الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-07

مؤتمر اصدعاء الشعب السوري (3) – د. حسان الحموي


الكثير من ثوار الداخل السوري يسأل نفسه عن جدوى المؤتمرات التي يتسابق فيها المؤتمرين لنثر الجمل فوق رؤوس الثائرين علهم ينامون حتى المؤتمر التالي .

في هذا المؤتمرسعت الدول الفاعلة إلى الابتعاد تدريجيا عن الخطاب الثوري الذي طرحه الثائرون الحاضرون في المؤتمر، دون أن تخدشمشاعرهم الانسانية  .


وحاولتالتهرب من الالتزامات الجدية تجاه الشعب السوري والقضية الرئيسية؛ وخاصة طلب المساعدة العسكرية؛ والممرات الاغاثية الأمنة؛ و الحظر الجوي؛ والمطالبة بحماية المدنيين ، واحالة المجرمين الى المحاكم الدولية ، والاكتفاء ببعض المساعدات الانسانية؛ وتقديم الفتات من المال ووسائل الاتصال.

ولكي نبدو موضوعيين فإن الايجابية الوحيدة في هذا المؤتمر: وإن بدت اعلامية أكثر منها تنفيذية فقد تمثلت في توحيد كلمة جميع المؤتمرين حول زوال نظام الاسد ، واتخاذ التدابير تحت الفصل السابع؛ بغية فرض مبادرة عنان واتفاق جنيف.

أما أبرز سلبيات هذا المؤتمر : فقد كانت كما قال وزير خارجية الامارات أن يجتمع المؤتمرون في باريس والمبعوص كوفي عنان موجود في جنيف، فكم من المدنيين يجب أن يموت في سوريا حتى يعترف كوفي عنان بفشله؛ ويهتم قليلا بمهمته التي اولاها  له المجتمع الدولي، فغيابه له مؤشرين لا ثالث لهما :

-        إما أنه بات مقتنعا أن هذه الاجتماعات لا فائدة منها ولا تقدم للقضية السورية شيئا ولا تؤخر.

-        أو أنه يريد أن يبدي موقفا محايدا من القضية السورية كي لا توصد في وجهه أبواب دمشق كما أوصدت لمساعده من قبل.  و حتى لا يغير المندوب الأممي والعربي من استراتيجته تجاه المهمة الموكله له.

فالمؤتمرات والبيانات والخطابات و العقوبات الخلبية  لن تغير شيء من ممارسات النظام الاسدي، و الجميع يدرك أنه بعد كل مؤتمر يزيد هذا الطاغية من حجم العنف الممارس على الشعب الاعزل حتى ظننا أن العبارات الملغومة من المؤتمرين هي بمثابة الايعاز للعصابة الحاكمة بالبدء في مرحلة التصعيد الجديدة.

والمصادفة الغريبة أن المؤتمر ينعقد في اليوم الذي قرر فيه الثوار تسمية جمعتهم بجمعة ( حرب التحرير الشعبية ) ، فقد يئس السوريون من المجتمع الدولي بل وضعوا أيديهم على الحقيقة الصادمة المؤلمة ، فالشعب أيقن أن المجتمع الدولي متواطئ عليه ، بكل ما تعني الكلمة ، وهو يعطي الفرصة تلو الأخرى للنظام الدموي الفاشي ، ليواصل قتله بوحشية وهمجية وسادية ، مختبئا وراء الفيتو الروسي تارة ، و متذرعا بتشرذم المعارضة وعدم توحدها تارة أخرى ، وما هي إلا ذرائع واهية وحجج داحضة !.

ألا يكفي المجتمع الدولي المنافق قتل ما يقارب عشرين ألفا ، ليتدخل ؟.

ألا يكفيه تدمير مدن بأكملها ، على رؤوس ساكنيها ؟.

ألا تكفي المجازر التي أصبحت مسلسلا يوميا للقنوات التلفزيونية؟.

ألم تروعهم أشلاء الأطفال ؟.

ألم يروا كيف تفجرعصابات الاحتلال الأسدي الجنائز ؟.

ألم يكفهم دمار مدن حمص ودوما ودير الزور ، وقتل كل أثر للحياة فيها ؟.

ففي الوقت الذي يسارع فيه المجتمع الدولي إلى إصدار قرار و بالإجماع لم تشذ عنه حتى روسيا و الصين في مالي نصرة لقبور تاريخية ، ما زالوا يختلفون على كيفية الحفاظ على ارواح المدنيين وهدم مدن بأكملها على رؤوس ساكنيها وقتل وتشريد الملايين في سورية!! .

فأي هيئة أمم هذه !؟. وأي حقوق إنسان ينادون بها ويدعون أنهم يدافعون عنها!!.

السوريون الآن عرفوا طريقهم ، وعزموا على المضي فيه دون تردد ولا التفات . أيقنوا أنه لا ملجأ لهم بعد الله إلا أنفسهم ، ولذلك فزعوا إلا سلاحهم ، وتنادوا لنصرة جيشهم الحر ، وكتائب الجهاد فهي ملاذهم ، وهاهم يتداعون إلى ( حرب التحرير الشعبية ) .

فالنصر اقترب ، وتباشيره كثيرة ؛ والانشقاقات تزيد وتكبر ، وجيش الاحتلال الأسدي يتفكك وينهار !. ويد الجيش الحر تطال كبار ضباط العصابة الأسدية؛ والرؤوس الكبيرة التي تمسك مفاصل الدولة وتسيطر على مقدراتها .

يا بشراكم أيها السوريون !!.
فقد بلغت مساحة الأرض المحررة المطهرة التي يسيطر عليها الجيش الحر 60 %. و طرق الإمداد باتت مفتوحة للأسلحة ، والمنطقة العازلة أصبحت حقيقة ماثلة للعيان ، لذلك نرى أن قوات الاسد اليوم تركز على القصف من بعيد ، أو بالطيران.

والموقف التركي – والفضل لحماقة الأسد - أصبح أكثر وضوحا وقوة . وعدد الجنرالات السوريين فاق العشرون فيها ؛ و المجاهدون يتحركون بكل حرية وأمان ، والروح المعنوية عالية.والكل ينتظر بفارغ الصبر ساعة الصفر والنصر والظفر .

فحرب التحرير الشعبية تعني أن الشعب يعتمد بعد الله على قوته الذاتية ،وتعني أن الشعب والجيش الحر جسد واحد ويد واحدة وتعني أن الشعب قرر خوض معركته مع مافيا الأسد حتى النهاية

وتعني استنفار كل الطاقات وحشد كل الجهود لاقتلاع النظام المجرم ، من جذوره ، وتطهير البلاد من رجسه .
فالله عز وجل قال لنا:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 14، 15]
صدق الله العظيم
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق