلوا تحالفاً وطنيا ضد النظام الأسدي....

وفي (1970) ضرب النظام الأسدي  وأجهز على مابقي من البعثيين ، وبدأ بضرب  الطائفة العلوية ، بدأ بصلاح جديد وزمرته ، ووصل في ذلك إلى الصراع بين الأخوين حافظ ورفعت على ملكية سوريا ، انتهت بالتفاهم على أن يأخذ رفعت كذا مليار دولار ، وعندما عجزت الخزينة السورية عن سدادها ، تبرع القذافي ببقيتها كما نعلم !!!؟؟؟ ويترك رفعت سوريا لأخيه حافظ وأولاده ، فيطرد حافظ أنصار رفعت من الجيش ، ويسجن بعضهم ...

ومنذ (1970) بدأ النظام الأسدي يتجه للتعاون والتحالف مع رجال المال في سوريا ، والذي لم يقبل ذلك التحالف من رجال المال ترك سوريا ، وأخرج أمواله للخارج وهم شرفاء وكثيرون ، وسوف ينقذون الاقتصاد السوري بعد سقوط النظام الأسدي ، أما الذين قبلوا التحالف مع النظام الأسدي ، فتحولوا إلى مصاصين دماء للشعب السوري ، وصار بينهم تنافس غير شريف بين أرباب المال في دمشق الذين قبلوا التحالف مع النظام ، وأرباب المال في حلب الذين أرادوا أن يستأثروا بالتقرب إلى السلطة والفوز بوكالات الاستيراد والتصدير ، شراكة ( وجه ) كما شاع في سوريا ،مع كبار قادة الوحدات الأمنية ورجال العائلة الأسدية ، حتى أن رامي مخلوف صارت له حصة في كل شركة تقوم في سورية ، أو استيراد أو تصدير...

مما زاد في معاناة الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين في الأرياف ، وهذا مانراه اليوم ، حيث تتركز الثورة في الأرياف ، ريف دمشق وريف حلب ، وفي حماة وريفها ، وفي مدينة حمص وريفها ، ومدينة درعا وريفها ، وادلب وريفها ، وربما أن الحراك أشـــد مايكون في الأرياف ، ولعل عجز وحدات الأمن عن السيطرة الكاملة على الأرياف ؛ كما تسيطر في حلب ، ساعد في أن يكون الحراك الثوري يستمر في الأرياف كما قلت...

وأبلغ حقيقة نستنتجها من ذلك أن النظام الأسدي يفعل عكس مايقول ، وكما وقف جنباً إلى جنب مع إيران ضد العرب ، وهو يجبر تلاميذ المدارس أن يصرخوا كل صباح ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ، فكيف يقف مع الفرس علناً ضد العرب !!؟؟؟

بل وقف مع الامبريالية الأمريكية علناً وأرسل جيشه يقاتل العراقيين في عاصفة الصحراء جنباً إلى جنب مع الأمريكيين الذين كان ينعق طوال عقود ومازال يكذب بأنه ضد الامبريالية....

ومن الكذب الذي انطلى على بعض العرب أنه نظام صمود وتصدي ونظام ممانعة ، وهو في الحقيقة حامي للحدود الشمالية للعصابات الصهيونية ، وقبل يومين خلال احتدام المعارك قرب مطار دمشق ، رفع الجيش الصهيوني درجة الاستعداد إلى الحد الأقصى !!!؟؟؟ ولاأستغرب أبداً أن يتدخل الصهاينة عسكرياً لصالح النظام الأسدي إذا لزم الأمر....

ومن الكذب الذي تاجر به أنه نظام العمال والفلاحين ، وأنه يريد إنصافهم من أرباب العمل ورجال المال والأعمال...

ولكن كما يقول المثل العربي ( حبل الكذب قصير ) وقد انكشف الآن للعرب وللمسلمين أنه نظام عميل للصهاينة ، وأن الصهيونية العالمية ، والصفوية المجوسية ، هما اللتان زرعتا هذا السرطان في العالم العربي ، لدحر العرب والمسلمين...   ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق