الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-08-29

ما هو الفرق بين كتلتنا الوطنية الديمقراطية السورية والتنظيمات السياسية الأخرى؟ - بقلم: فاتح الشيخ [1]


يتساءل بعض السوريين بماذا تتميز الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ، التي يجري التبشير بأفكارها  والدعوة للمساهمة في تشكيلها والانتساب إليها ، عن غيرها من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى  التي تعج بها الساحة الحزبية السورية ، والمتماثلة من حيث المنطلقات الفكرية والأشكال التنظيمية ، سواء داخل القطر أو خارجه ، والتي تستهدف جميعها إحداث التغيير السياسي المنشود ، وإقامة الحكم الديمقراطي  باعتباره بوابة تحقيق الدولة الوطنية المدنية.


إن الملامح الفكرية والرؤية التنظيمية الحداثية الفارقة ، التي تطرحها الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية  هي التعبير المفصح عن احتياجات الواقع الوطني القائم ، وضرورة تغييره بشكل جذري ، من خلال تقديمها الإجابات الفكرية والثقافية والتنظيمية اللازمة ، التي تحتاجها الحياة الوطنية السورية.

أما الفروقات الجوهرية والفرادة الفكرية التي تتفرد بها الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ،عن غيرها من التنظيمات السياسية الأخرى فهي عشر:

الفرق الأول : هي الكتلة الوطنية الديمقراطية ، ذات التنظيم السياسي العضوي الواحد ، التي تُرفع داخلها خطابات فكرية متعددة ، للتيارات الإسلامية والقومية واليسارية والليبرالية ، وبشكل علني دائم ، دون إقصاء أو تمييز - تجمع أفراد فقط -

الفرق الثاني : الكتلة الوطنية الديمقراطية : ذات التنظيم الشعبي العريض ، التي تأخذ بالصيغة الكتلية الجامعة ، سبيلاً للعمل السياسي، للحيلولة دون سيادة دين على دين آخر ، أو قومية على قومية أخرى ، أو طبقة على طبقة أخرى ،حيث إن سببها هو الصيغة الحزبية المحدودة المفرقة ، بأطروحاتها الفكرية الأحادية المقصية للآخرين في الوطن ، والتي أثبتت فشلها طوال العقود الماضية ، وعدم قدرة أية أيديولوجية دينية أو قومية أو طبقية حمل البنية التعددية للمجتمع السوري بمفردها.

الفرق الثالث: الكتلة الوطنية الديمقراطية ، العابرة للقوميات والأديان والطوائف والمذاهب والطبقات والمشرعة الأبواب أمام جميع أبناء الشعب للانتساب إليها ، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة            أو المذهب  أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس أو الموقع الجغرافي أو الثروة.

الفرق الرابع : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، ذات التنظيم السياسي غير المتعال ، والتي يتم تأسيسها من الأسفل ، والمملوكة للمواطنين جميعاً ، والرافضة للتأسيس الفوقي الديكوري ، الذي تقوم به النخب الثقافية المتعالية على المواطنين الآخرين، والمملوكة لهم وحدهم ، سواء داخل القطر أو خارجه.

الفرق الخامس : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، المنفتحة على أفكار الداخل والخارج ، لقناعتها أن الفكر المتجدد ، والمعبر عن حاجات الواقع القائم ، لا يُنتًج إلا من خلال التوتر المبدع بين التراث والحداثة  والرافضة للأفكار الجاهزة ( المعلبة ) من أي مصدر جاءت.

الفرق السادس: الكتلة الوطنية الديمقراطية ، التي تُقدم أطروحاتها الفكرية وأدبياتها السياسية ضمن إطار وطني سوري ثابت ، في المرحلة الحالية ، ولا تتعداه إلى أطروحات ما فوق وطنية ، لحين استكمال بناء الدولة الوطنية الديمقراطية ، سواءً كانت أطروحات قومية أو أممية أو إسلامية.

الفرق السابع : الكتلة الوطنية الديمقراطية ،التي تمتلك مشروعاً وطنياً ديمقراطياً عاماً، مطروحاً للحوار مع القوى الوطنية الأخرى ، والذي يمكن الاسترشاد به، في المرحلة الحالية والانتقالية والمستقبلية  والمتضمن لبرامج عمل تنفيذية محددة وواضحة.

الفرق الثامن : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، التي تحتل الوسطية بين اليمين السياسي واليسار السياسي  والرافضة للأطروحات المتطرفة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة.

الفرق التاسع : الكتلة الوطنية الديمقراطية ،التي ترجح الوعي الواقعي البرنامجي ، على الوعي الأيديولوجي الوهمي ، غير أنها لا تعلن موت الأيديولوجيا ، ولا تبقى حبيسة داخلها ، بل تسترشد بها لتقييم الحالة الوطنية ، وتستثمرها للتعبئة والتجييش ، والتي تبتعد عن المهاترات الأيديولوجية بين القوى الوطنية  خاصة في مجتمع نامي لم يدخل الحداثة بعد ، والذي يحتاج حشد جميع قواه الوطنية لمواجهة التخلف العام.

الفرق العاشر : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، التي تولي هموم الناس ومشكلاتهم المعيشية أولوية قصوى  في الغذاء والصحة والسكن والتعليم والمواصلات والأمن والضمان والرياضة ، والعيش الكريم ، حيث إن كل عمل سياسي لا يستهدف في المحصلة النهائية ، سوى تلبية الاحتياجات المعيشية للمواطنين.

وبضدها تتميز الأشياء .



[1] - كاتب سوري مقيم في ألمانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق