الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-07-26

رمضان النصر.. سيكتب في دمشق – فاروق مشوح


بسم الله الرحمن الرحيم                                                    
       رمضان شهر الانتصارات.. فلقد سجل تاريخنا المجيد من الانتصارات ما أشاد للدنيا أعرق حضارة، وأبهى تراث، وأحفل وقائع خالدة على الزمن منذ انتصار بدر في ذلك الرمضان الخالد بقيادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..وحتى رمضان الذي يعيشه الشعب السوري نصرًا مؤزرًا، وفتحًا قريبًا، ومستقبلاً واعدًا بعد سبعة عشر شهرًا من التضحيات الغالية، وشلالاً لا ينقطع من زكي الدماء، وشدائد يأخذ بعضها برقاب بعض من المعاناة..


       في رمضان من كل عام .. بركته التي تهفو إليها قلوب المؤمنين وأنوارهالتي يعانقها العاشقون، ورحماته التي ينتظرها المخبتون الراغبون في مرضات الله، الساعون على لقائه بعد طول عناء، وجهد مكابدة، وصبر وجهاد، لكنه عندما يأتي والأمة تجاهد أعداءها، وتواجه طغاتها، وتقدم النفس والنفيس من أجل بناء مستقبلها؛ يكون لرمضان هذا طعم آخر وشعور مختلف وأشواق تجاوز أجواز السماء.. وهذا ما يحدث اليوم للشعب السوري الذي انطلق إلى عاصمته يكتب على روابيها النصر الذي حرمت منه زمنًا طويلاً، والتحرر الذي فقدته أمدًا بعيدًا، والعدل والعيش الكريم الذي تاقت إليه.. كل ذلك الذي باعدها عنه حكم فاسد مستبد، وجور متسلط مستكبر كريه..
      
الشعب السوري _وفي رمضان هذا_ شيءمختلف عما عاشه على مدى قرون سابقة، وبخاصة نصف القرن الأخير الذي كان خلاصة مكثفة للظلم الذي تجمع على هذه الأمة حتى خرج في نظام الطاغية الزنيم، الذي عبث بمقدرات الأمة، وأشاع الفوضى والخراب في ثوابتها ورسالتها، وأفقد النفوس المتطلعة صفاءها وراحتها.. فكانت هذه الثورة المباركة التي أيقظت في العزائم كرامتها، وفي الهمم توثبها، وفي المطامح آمالها وتطلعاتها.. إنها ثورة الحرية والكرامة التي تواجه اليوم هذا الجبروت الطاغي في كل زاوية وعلى كل منحنى في أرض سورية الواسعة تسجل انتصارات المجد، وصحائف العز، وسطور الكرامة والتمكين..

       من فضل الله على هذه الثورة الكريمة أن الأغراب على هذه الأمة من ذوي القربى ومن البعيدين عنها؛ لم يكن لهم فضل على هذه الثورة.. وهم إلى مكوقف الخذلان والتقصير أقرب منهم إلى حال النصرة والعون الواجب المفروض؛ ذلك أن الله يريد لهذه الثورة صفاء لا يعكره دخن، وإخلاصًا لا يشوبه عكر، وتوجهًا صادقًا لا يعترضه خبث أو مكر أو رياء.. إنه رمضان الذي تصعد فيه دعوات الحوائج المنيبة والأكف الضارعة تطلب العون منه سبحانه ولا تحتاج إلى غيره، وتلتجئ إلى جنابه، ولا تبالي بسواه "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.."، وبإذنه تعالى سوف يكتب النصر في رمضان وعلى روابي دمشق الفيحاء الصامدة...
1/رمضان/1433هـ
20/7/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق