في مقال سابق كتبت أن العالم يريد بالقضاء على الثورة
السورية، القضاء على روح الجهاد " إنها حرب شرسة فقد تجمع العالم كله وتحالف
وتلكأ وعقد الاجتماعات للقضاء على الثورة السورية
ومحاربتها .. على طريقة المثل : أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على
الغريب، والغريب الذي يريده العالم القضاء عليه هو الثورة السورية، على المستويين
السلمي والعسكري المتمثل في الجيش الحر ."
فقاموا جميعهم بلا
استثناء بمنع السلاح عن الجيش الحر !!
ولكن الجيش الحر الذي
نُقبّل جباهه يزداد كل يوم اتساعا، وأصبحت له أراض يسيطر عليها، بأخف أنواع الأسلحة
التي معه، وهذا أمر لا يرضاه العالم فعندما وجدت أن منع السلاح لم يجعل الجيش الحر
يتراجع، ولم تخف الثورة، وأن النظام ساقط ساقط لا محالة، بدأت تروج لمصطلح الحرب الأهلية،
كما يروج له النظام، لإخافة الثوار من المجهول، وأن سوريا ذاهبة إلى ظلام وعليهم
الاقتناع ببقاء النظام أو الموافقة على تقديم التنازلات للحوار مع النظام، هذا
وهناك هدف خفي من وراء ترويج هذا المصطلح الخبيث لتبرير تدخل غربي على طريقته ..
لقد ثار الشعب السوري ضد الطغيان .. وضد
الظلم .. باحثا عن روحه، عن كيانه، عن وجوده، عن غايته، عن مستقبله، بالطرق
السلمية، والدفاع عن النفس، وعن العرض، وعن المال، وعن الوطن حق مشروع، فإذا قتلت
المعتدين، فهذه لا تعتبر حرب أهلية .. وإنما دفاع عن النفس ..
إن الثوار في كافة أنحاء ارض سوريا كانت
حناجرهم تدوي " الشعب السوري واحد "، " سوريا لكل أبنائها "
فأين هي الحرب الأهلية ؟
إنها موجودة في عقول ودعم وصمت أمريكا وأوربا وروسيا والصين ومجلس الأمن .. الباحثين عن مصالحهم وعن امن ابنتهم اللقيطة
المحتلة لفلسطين .. الذين يمهلون النظام الوحشي الأيام والشهور للقضاء على الثورة
التي لم تكن في حسابهم أن تكون هكذا !!
فتبت يدا هيئة الأمم المتحدة ..
وتبت يدا رئيس بعثة المراقبين ..
وتبت يدا كل من يصافح الثورة فوق الطاولة، ويؤيد ويدعم
النظام الوحشي تحت الطاولة !!
إن الجيش الحر هو جيش من مكونات الثورة،
المباركة، يحمي المتظاهرين ويدافع عنهم، فإذا العالم خذل الشعب، فالجيش الحر لن
يخذله بإذن الله ..
وإذا العالم وقف يتفرج على المجازر تلو
المجازر مكتفيا بعد الشهداء والجرحى فان الشعب الحر لن يقف متفرجا بل سيدافع عن
الشعب حتى لا تقع مثل هذه المجازر، وسوق يقتص من القتلة والوحوش .
إن الغرب لن يكف ليلا ونهارا عن محاولة
القضاء على هذه الثورة المباركة .. ولن يتوقف عن دعمه للنظام الوحشي، فعلى المجلس
الوطني أن ينتبه لترويج مثل هذا المصطلح، وعلى الثوار الخروج للتظاهر سلميا ليلا
ونهارا، وعلى الجيش الحر التجديد في ضرباته وعملياته النوعية، مع اخذ الحذر
والحيطة في كل خطوة، كي لا يجني أعداء الثورة بالمكر والتظليل والخديعة ثمرة عملكم
المبارك .
فيا أيها الجيش الحر، ويا أيها الثوار : إن حياة
الشعب السوري وبقاءه، مرتبطة بإصرار الثوار على التظاهر، وثبات الجيش الحر على
مبادئه في الدفاع عن الشعب، وعندما نقوم بواجبنا ونؤدي مسؤولياتنا بالصدق والإخلاص،
فسوف يتلاشى النظام الوحشي، ونمضي قدما في رفع راية سوريا من جديد، نعيد بنائها
كما بناها خالد بن الوليد، وعمير ين سعد، وعمرو بن معد كرب، والعرباض بن سارية،
وأبو عبيدة عامر بن الجراح .
فلا تغفلوا عن مسيرة الجهاد، فإن العالم
شرقا وغربا يتآمر علينا، حتى لا يسقط هذا النظام الوحشي، الحامي لابنتهم اللقيطة
المحتلة لفلسطين، وعلى العالم أن يعرف أن النظام الوحشي هو الذي يدمر سوريا،
ويرتكب المجازر تلو المجازر، فليس من حقهم تعيين مصيرنا ومستقبلنا .
أيها الإخوة : تنبهوا ولا تبيعوا دماءكم، ولا تضيعوا
شهداءكم، استمروا في جهادكم، استمروا في تظاهركم، وشدو على أسلحتكم، وان كانت
خفيفة، والله معكم { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ} (محمد : 7)
{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ
فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ
فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (آل عمران 160)
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق