الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-24

تـأملات ثورية - د. عبد الغني حمدو,


بعد ان قضى هؤلاء القتلة نصيبهم في الدنيا وتقطعت أجسادهم النتنة والمضافة إليها أجساد أشد نتانة من خارج سورية , والمسمون بقادات الأجهزة الامنية في سوريا وفي محيطها , كانت هناك آراء متعددة حول القضية . فمنهم من قال من صنيعة المجرمين القتلة المتمثلة بالعصابات الحاكمة, ولا أعتقد أن الذي طرح هذا الرأي يخرج عن إحدى المسارين التاليين:


الأول: هو شخص  مهزوز عنده اعتقاد راسخ في داخله أن هؤلاء لايمكن ليد بشرية أن تطالهم بالعقاب , إلا يد القائد الرب المتمثل في ذهنه , والتي تعبر عن يد الزعيم الطائلة على كل شيء .


الثاني : التشكيك بمقدرة الثوار والتقليل من أهميتهم وقدرتهم على القيام بفعل كهذا , لرفع الروح المعنوية عند القتلة , وعكسها عند الثوار.

يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه العملية على النظام المجرم , وللاجابة على هذا السؤال , لابد لنا من أن نأخذ بعين الاعتبار أمراً مهماً جداً , يرتبط ارتباطاً مباشراً ببنية النظام الديكتاتوري الشمولي والاستبدادي , مع إضافة مسحة نتنة فوقه هي المسحة الطائفية , فنظام الحكم عندنا حكم شمولي استبداي طائفي يتمثل في شخصية الحاكم , وكل الامور متعلقة بأوامره هو , وهنا يمكننا اختصار الجواب في أن التخلص من هذه الزمرة القاتلة , تضعف النظام ولكن لاتنهيه , ولا يمكن أن ينتهي نظام إلا بقطع رأسه , وهو الماسك بخيوط اللعبة , لذلك فلو تم اغتيال عائلته كلها والمقربين منه , فهو نظام عنده البديل طالما الرئيس موجوداً , ولكن سببت هذه العملية وستسبب اضعاف المعنويات عند المؤيدين , وأن حياتهم لن تكون آمنة , وسيتخلون عنه رويداً رويداً.

في المقابل على الثوار الصمود والبحث عن استراتيجيات ثورية جديدة للتعامل مع الواقع ودحر النظام , والاستفادة من الوضع الجديد بقدر الامكان .

الدولة العلوية المقترحة
هي خطة مقترحة من قبل البعض , وقد يلجأ إليها بشار في اللحظة الأخيرة , لينقذ نفسه وعائلته ومجرميه من الحساب العسير,ومحاكمة الشعب له وسيجد من يدعم خطته أطرافاً دولية كثيرة , ومنها اسرائيل وروسيا وإيران , وكذلك أمريكا , المهم في الموضوع هو كيف يمكننا افشال هذا الطرح وحرق قارب النجاة المعد للقتلة ؟

وهنا يكون تأملي الخاص , فقلت لنفسي مخاطباً كل جوانبها شرها وخيرها , فقالت لي في شرها , وما الذي تستطيع فعله ؟فاجلس واسترح فلن تغير في مقدور الأمور شيئاً
وخاطبت محاسنها فقالت : لو كنت في موقع يتيح لك التحرك لنجحت في القضاء على كل من تسول له نفسه أن يفعل ذلك , وكانت الثورة قد انتصرت الثورة منذ عدة شهور.

ألا تذكر عندما قدمت مشروعك لقطر , والسعودية لدعم المشروع , فقد عدت بخفي حنين , لأنهما وجدا حتمية انتصار الثورة في دعم مشروعك , ومن ثم عرضتها على قائد الجيش الحر , ولم تكن النتيجة إلا أتعس من سابقاتها  .

خرجت بعدها من تأملي وعرفت أن حكامنا وأحزابنا وقيادات كثيرة وحكومات دول أخرى, يساندها تنظيمات في الداخل والخارج وكيانات  تسعى جاهدة للتقسيم , تقسيم سورية كلها ومن أجل عيون بيت الأسد لكي يبقى حكم العمالة قائماً , ومنفذاً لما تريد طهران واسرائيل , من العرب والمسلمين .

أراهن بكل ثقة واطمئنان , إن تبنى مقاتلينا الثوار خطتي فلن تكونِ هناك دولة علوية مستقبلية , ولا دويلات سورية ولا حرب أهلية , وسيسقط عندها المجرمون بأقل التكاليف.
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق