الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-03

ماذا بعد يا وطني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - بقلم: د.عبد الغني حمدو


كنا نقول فيما بيننا ونتساءل :
متى يأتي وقت عزاء الشهداء ؟
ونخص  بالذكر أهلنا في حماة، انتظرنا ثلاثين سنة، وليس في حماة فقط، وإنما في مواقع كثيرة من سوريا في حلب وحمص وجسر الشغور، وصحراء تدمر وحبات رمالها كانت تسأل وتقول :

متى يامن بقيتم أحياء ستقيمون خيام العزاء لآلاف أعدموا ودفنوا بين حبات ترابي، وما زالت ذرات أجسادهم تحيا بين ذرات حباتي تعذبني وتقول، ألم يحن الوقت بعد يا أماه حتى يخرج أبناؤك غيرة على أرواح الشهداء؟


كنا نقول لأنفسنا ونحن نخدعها، ما حصل في حماة لن يتكرر بعدها، مع أننا تعلم اننا نكذب على أنفسنا، ونجامل غيرنا كذباً ونفاقاً للهروب من الحقيقة، وعشنا في ذلك بين من يخدع نفسه بالأمان وبين من يوهم داخله أن الذي فات لن يعود، وكنا ننادي لنبدأ من جديد، ونجعل الماضي وراءنا، وقبلات بين الشوارب المتبادلة ليصبح  آلام الماضي ذكرى يطمره التناسي والنسيان .

وكانت البداية بأطفال صغار من درعا، تقول للجميع لقد انتهى وقت النفاق، وحان وقت العزاء، صحونا بعدها على نفاقنا، وصحونا بعدها على مأساتنا، عندما وجدنا، أن كل مكان في بلدنا  يمكن أن يكون شرر قادم لها يُفعل فيها مافُعل في حماة .

لم يتغير شيء، لم يحدث تغيير في اسلوب مجرمي حماه، نفق الذي ارتكب مجازرها، وحل مكانه دعيه، والذي تربى وترعرع ونشأ على أكل الأموال المغصوبة، وعلى دماء المظلومين، ولا يهنأ له نوم إلا على صراخ المعَذَّبين، فجرائم المعتوه وابنه، من المجحف حقاً أن يكنى بفرعون، أو بهولاكو أو بهتلر، فهؤلاء الثلاثة كانت جرائمهم من أجل أن تحيا شعوبهم، بينما جرائم هؤلاء الذي حكمونا، جرائمهم كلها من أجل مجدهم وتدمير شعبهم، وسرقة وتدمير كل شيء سيكون نافعاً للوطن .

فصارت حمص كما حماة، ودرعا وحوران وريف دمشق وإدلب والدير وريف حلب، ومع أن حلب والمذابح التي حصلت فيها، وتقديم أكثر من مائة شاب في صباح عيد الأضحى في المشارقة، وآلاف قضوا في المعتقلات، فما زالت تهتف لمرتكبي المذابح القديمة والحديثة، والقامشلي وعفرين، ومجزرة 2004، وما خفي أعظم، وهما تائهين بين حزب وحزب وقول فلان وفبركة علان، ويثقون بأقوال ووعود الوحوش، فلو وثقوا بالثوار كما فعلت عمودا البطلة، لوجدوا أنفسهم إن لم يكونوا في المقدمة فمع المقدمة سائرين، ولن يحتاجوا بعدها لأي طلب لأنهم سيكونون مع طلائع المنتصرين، ويشتركوا في بناء وطن يحضن الجميع بالتساوي .

وسار غالبية العلويين على طريق القاتل وابنه، ونادوهم الثوار تخلوا عن هؤلاء المجرمين وكونوا معنا يداً بيد لنبني الوطن، فهذا الوطن لايملكه ولا يمكن أن يكون ملكاً لعائلة أو طائفة، ولكنهم ركنوا عقولهم خارجاً، أو أجروها لعائلة الوحش، ويعرفون ويعلمون أنه يسير بهم لقعر سحيق، ولن يخرج عنهم إلا أقوال، والأقوال لاتعني شيئاً مالم تصاحبها الأفعال، وهم عرب والذي يمشون وراءه مجهول الأصل والنسب، أليس الحري  فيهم أن يقفوا مع من يبني الوطن ؟
أم صوت الشيطان غالب على أمرهم !! فسائرون بإرادتهم لطريق لن يجدوا لهم ناصرا بعدها، إن لم يلتحقوا بأبناء الوطن المعروفين في الأصل والنسب .

وأحزاب المعارضة، في كل يوم وليلة لها مقام في ناد من نوادي الطرب، والمال بين أيديهم، ولا يمكن دفعه للجيش الحر حتى يحرر  الوطن،وحال فعلهم يقول: نخبؤ قرشنا الأحمر المغموث بدم الشهداء،ليوم يحل لنا، يصبح وضاء عند مقعد ومنصب سيكون لنا فيه قصور وعندها يحلو لنا الطرب .

والعالم العاهر من حولنا،لسان حاله يقول : لادخل لنا فيكم، فعهرنا غير مقبول عندكم، وتسعون لازالة عهرنا من عندكم، فقد جنيتم على أنفسكم فخلصوا أنفسكم، ويكفينا دعماً لكم، في أننا وقفنا على الحياد، طالما تخليتم عن عهرنا للأبد .

وشعبنا الثائر الحر وجيشه الحر البطل يقول  وفعله يسبق قوله، قريباً يا حبات الرمال والتراب التي ضمت شهداءنا، سننصب خيم العزاء لكم، وفيها سيتم القصاص من القتلى، لتهنأ يادم الشهيد والمظلوم في قبرك، وفي الجنة تعيش عيشة للأبد .
 د.عبدالغني حمدو

هناك تعليقان (2):

  1. حلب فما زالت تهتف لمرتكبي المذابح القديمة والحديثة .... وماذا عن باقي المدن يادكتور ....وهل تعلم بان تلك الميرات مسيرة في حلب وبقية المدن .... لايمكن باي حال من الاحوال ان يكون هناك كاتب يدعي بانه ثائر وقلبه يملئه الحقد على ابناء حلب

    ردحذف
  2. د عبد الغني تعودنا عليك الحق في مقالاتك فلا تبخس بحق الشهباء بكلماتك ... حلب لم تهتف يوما للقتلة أما اذا كنت تتحدث عن المسيرات التشبيحية فهي كانت موجودة بأي مدينة في سوريا بما فيها حمص العدية

    ردحذف