الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-19

عقلنة الثورة السورية - فاتح الشيخ [1]


بعد مرور ستة عشر شهراً على اندلاع الثورة الديمقراطية السورية ، باتت المرحلة التي تمر بها الثورة اليوم ، تُملي على القوى الثورية المعارضة في الداخل والخارج ، سلوك سبيل التحليل العلمي الموضوعي في استقراء  الشأن السوري ، والأخذ بالمنهج العقلاني النقدي ، عوضاً عن الاكتفاء بالخطاب الانفعالي والإعلامي التجييشي الذي تجاوزته الثورة.

إن عقلنة الثورة الديمقراطية السورية ، ونقلها من الحالة الشعبوية العفوية ، إلى الحالة الشعبية المنظمة تتطلب ما يلي :
·        إنزال الأفكار وتجسيدها على أرض الواقع ، من خلال التوجه صوب تأسيس أحزاب سياسية معارضة ، ومؤسسات مجتمع مدني ، باعتبارها معاول لهدم النظام في المرحلة الحالية ، وشبكات وطنية للمرحلة المستقبلية ،تحمي البلد من السقوط في الفوضى عقب انهيار النظام الشمولي ، الذي يمتلك جميع محددات الحياة الوطنية.


·         البدء الفوري بتأسيس وتفعيل سلطات ثورية بديلة مزاحمة لسلطات النظام ، وعدم الاكتفاء بإسقاط شرعيته السياسية المتمثلة بالاحتجاجات الشعبية ، أو شرعيته العسكرية المتمثلة بالانشقاقات التمردية ، بل يتوجب العمل على استكمال إسقاط شرعيته الاقتصادية والاجتماعية  والثقافية والإعلامية والدبلوماسية ..( للمزيد : كيفية إنشاء السلطات البديلة للنظام السوري – فاتح الشيخ – جوجل).

·         الإفادة من التجارب الثورية للشعوب الأخرى التي سبقتنا في الانتقال الديمقراطي ، بما يخدم  الثورة السورية ، مع ضرورة الابتعاد عن استنساخ التجارب ( الاسترشاد فقط).


·         إعادة تصويب مسيرة العمل الثوري ، ونقد أية خطابات أو ممارسات خاطئة للقوى السياسية المعارضة ، أو القوى العسكرية المتمردة ، أو الشارع الاحتجاجي ، حيث أن الثورات لا تولد في الغرف المعقمة ، بل في الشوارع والساحات العامة ، المفتوحة لجميع أبناء الشعب بغض النظر عن هوياتهم المتباينة، وضرورة امتلاك الجرأة الكافية في إدانة الخطابات السياسية الأيدلوجية أو الطائفية المفسدة للوحدة الوطنية.

·        عدم اعتماد أسلوب أحادي في النضال الثوري ، وبيان أن للثورة الديمقراطية السورية إستراتيجية وطنية واضحة تأخذ بالجهاد المزدوج ، ولها ذراعان متكاملان يعضد  أحدهما الأخر لتدمير النظام:

الأول : سياسي مدني

الثاني : عسكري دفاعي
وهي التجربة الثورية الناجحة للساندنست  في إسقاط نظام سوموزا في نيكاراغوا عام 1979م.

·        وقف تبادل الاتهامات وحملات التشكيك ، ما بين المعارضة الداخلية العاملة على الأرض والمعارضة الخارجية ، وضرورة إدانة أي خطاب يعمل على إثارة الفرقة بينهما.

·        تقديم الحلول العملية ، والسياسات التنفيذية ، والبرامج التفصيلية الميدانية، والإرشادات الدورية للمواطنين ، لما يتوجب عليهم فعله لتفكيك النظام ، تنفيذاً لإستراتيجية العصيان المدني  ( للمزيد : مائة وثلاثون أسلوبا لإسقاط النظام السوري – فاتح الشيخ – جوجل ).


وأخيراً نقول /
إن الموضوعية في قراءة الواقع السوي اليوم ،لا تعني الحياد بأي شكل من الأشكال ، بل الانحياز المطلق لجانب الثورة والمستقبل والحق والمبادئ ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ).



[1] - كاتب سوري مقيم في ألمانيا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق