الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-08

الثورة السورية معجزة القرن – عز الدين سالم.


إن الثورة السورية كشفت عجز العالم المدّعي للحضارة عن إظهار ما ليس فيه  فالحضارة تعني أن تتقدم الأخلاق عن المصالح فهل يكفي أن نطلق الشعارات أو تشكيل مؤسسات غير حكومية لحقوق الإنسان ومحكمة جنايات دولية لا تستطيع إدانة المجرم إلا بموافقته أو مدعوم من دولة تمتلك العضوية الدائمة فأمريكا تحمي إسرائيل باستخدام حق النقض ( الفيتو ) وروسيا تحمي النظام السوري مع مشاركة الصين أليس في هذا قمة الديكتاتورية الدولية من دُعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان في سابقة دولية خطيرة يقف المجتمع الدولي عاجزا بإرادته وليس برغم عنه لأنه لا يجد في شخوص الثورة السورية ضمائر معروضة للبيع أو منبطحة لخدمة إسرائيل والغرب أكثر من حكومة الأسد من خلال الحرب على الإرهاب فدولة الممانعة تناقض نفسها عندما تدّعي دعم المقاومة وفي الوقت نفسه (اتخذت قرار يجعل السلام الخيار 


الاستراتيجي الوحيد والأرض مقابل السلام) ولكن وفي مجتمع دولي تجتمع فيه كل المتناقضات من الادعاء في دعم الحريات ويستعبدون الناس ونطلق شعارات الديمقراطية وندعم الأنظمة الشمولية ندّعي العلمانية وندعم حكومات دينية متطرفة مثل ( إيران وإسرائيل ) نصرح بدعم الربيع العربي ونلتف على الشرعية الثورية في اتفاقات مخابراتي سري في الإبقاء على النظام بديكور جديد فهذه المتناقضات بالمجمل تظهر الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي وهذا انعكس في اجتماع أصدقاء سورية في فرنسا نسمع تصريحات نارية تناقضها تصريحات تقف قلبا وقالبا مع القاتل فقط لأنه يحمي حدود إسرائيل ولم تجد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية شخوص من الفاعلين في الثورة السورية تعرض ضمائرها للبيع فكان الأمل في استطاعة النظام على القضاء على هذه الثورة بإعطائه المهل المتتالية

وأما المقولة في أن المعارضة منقسمة ويجب توحيدها هو عذر أقبح من ذنب فبعد ما علموا أن هناك معارضة مزيفة هي من صنيعة النظام أو حليفة للنظام من أحزاب الجبهة التقدمية وهيئة التنسيق التي لا تمثل أي فرقة من أطياف الشعب السوري على الأرض فمقررات المجتمعين في فرنسا لم تخرج بالحد الأدنى مما هو مقبول من الشعب السوري بعد أن خذل النظام السوري حلفائه بعدم مقدرته على القضاء على الثورة مما أدى إلى وقوع المجتمع الدولي في حرج كبير جعلهم يتخبطون في تصريحات هزيلة  ومتضاربة في كيفية دعم الثورة ورفض الدعم العسكري للجيش الحر والاكتفاء بأجهزة اتصال متطورة أو مراقبين يقومون بإحصاء القتلى في بعثة مراقبين لا حول لهم ولا قوة إلا كشاهد لم يرى شيئا بينما الثورة على الأرض تواجه أعتى تحالف عسكري روسي إيراني مدعوما بمليشيات شيعية متطرفة فهل سينهي مجلس الأمن مبادرة أنان بعد اعتراف الأخير بفشل مبادرته وماذا بعد هذه المبادرة ؟

إعلان الفشل هو المسمار الأخير في نعش أكذوبة مجلس الأمن والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان فعلى أمريكا أن تزيل تمثال الحرية والكف عن التشدق بالديمقراطية وإعلان عجزها أمام روسيا وإيران حيث وضع أوباما أمريكا على مسرح الاروكوزات أمام الفيتو الصيني الروسي فأصبحت القوة الأمريكية كمارد كرتوني لإرضاء حليفتها إسرائيل ولعدم وجود رغبة في إنشاء مجتمع ديمقراطي في المنطقة يدعم التطور والعلم وهم أعداء أوربا وأمريكا لأن ضمان استمرار نفوذهم في المنطقة مرتبط بمدى جهل شعوب المنطقة وهذا ما فعله حافظ أسد في سورية من العمل على تدني المناهج الدراسية وإدخال الفاشلين من الحائزين على شهادة البكالوريا  جراء قفزهم بالمظلات وبعثات مدرسين إلى روسيا يعودون بشهادات ما هي |إلا عبارة عن ورقة أو حبر على ورق تشكل منهم الهيئات التدريسية الفاشلة في الجامعات وهذا جوهر القضية فهل يستغنون عن هكذا نظام يلبي لهم مطالبهم بامتياز ؟

إن كان المجتمع الدولي جاد في دعم الثورة السورية فعليهم تسليح الجيش الحر تسليح يليق بقوة الثورة السورية التي أذهلت الجميع بصبرها ورباطة جأش شعبنا الثائر ومدى قوة الاحتمال للما يفعله النظام وحلفائه من إجرام غير مسبوق من مجازر سجلها التاريخ الحديث والقديم وعدم التذرع بالفيتو الروسي او الصيني وعلى الشعب السوري ان يوجه لهذا النظام ضربات متتالية لا تترك له فرصة للتنفس مما يؤدي إلى دحر قوته المزيفة فعندما لا يستطيع هؤلاء المرتزقة من السرقة بأمان سيفرون ويتركوا رموز هذا النظام في مواجهة الشعب منفردين في مصير محتوم على مقصلة الثورة السورية والانتقال إلى المجتمع المدني المتحضر قولا وفعلا
وهذا هو أمل شعبنا العظيم

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق