الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-03

الحقيقة التي يجب أن تقال (الثورة السورية لماذا) – بقلم: أ.د عبد العزيز الحاج مصطفى


هناك أسباب موجبة حتمت قيام الثورة السورية في الزمان والمكان كما حتمت مسارها وما اتسمت به من عنف وما هي عليه اليوم من تصعيد كبير . وأحد هذه الأسباب (الاستبداد ).

           والحديث عن الاستبداد هو حديث عن النظام نفسه كونه الرمز الدال على الفساد والإفساد معا وهو المسئول عن جرائم النظام نفسه . وبتقديرنا أنه شاع واستشرى بسبب من السياسات الإجرائية التي تمثلت في:


        أولا- سياسة الإقصاء : وقد مرت بثلاث مراحل متعاقبة  . المرحلة الأولى : تمثلت بقانون العزل السياسي الذي صدر سنة 1963 والذي أقصي بموجبه الزعامات التقليدية في سورية فضلا عن الشخصيات الدينية والوطنية والقومية ليحل محلها صغار الضباط الذين منهم (حافظ أسد) . والمرحلة الثانية: وقد تمثلت بالانقلابية البعـثية التي حدثت سنة 1966  والتي تم ّبموجبها إقصاء التيار القومي في الحزب  فخلا الجو للطائفيين بعد أن تخلصوا من زملائهم أن يلعبوا لعبتهم وأن يمرروا مخططهم الطائفي  بعد أن تقنعوا بالاشتراكية العلمية وأوهموا الناس أنهم من الماركسيين وأن الناس سيحصدون جراء سياساتهم المن والسلوى . المرحلة الثالثة : وقد تمثلت بما اصطلحوا عليه ب(الحركة التصحيحية) حيث وجه حافظ أسد لزملائه الضربة القاضية بإقصائهم و إبعادهم عن مسار السياسة الخاصة التي استحوذ من خلالها على السلطة وراح يوطد أركان حكم عائلي له ولأبنائه من بعده وقد بدا ذلك واضحا بتوليته  ابنه من بعده وقد استوجب ذلك قيام نظام الحكم المطلق الذي ترزح سورية تحته اليوم والذي غرقت بسببه بالدم  ولا تزال تغرق.

      ثانيا - إشاعة مفهوم الصراع الطبقي: وهو مستعار من الماركسيين قصد خلخلت البنية الاجتماعية لسورية وتأليبها بعضها على بعض وتمكين الطبقة المسحوقة من رقاب الناس وإلى جانب ذلك ماز تمييزا حقيقيا بين الريف والمدن فنتج عن ذلك إفساد لذات البين وهضم لحقوق المواطنين لعقا مرارتها الداخل والساحل معا.

     ثالثا- إطلاق يد البعثيين في الدولة والمجتمع : باعتبارهم القيادة الميدانية التي تحكم وقد نتج عن ذلك تغول حزبي عزز من سلطة رجل الأمن الذي بدت الفرصة مواتية أمامه لتنفيذ سياسات القائد ولترسيخ حكم شمولي اعتبرت به الحرية والديمقراطية العدو اللدود للشعب الذي لم يكن أمامه إلا أن يلعق مراره وإلا أن يفكر بالخلاص الذي يترجم اليوم على الأرض السورية ثورة لاهبة قد تحرق الأخضر واليابس  قبل أن تسقط النظام وتنهي طغيان بشارواستبداده.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق