خرج المؤتمرون في جنيف ,وابتسامة عريضة على وجه الدب الروسي لافروف , ونشوة الانتصار مرتسمة على وجهه الخبيث , فقد استجاب المؤتمرون لكل طلباته , من أمريكا لأوروبا وحتى الجامعة العربية والصين .
ولكن سرعان مادبت الخلافات بين
الجميع , واختلفوا حول التفاصيل فلافروف وزمرته يقولون أن الاتفاق لايتضمن خروج
بثار من السلطة, بينما الجناح الأمريكي يقول أن الاتفاق يتضمن خروج المجرم من
السلطة أولا .
وقد وصلنا لنفس التعبير لقرار مجلس
الأمن رقم 242 الصادر بعد احتلال الأراضي العربية , على اسرائيل الانسحاب من
الأراضي العربية المحتلة , وإسرائيل تقول ومعها أمريكا طبعاً , تقول إن نص القرار
هو انسحاب اسرائيل من أراض عربية محتلة , وضاعت التفاصيل وضاع القرار , وما زالت
الأراضي العربية محتلة .
وسيتمسك الروس بموقفهم والأمريكان
بموقفهم , والشعب السوري يذبح في هذه التفاصيل .
نبيل العربي شريك المجرم رامي
مخلوف , دعا لاجتماع في القاهرة , هذا الاجتماع يتضمن شخصيات سورية , يطلق عليها
البعض شخصيات معارضة , مهمتها الوحيدة هو التوقيع على عدم عسكرة الثورة وسحب
السلاح من الثوار , ومنع أي تدخل عسكري خارجي وقطع المساعدات عن الجيش الحر .
لنعد قيلاً إلى ماقبل الثورة وبزمن
قصير , ونقول لهذه المعارضة , صفوا لنا وجودكم على الساحة السورية , وصفوا لنا
طلباتكم من العصابات المجرمة , ومواقفكم كلها , وإن وجد منها حرفاً واحداً داعماً
للثورة , أو مناديا لانطلاقها , ستجدون التقدير في مواقفكم الحالية , والرهان
بيننا وبينكم على ذلك مع التأكيد سلفاً أن رهانكم خاسر وبكل تأكيد .
ثارت الثورة من درعا وعمت معظم
المناطق , وانطلق فيها شباب وشابات الداخل , والمعارضة بكل توجهاتها تنتظر القادم
, وساكتة سكوت المقابر , وعندما وجدت المعارضة اصرار الثائرين على تحقيق الأهداف
الكاملة للثورة التحقتم فيها , وتآمر غالبيتكم عليها , فالثوار ينادون ادعمونا
بالسلاح والعتاد , وأنتم تقولون لانريد عسكرة الثورة , وعشرات الآلاف منهم يذبحون
وينكل فيهم والحرائر تغتصب وتهان وتذل , والجمع يقول لا ...وكثرت اللاآت القاتلة
للثوار والمعينة والداعمة لعصابات الاجرام .
العالم من حولنا لايريد سقوط هذه
العصابات الحاكمة المجرمة في سوريا , فكان مؤتمر جنيف يصب في هذا المجال , وهاهو
مؤتمركم في القاهرة , مستنسخ من مؤتمر جنيف للحفاظ على هذه العصابات القاتلة ,
بعدما أن وصلت قناعة العالم والمحرك من قبل الصهيونية العالمية , والصفوية الشيعية
, أن الجيش الحر سيقتلع كل مجرم خائن قاتل من سورية الحبيبة , فبدأ التآمر العلني
على الثورة .
فعندما يتآمر عليك عدوك , فهو من
حقه لأنه عدو , لأنك أيضاً ستتآمر عليه حتى توقع فيه , ولكن عندما يتآمر عليك من
تعتقده صديقك , وهو عانى ويعاني كما تعاني , فهذا موقعه في النفس يكون أشد إيلاماً
من أي مؤامرات تحاك من قبل عدوك .
هنا سيسقط هذا المتآمر, لأنه
لايشعر بالكرامة ولا بالمسئولية , وقد اعتادت نفسه على الذل , ولا يمكنه الخروج من
تحت ذل الكرامة , فعندما تربي طيراً كان صغيرا وكبر وأحببت أن تطلقه , فهو لن
يستطيع العيش , إلا في قفص عاشه طوال حياته .
إن كل من يوقع على الوثيقة
المستنسخة من مؤتمر جنيف في القاهرة من الذين لايمتون لاللكرامة ولا الاحساس ولا
اإلى العاطفة الا نسانية بصلة , فمكانتهم في هوة سحيقة سيقعون فيها مع ألد أعداء
الأمة في سوريا , وهم أشد عداوة من تلك العصابات المجرمة فهي تقاتل دفاعاً عن
وجودها , بينما هؤلاء المؤتمرون يدافعون عن القتلة حتى تحلو لهم حياة الذل والتي
اعتادوا عليها .
وهناك رجالاً أشداء أصحاب عزائم
لاتلين , اختاروا طريق العز والحرية والكرامة , ولسان حالهم يقول (الشعب السوري
لاينذل ) واعتقادهم وعقيدتهم الراسخة (النصر أو الشهادة ) أي الحسنيين تاتي فاهلا
بها , هم ثوارنا الأبطال فهم على الحق والحق معهم والله هو الحق والحق ناصرهم
لامحالة , فالويل لكم من غضبهم , كما يعاني من غضبهم عصابات الاجرام الحاكمة في
سوريا .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق