بسم
الله الرحمن الرحيم
قال
الله تعالى " وير يد الله ان يحق الحق بكلمته ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق
ويبطل الباطل ولو كره المجرمون"
لقد
أراد الله، وله الفضل والمنة أن تكون هذه الثورة المباركة ملحمة لا مغنمة وأن تكون
موقعة بين الحق والباطل، ليحق الحق ويثبته ويبطل الباطل ويزهقه، واراد ان يقطع
دابر الكافرين، وتذل كبريائهم، وتخضع شوكتهم، وتعلو راية الحق.
نعم
أراد الله لهذه الامة الاسلامية ولأهل الشام خاصة أن تصبح نبراسا للامم وان تصبح
منارة للشعوب وان يعود لها القوة والسلطان ، وان النصر ليس بالعدد والعدة، وليس
بالمال والخيل والزاد، وليس بإستجداء الغرب وأعوانه، وليس بالتنازل لايران وروسيا؟
انما النصر من الله وبالاعتماد على الله وحده فهو الناصر لعباده المجاهدين
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله".
هذه
الثورة الايمانية المباركة التي تحدث في سوريا وبرعاية ربانية يريدها الله ان تكون
خالصة لوجهه ليس فيها رياء ولكي تكون درسا وعبرة للشعوب الاسلامية الاخرى من هذه
التجربة ، وأن العصبة المسلمة في كل زمان ومكان لا يمكن أن تنتصر على أعدائها إلا
بقوة الايمان والعقيدة وأن تأخذ بأسباب النصر الحقيقية.
هذه
هي الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها المسلمين والمجاهدين في كل مكان وزمان، ولنا في
تاريخ وسيرة رسولنا الكريم عبرة في كل معاركه، أن القلب المسلم يجب أن يكون معلقا
بالله في طلب النصر .
إنه
من أسباب تأخر الثورة السورية في تحقيق النصر ضد قوى الباطل هو لكي تكون هذه
الثورة إعتمادها الكلي على الله، وأن يخرج من بين هذه الثلة المؤمنة من يقيم دولة
الاسلام الحقة العادلة وأن يزول الدخن والشوائب التي شابت أحداث الثورة السورية من
نزاعات وخلافات بين صفوف أبنائها والمتسلقين والمتطفلين عليها ، ولكي يحذر ابناء
الثورة المخلصين من هؤلاء المتسلقين الجدد . لابد لكل المخلصين للثورة جيشا
وسياسيين أن يتركوا نزاعاتهم التي أخرت
النصروشتت القوى ، فالهوى الذي يجعل من كل صاحب وجهة نظر يصر عليها ويترك الحق
المبين. فلنترك خلافتنا جانبا ونعود أنفسنا على قبول الاخرين على أساس المصلحة
العامة للثورة السورية، وأن نعوٌد أنفسنا على الطاعة والصبر في ميدان النفس
والقتال، وهي إن شاء الله ضمان الفلاح والفوز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق