يتساءل
بعض السوريين بماذا تتميز الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ، التي يجري التبشير
بأفكارها والدعوة للمساهمة في تشكيلها
والانتساب إليها ، عن غيرها من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى التي تعج بها الساحة الحزبية السورية ،
والمتماثلة من حيث المنطلقات الفكرية والأشكال التنظيمية ، سواء داخل القطر أو
خارجه ، والتي تستهدف جميعها إحداث التغيير السياسي المنشود ، وإقامة الحكم
الديمقراطي باعتباره بوابة تحقيق الدولة
الوطنية المدنية.
إن
الملامح الفكرية والرؤية التنظيمية الحداثية الفارقة ، التي تطرحها الكتلة
الوطنية الديمقراطية السورية هي التعبير
المفصح عن احتياجات الواقع الوطني القائم ، وضرورة تغييره بشكل جذري ، من خلال
تقديمها الإجابات الفكرية والثقافية والتنظيمية اللازمة ، التي تحتاجها الحياة
الوطنية السورية.
أما
الفروقات الجوهرية والفرادة الفكرية التي تتفرد بها الكتلة الوطنية الديمقراطية
السورية ،عن غيرها من التنظيمات السياسية الأخرى فهي عشر:
الفرق
الأول : هي الكتلة
الوطنية الديمقراطية ، ذات التنظيم السياسي العضوي الواحد ، التي تُرفع
داخلها خطابات فكرية متعددة ، للتيارات الإسلامية والقومية واليسارية
والليبرالية ، وبشكل علني دائم ، دون إقصاء أو تمييز - تجمع أفراد فقط -
الفرق
الثاني : الكتلة
الوطنية الديمقراطية : ذات التنظيم الشعبي العريض ، التي تأخذ بالصيغة
الكتلية الجامعة ، سبيلاً للعمل السياسي، للحيلولة دون سيادة دين على دين آخر
، أو قومية على قومية أخرى ، أو طبقة على طبقة أخرى ،حيث إن سببها هو الصيغة
الحزبية المحدودة المفرقة ، بأطروحاتها الفكرية الأحادية المقصية للآخرين في
الوطن ، والتي أثبتت فشلها طوال العقود الماضية ، وعدم قدرة أية أيديولوجية دينية
أو قومية أو طبقية حمل البنية التعددية للمجتمع السوري بمفردها.
الفرق
الثالث: الكتلة
الوطنية الديمقراطية ، العابرة للقوميات والأديان والطوائف والمذاهب
والطبقات والمشرعة الأبواب أمام جميع أبناء الشعب للانتساب إليها ، بغض النظر عن العرق
أو الدين أو الطائفة أو
المذهب أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس أو
الموقع الجغرافي أو الثروة.
الفرق
الرابع : الكتلة
الوطنية الديمقراطية ، ذات التنظيم السياسي غير المتعال ، والتي يتم
تأسيسها من الأسفل ، والمملوكة للمواطنين جميعاً ، والرافضة للتأسيس
الفوقي الديكوري ، الذي تقوم به النخب الثقافية المتعالية على المواطنين
الآخرين، والمملوكة لهم وحدهم ، سواء داخل القطر أو خارجه.
الفرق
الخامس : الكتلة
الوطنية الديمقراطية ، المنفتحة على أفكار الداخل والخارج ، لقناعتها أن
الفكر المتجدد ، والمعبر عن حاجات الواقع القائم ، لا يُنتًج إلا من خلال التوتر المبدع
بين التراث والحداثة والرافضة للأفكار
الجاهزة ( المعلبة ) من أي مصدر جاءت.
الفرق
السادس: الكتلة
الوطنية الديمقراطية ، التي تُقدم أطروحاتها الفكرية وأدبياتها السياسية ضمن إطار
وطني سوري ثابت ، في المرحلة الحالية ، ولا تتعداه إلى أطروحات ما فوق
وطنية ، لحين استكمال بناء الدولة الوطنية الديمقراطية ، سواءً كانت
أطروحات قومية أو أممية أو إسلامية.
الفرق السابع : الكتلة الوطنية الديمقراطية ،التي تمتلك مشروعاً
وطنياً ديمقراطياً عاماً، مطروحاً للحوار مع القوى الوطنية الأخرى ، والذي يمكن
الاسترشاد به، في المرحلة الحالية والانتقالية والمستقبلية والمتضمن لبرامج عمل تنفيذية محددة وواضحة.
الفرق الثامن : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، التي تحتل الوسطية
بين اليمين السياسي واليسار السياسي والرافضة
للأطروحات المتطرفة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
الفرق التاسع : الكتلة الوطنية الديمقراطية ،التي ترجح الوعي الواقعي
البرنامجي ، على الوعي الأيديولوجي الوهمي ، غير أنها لا تعلن موت
الأيديولوجيا ، ولا تبقى حبيسة داخلها ، بل تسترشد بها لتقييم الحالة الوطنية ، وتستثمرها
للتعبئة والتجييش ، والتي تبتعد عن المهاترات الأيديولوجية بين القوى الوطنية خاصة في مجتمع نامي لم يدخل الحداثة بعد ،
والذي يحتاج حشد جميع قواه الوطنية لمواجهة التخلف العام.
الفرق العاشر : الكتلة الوطنية الديمقراطية ، التي تولي هموم
الناس ومشكلاتهم المعيشية أولوية قصوى
في الغذاء والصحة والسكن والتعليم والمواصلات والأمن والضمان والرياضة ، والعيش
الكريم ، حيث إن كل عمل سياسي لا يستهدف في المحصلة النهائية ، سوى تلبية الاحتياجات
المعيشية للمواطنين.
وبضدها
تتميز الأشياء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق