بسم الله الرحمن الرحيم
في مؤتمر القاهرة الموسع للمعارضة السورية أدرجت اللجنة
التحضيرية في وثيقة العهد المقترحة عبارة أن السوريين سيمضون على شعار آبائهم
المؤسسين للدولة (الدين لله والوطن للجميع) .
هكذا فعلوا بطريقة إقحام العبارات وتمريرها وفرضها
وقالوا لقد توافقنا عليها والتوافق لدى المعارضة السورية مقدس وبالتوافق مررت في السابق وتمرر امور كثيرة.
وبلا تردد اعترضنا واعترضت غالبية الحاضرين واعترض الأب
باولو.
الأب باولو وهو القس الذي كان في دير مار موسى الحبشي
قرب دمشق اعترض على السفاح وساعد الثوار من قبل فأبعده النظام ...والأب باولو
اعترض وهو جالس بين المعارضين السوريين وقال من غير اللائق ان تضعوا هذه العبارة
(الدين لله والوطن للجميع ).. لا يليق ذلك أبداوالثوار السوريون خرجوا يدفعهم
دينهم ويلهمهم دينهم ويبشرهم دينهم فكيف تعزلون عنهم دينهم... هكذا اعترض القس
باولو ...اعترض وأدهشنا جميعا .
وعبارة الدين لله والوطن للجميع عبارة غادرت معناها
الحرفي الى معنى اصطلاحي محدد وتستخدم العبارة للإشارة إلى هذا المعنى الذي فحواه
عند معتنقيه : (الدين من عبادة وطقوس هي لله ولا حظر على ذلك والوطن للجميع يجب أن
يكون معزولا عن الدين ولا يكون الوطن للجميع عندهم اذا تدخل الدين أو أُدخل في
الحياة العامة).
والغريب أن الإسلام يساوي في مواطنة ساكني الوطن الواحد ويضمن
للجميع حرمة متساوية في الدم والمال والعرض ..
فمن قتل تفسا
بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ولا تحديد للنفس أن تكون مؤمنة أو غير ذلك .
ولا إكراه في الدين ...أساس محكم متين يضمن لكل منتم لأي
دين أن لا يقحم أحد أي جزء من الاسلام في فكره ارغاما .
ومن آذى ذميا فقد آذى النبي... أساس في الاسلام أصدره
النبي و لامثيل له في التاريخ ..قول يجعل من ليس مسلما مواطنا ذو حصانة أشد من
حصانة المسلم.
وكثير كثيرمن الضمانات الربانية في الاسلام...كثير جعل
أرض المسلمين على الدوام ملاذا آمنا لأصحاب الديانات الأخرى.
وأن يكون غير المسلم محضونا بين أمر الله ووصية نبيه
يجعله في أمان وضمان يأثم فيه من يخالف ويعص الله ورسوله من لا يستجيب.
و الغريب الغريب أن لا يطلع كثير من العلمانيين على ذلك
.. إنهم يتكلمون بلا معرفة أو حتى اطلاع....وحق لنا أن نصفهم بالجهلانيين...واذا
نظرت واستمعت اليهم وهم يداولون عباراتهم
ويطرحونها لوجدت نموذجا حقيقيا لديكتاتورية الرأي واقحام الأفكار ... وبعضهم بلا
شك يشترك مع بشار السفاح في أمنية أن يستأصلوا كل قابض بقوة على دينه ... ويعتبرون
الشعب المؤمن على فطريته جاهل معمّى ويجب أن يأخذ منهم الوعي والفكر.
لكل ذلك ولأن الثوار رفعوا وما يزالون اسم الله الجليل
فلا قبول أبدا لما اقحمه الجهلانيون ...
وستكون باذن الله
سوريا المستقبل وطنا للجميع بأمر الله وضمانته وبوصية نبيه الأمين .
عاشت الثورة السورية المباركة وسلام على شهدائها والله
أكبر .
د.أسامة الملوحي
7-7-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق