بسم الله الرحمن الرحيم
الانفجار الذي هز أوكار الظالمين، وأطاح برؤوسهم؛
لم يكن حدثًا عاديًّا نمر عليه دون الوقوف أمام تداعياته وآثاره الماثلة والمحتملة
.. فمما لا شك فيه بأن القضية السورية عمومًا وثورتها الصاعدة بخاصة؛ سوف يكون لها
شأن مختلف بعد هذا الانفجار .. فما بعد هذا الحدث الجلل سوف يكون شكلاً آخر غير الشكل
الذي كان عليه الوضع قبله..
إن
النظام الذي أظهر الكثير من الصلف والكبرياء قبل حادث التفجير بدا على حال من التشتت
والضيعة بعده؛ حيث غير الكثير من مخططاته، وبدد كل تلك التدابير التي طبقها على الشعب
السوري .. فكانت أول ارتدادات هذا التفجير المحكم العميق هو انهيار المعنويات لدى جيش
النظام، واهتزاز ميليشياته القاتلة، ومن ثم الانشقاقات الواسعة الكبيرة في صفوف الجيش
الأسدي للالتحاق بالحر والابتعاد عن النظام، حتى جاءت انتصارات الثوار والجيش الحر،
وقواه الشعبية الواسعة المنتشرة على مساحة الوطن معززة لحالة الانهيار والتداعي الذي
أصاب النظام وهز أركانه ..
الحركة
الواسعة في تحرير الكثير من مناطق التحكم والسيطرة لدى العناصر العسكرية النظامية جعلت
المشهد مختلفًا تمامًا، حيث حرر الجيش السوري الحر المنافذ الحدودية في كل من تركيا
والعراق، ونقل المعركة إلى قلب دمشق، وفي مناطق حساسة منها ذات ثقل شعبي ورسمي معروف
.. المعركة حتى الآن ليست بهذا السهولة التي يمكن تصورها أو تمنيها؛ ولكنها إشارات
واضحة الدلالة على أن النظام يدرك اليوم قبل غيره أنه قد أصابه العطب من داخله، وحسمت
قضية الانفجار في أكثر مواقعه حساسية مواقف كثيرة ظهرت على أثرها علامات لا تخطئها
العين بأن أمر النظام إلى زوال، ولن يكون موعده بعيدًا بإذن الله ..
لكن
النظام بالرغم من كل ما ذكرناه؛ حسم أمره في المواجهة حتى النهاية، وهو قد يدخل البلاد
في فوضى عارمة لا حدود لها، وقد يكلف الشعب المزيد من الخسائر .. ومن الصعب أن نتصور
تسليمه الأمر بعد كل هذه الهزائم إلا بعد طول معاناة، وهناك حساب آخر نخشى منه، وهو
القوى المتربصة بحجج شتى منها المصالح الاستراتيجية، أو الأسلحة الكيماوية، أو القاعدة،
ومن قبل ومن بعد مصالح إسرائيل .. كل هذه الأخطار يقود إليها تصلب النظام وعناده الذي
لا يحسب للوطن أو الشعب أو القيم الأخلاقية أي حساب ..!!
في
النهاية، الأمر بيد الله؛ حيث نلجأ وشعبنا إليه، بأن يمنحنا الحكمة الراشدة، والعزم
الواعي المستنير، بعد أن أمدنافي هذه الملاحم البطولية بالشجاعة والقوة والصمود ..
إننا أمام أحداث كبيرة لن تقف عند حدود الوطن؛ بل سوف تشعل المنطقة بكاملها، وذلك بحساب
ما يتمخض عنه الأمر من قِبل الحلف الذين وضعوا ثقلهم كله مع هذا النظام، وفي سياق استعمال
الروس للفيتو مرة ثالثة كما الموقف الإيراني الذي يخسر كل شيء بخسارته للنظام، وأيضًا
حزب الله، والقيادة الطائفية في العراق، وآخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم .. ومع ذلك
فإن الشعب السوري انطلق وهو يردد "مالنا غيرك يا الله" .. فهو حسبنا ونعم
الوكيل ...
29/شعبان/1433هـ
19/7/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق