بعد ان قضى هؤلاء القتلة نصيبهم في الدنيا وتقطعت أجسادهم النتنة والمضافة إليها أجساد أشد نتانة من خارج سورية , والمسمون بقادات الأجهزة الامنية في سوريا وفي محيطها , كانت هناك آراء متعددة حول القضية . فمنهم من قال من صنيعة المجرمين القتلة المتمثلة بالعصابات الحاكمة, ولا أعتقد أن الذي طرح هذا الرأي يخرج عن إحدى المسارين التاليين:
الأول: هو شخص مهزوز
عنده اعتقاد راسخ في داخله أن هؤلاء لايمكن ليد بشرية أن تطالهم بالعقاب , إلا يد
القائد الرب المتمثل في ذهنه , والتي تعبر عن يد الزعيم الطائلة على كل شيء .
الثاني : التشكيك بمقدرة الثوار والتقليل من أهميتهم وقدرتهم
على القيام بفعل كهذا , لرفع الروح المعنوية عند القتلة , وعكسها عند الثوار.
يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه
العملية على النظام المجرم , وللاجابة على هذا السؤال , لابد لنا من أن نأخذ بعين الاعتبار
أمراً مهماً جداً , يرتبط ارتباطاً مباشراً ببنية النظام الديكتاتوري الشمولي
والاستبدادي , مع إضافة مسحة نتنة فوقه هي المسحة الطائفية , فنظام الحكم عندنا
حكم شمولي استبداي طائفي يتمثل في شخصية الحاكم , وكل الامور متعلقة بأوامره هو ,
وهنا يمكننا اختصار الجواب في أن التخلص من هذه الزمرة القاتلة , تضعف النظام ولكن
لاتنهيه , ولا يمكن أن ينتهي نظام إلا بقطع رأسه , وهو الماسك بخيوط اللعبة , لذلك
فلو تم اغتيال عائلته كلها والمقربين منه , فهو نظام عنده البديل طالما الرئيس
موجوداً , ولكن سببت هذه العملية وستسبب اضعاف المعنويات عند المؤيدين , وأن
حياتهم لن تكون آمنة , وسيتخلون عنه رويداً رويداً.
في المقابل على الثوار الصمود
والبحث عن استراتيجيات ثورية جديدة للتعامل مع الواقع ودحر النظام , والاستفادة من
الوضع الجديد بقدر الامكان .
الدولة العلوية المقترحة
هي خطة مقترحة من قبل البعض , وقد
يلجأ إليها بشار في اللحظة الأخيرة , لينقذ نفسه وعائلته ومجرميه من الحساب العسير,ومحاكمة
الشعب له وسيجد من يدعم خطته أطرافاً دولية كثيرة , ومنها اسرائيل وروسيا وإيران ,
وكذلك أمريكا , المهم في الموضوع هو كيف يمكننا افشال هذا الطرح وحرق قارب النجاة
المعد للقتلة ؟
وهنا يكون تأملي الخاص , فقلت
لنفسي مخاطباً كل جوانبها شرها وخيرها , فقالت لي في شرها , وما الذي تستطيع فعله
؟فاجلس واسترح فلن تغير في مقدور الأمور شيئاً
وخاطبت محاسنها فقالت : لو كنت في
موقع يتيح لك التحرك لنجحت في القضاء على كل من تسول له نفسه أن يفعل ذلك , وكانت
الثورة قد انتصرت الثورة منذ عدة شهور.
ألا تذكر عندما قدمت مشروعك لقطر ,
والسعودية لدعم المشروع , فقد عدت بخفي حنين , لأنهما وجدا حتمية انتصار الثورة في
دعم مشروعك , ومن ثم عرضتها على قائد الجيش الحر , ولم تكن النتيجة إلا أتعس من
سابقاتها .
خرجت بعدها من تأملي وعرفت أن
حكامنا وأحزابنا وقيادات كثيرة وحكومات دول أخرى, يساندها تنظيمات في الداخل
والخارج وكيانات تسعى جاهدة للتقسيم ,
تقسيم سورية كلها ومن أجل عيون بيت الأسد لكي يبقى حكم العمالة قائماً , ومنفذاً
لما تريد طهران واسرائيل , من العرب والمسلمين .
أراهن بكل ثقة واطمئنان , إن تبنى
مقاتلينا الثوار خطتي فلن تكونِ هناك دولة علوية مستقبلية , ولا دويلات سورية ولا
حرب أهلية , وسيسقط عندها المجرمون بأقل التكاليف.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق