كثير من أشقائنا
العرب، وإخواننا المسلمين، كانت لهم موقف مشرفة، في نصرة الشعب السوري، وعلى رأس
هؤلاء، الإخوة في قطر والسعودية والكويت، فشكراً لهم، وشكر الناس، علامة على شكر
الله( ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله).
وأهل
الخير كثر في كثير من بقاع الأرض، ونكتفي بما قلنا، حتى لا يتحول المقال عن مساره،
ويخرج عن هدفه، والجزاء الحق عند الله.
ولكن
الذي يدهش، ويبعث على الاستغراب، ذلك السكوت المروع، من أبناء جلدتنا، ومن الذين
يتكلمون بألسنتنا، من الذين ما زالوا غائبين عن الساحة، ولم يلتفت منهم أحد، إلى
الذي يجري في سورية، ولو بشطر كلمة، تقال نصرة لهذا الشعب المنكوب، أو بشق تمرة
يتبرع بها لمسكين، أو مشرد، أو جريح، أو يتيم.
يتقي بها حرّ جهنم (يوم لا ينفع مال ولا بنون،
إلا من أتى الله بقلب سليم).
زرنا بعض
البلدان، وهم في نوم عميق، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولا أدري هل سمعوا ببابا عمرو،
وما جرى فيه؟ هل اطلعوا على المذابح التي وقعت بحق إخوانهم السوريين، بحلب والشام
وديرالزور وحمص ودرعا وإدلب والساحل، وكل المدن السورية؟ أصبحت أشك بأن هؤلاء
اللاهين اللاعبين، رأوا ما حدث بالحولة!!
أو
شاهدوا الذي وقع في التريمسة، أو غيرها من مناطق وقرى وبلدات سورية.
وهذا أمر
يؤشر على خطر جسيم، في قضايا الأمة، والشعور بأحاسيسها، ذلك أن أكبر ثروة نمتلكها،
في مقومات بقاء هذه الأمة، هي ثروة التلاحم، وصمود جسدية الأمة، أمام كل أشكال
التمزق وألوانها، والفرقة وتداعياتها.
فقوة
الأمة، تتمثل بجملة من المفردات، وعدد من المباديء، ولا شك أن هذا الذي ذكرناه،
يمثل المحور الأساس، الذي تبنى عليه، كل القواعد، وسائر الأسس الأخرى، التي تحوطه
من كل جوانبه، حتى يتحقق البناء متكاملاً، فإذا به يشد بعضه بعضاً، ولا خير في
الأمة، إن لم تكن كذلك.
وهنا
يأتي دور المثقف، الذي يصنع الوعي، من أجل نهوض الأمة، حتى تكون على مستوى الحدث،
وفي مثل هذه الحالة، يجب أن يقوم العلماء والخطباء بدورهم، لبث روح التعاون، وشيوع
معاني التلاحم، ونشر ثقافة الجسد الواحد، وينادى كل أبناء الأمة، حتى يشكلوا خلية
عمل، من خلال نصح الحاكم، ووعي الإعلامي، ويقظة المثقف، وحرص جيل النخبة، على صمود
هذه الأمة، بقيمة سواكن النفس، من قيم الأمة، لتعمل على بعثها من جديد، فتعود
متراصة متعاضدة.
ليس من أجل سورية فحسب، ولكن لأن قضية الشعب
السوري، محك، تظهر من خلاله كثير من معالم الخلل، ومجموعة من مسائل الزلل، فعرض
المرض نعمة، حتى نسارع للعلاج، ولأنه يدل على الخطر، فيبادر المرء للتلافي.
ولكن!!!
من يعلق الجرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق