إلى من يهمه الأمر : الحقيقة التي يجب أن تقال (14) ( رأي وموقف ) - أ.د عبد العزيز الحاج مصطفى

من عادة الثورات أنها تكون عفوية ، وتفتقر إلى القوانين الناظمة التي تنظم الشئون الثورية ؛ الداخلية والخارجية ، كما تفتقر إلى الثقافة المشتركة وإلى الرؤى المشتركة التي تحكم الخطاب الجماهيري و تمكنه من الصمود أمام الإعلام الرسمي الذي ينتهز الفرصة لينال من الثورة ومن رموزها بخاصة.

           ومسألة الثقافة المشتركة هي التي تشغلنا اليوم ؛ فقبل أيام في أثناء مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية مع السيد رضوان زيادة وهو من رموز المعارضة السورية  ذكر السيد زيادة ردا على سؤال أن المتمردين لن يستطيعوا هزيمة الجيش النظامي وهو يقصد بالمتمردين الجيش الحر وتشكيلاته . والخطأ هنا يكمن في الرؤية الثورية التي يتمتع بها السيد زيادة . فالثورة ليست حالة من حالات التمرد وإنما هي انتصار للذات  تبدأ بالفرد ثم تنتقل إلى الجماعة لتشكل بؤرة ثورية  ولتنتقل عبر جدل ثوري واسع إلى ما يسمى بالمد الثوري حيث تتلاحم الرؤى وتتضافر  وأخيرا تصل إلى درجة  الزخم الثوري والذي يتحول بدوره إلى الثورة .والتي اتخذت في سورية شكلين متميزين  هما بإيجاز :

-         الثورة السلمية  التي شملت سورية كلها .

-        حركة الجيش الحر وهي حالة من حالات الانتصار للذات وقد جاءت ردا على تصعيد النظام لحلوله الأمنية وعلى القتل المستمر الذي يقوم به النظام ويعد تلاحم الجيش الحر مع المتظاهرين السلميين حالة ثورية مستجدة وهي أعمق وأكبر من أن توصف بالمتمردة ويعد انتصارها حتميا وهو قدر شعب بأكمله ولا تهزم الشعوب سيما أنها مجاهدة  وعاقلة و تنتصر لكرامتها ولعرضها المباح ولأمنها واستقرارها . وعليه فإن ما يجب أن نكون عليه :

          أولا- أن نتسلح بالفهم الثوري الذي يستطيع الصمود أمام النظام وثقافته العدوانية المتشبثة بالسلطة .

          ثانيا - أن نسقط من حسابنا الرؤى الخاصة التي تنبثق من ثقافات حزبية ضيقة أو فكرية أو غير مستوعبة.

         ثالثا -  أن نعتبر – وهو الأهم – أن المسألة مسئولية ، وأن نأخذ باعتبارنا (( وقفوهم فإنهم مسئولون )) .وأن الجرم قد يكون مضاعفا كونه يلحق أذى بوطن بأكمله .

        

       رابعا- ان يعيد كل منا تقييم قدراته  الشخصية وان يحتل المكان الذي يتناسب مع تلك القدرات حتى لا يلحق ضررا بغيره .