|بيروت - من ريتا فرج|
في ظل حال التأرجح التي تمرّ بها الأزمة السورية، ووسط
ضبابية المواقف الدولية حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد إعلان
المبعوث الأممي - العربي كوفي أنان عن فشل خطته ثم زيارتها لمفاجئة لدمشق أمس
التي وصفتها وزارة الخارجية السورية بـ «الجيدة والبنّاءة»،يبدو أن الأزمة السورية دخلت في مرحلة
«الانتظار الدموي» على الرغم من التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون أول من أمس على هامش مؤتمر دولي حول أفغانستان في طوكيو حين قال «إذا
استمرت الأطراف في الاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي فسيكون على المجلس
القيام بالتحرك الجماعي اللازم .
ومن أجل قراءة المستجدات الطارئة التي تقاطعت مع تنفيذ
النظام السوري لمناورات عسكرية تستمر عدة أيام، أجرت «الراي» حوارين منفصلين مع
كل من المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين في سورية محمد رياض الشقفة وعضو
المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان .
ورداً على الزيارة المفاجئة التي قام بها أنان لدمشق طالب
الشقفة المبعوث الأممي العربي بالانسحاب وبإعلان فشل مبادرته قائلاً: «في
الحقيقة لم نعد ننشغل بحركة اللقاءات التي يقوم بها السيد أنان، فالمجتمع الدولي
ما زال يمهل النظام السوري، ونحن نطالبه بالانسحاب ونقول للمبعوث الأممي كفى
فشعبنا يذبح كل يوم والعالم كله يتفرج ولا نعتمد على المبادرات التي تطلق هنا
وهناك».
وشدد على أن المناورات التي يقوم بها الجيش السوري «هي
نوع من استعراض العضلات، وهذا النظام في النهاية سيسقط، وهو يريد القول للعالم
إنه ما زال قوياً رغم حركة الانشقاق الواسعة التي تقع في شكل يومي».
واذ استبعد الشقفة ان تكون هذه المناورات فيإطار استعداد
الجيش السوري لصد أي سيناريو عسكري محتمل من خارج مجلس الأمن الدولي، رأى «أن
المجتمع الدولي تخلى عن السوريين ولا خيار أمامنا سوى معركة التحرير الشعبي.
وبعد أن حقق الشعب السوري معركة الاستقلال الأول ضد الاستعمار الفرنسي سيحقق
معركة الاستقلال الثاني ضد استعمار آل الأسد».
ولفت الى أن «الغالبية الكبرى من الدول طالبت برحيل الأسد
لكن العالم وقف عاجزاً ولا يريد اتخاذ أي قرار لوقف ملحمة الدم. ونحن لا نسمع من
المجتمع الدولي سوى التصريحات والخطابات، ولكن لاشيء يتحقق على أرض الواقع»،
مضيفاً: «لو كان المجتمع الدولي صادقاً معنا لكانت مجموعة أصدقاء سورية أقرت
صندوق إغاثة لشعبنا وطالبت مجلس الامن بإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع من أجل
وقف سفك الدماء ووضع حد للدمار وهذا أضعف الايمان».
وتساءل: «هل فعلاً هؤلاء هم أصدقاء سورية؟»، مطالباً
مجموعة أصدقاء سورية باتخاذ «مواقف حقيقية وعملية وبسحب السفراء والديبلوماسيين
من سورية وبقطع العلاقات مع النظام الاستبدادي وتأسيس صندوق إغاثة للشعب السوري».
ونوه بالمواقف التي اتخذها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد
بن جاسم آل ثاني في مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد الجمعة الماضي في باريس مشيراً
الى أن «الشيخ حمد قدم مجموعة من الأمثلة بشأن إمكان التحرك خارح مجلس الأمن من
أجل تخطي الفيتو الروسي»، موضحاً أن «عدم حسم المجتمع الدولي للأزمة السورية لا
يرتبط بموقف موسكو فهم يتخذون مجلس الأمن والفيتو ذريعة ولا يريدون إجراء أي
خطوة نوعية توقف نزف الدم»، متسائلاً «ماذا ينتظر مجلس الأمن والمجتمع الدولي
الى هذا الحد دم الشعب السوري رخيص؟».
من جهته، أكد أحمد رمضان «أن زيارة كوفي أنان لسورية
مفاجئة وغريبة بعدما أعلن بنفسه عن فشل خطته، ونحن تساءلنا لماذا ذهب أنان للقاء
(الرئيس) بشار الأسد ولم يذهب الى نيويورك كي يرفع تقريره بالانتهاكات التي يقوم
بها النظام ضد الشعب السوري»، مضيفاً: «التقى أنان الأسد ولم يأتِ الى باريس
خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سورية رغم مشاركة 107دول. هذه الزيارة في رأينا، وإذا
لم تكن هناك قطبة مخفية، ليست لها أي مسوغات منطقية، وأعتقد أن سقوط 4000 شهيد
منذ 12 أبريل الماضي كافٍ لاعلان موت الخطة».
وأشار الى أن المناورات التي يقوم بها الجيش السوري «ليست
أكثر من مناورات إعلامية للقول إن النظام قادر على إجراء عمليات عسكرية ضخمة.
والنظام يريد أن يوحي للرأي العام أنه ما زال يملك قرارات عسكرية وهو في الواقع
يريد الرد على الانشقاقات النوعية التي تحدث في المؤسسة العسكرية وخصوصاً على
مستوى كبار الضباط.
ورداً على تأرجح المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية
بسبب ما اسمته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التعطيل الروسي الصيني،
شدد رمضان على أن القيادة الروسية غير قادرة على دعم الرئيس الأسد «حتى
النهاية»، وقال: «لدينا تأكيدات من مصادر موثوقة وقريبة من موسكو أن الروس
توصلوا الى اقتناع بأن الأسد غير قادر على الاستمرار والبقاء في السلطة ولا يمكن
لاي جهة دولية أن تتعامل معه بعد أن أصبحت يداه ملطخة بدماء السوريين. ولدينا
العديد من الإشارات التي تؤكد أن المسؤولين الروس لم يعودوا قادرين على تغطية
الأسد حتى النهاية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق