في هذه اللحظة والتي يمكن تسميتها باللحظة ما قبل
الأخيرة لجأ الأسد إلى التصعيد العسكري الغير مسبوق في الحروب بين الدول غير
المتكافئة وهذا لاحظناه في حرب غزة في 2008م ولكن بالطبع هناك فارق كبير لا يمكن
مناقشته في هذا المقام .
فرغم الحصار الذي فرضته اسرائيل على البر والبحر كانت
المساعدات الانسانية والطبية تصل إلى غزة ، والادانات العالمية يسمع صوتها في كل
أرجاء العالم، وكانت اسرائيل هي من يشن الحرب.
لكن الأمر الغاية في الاهمية هو كيف استطاع الاسد
وعصابته الوصول الى مرحلة المدن المنكوبة، دون أن يحصل حتى على الادانة العالمية
التي حصلت عليها اسرائيل في حربها على غزة ، على الرغم من توصيف مجازره من قبل
المنظمات ذات الصلة بأنها مجازر ضد الانسانية .
في البداية نقول أن الاسد وعصابته نجحت في توصيف العدو ،
ففي الحالة السورية العصابة الاسدية استخدمت عناصرها الفعالة من الشعب نفسه وهذه
التجربة نجح فيها الاسد الاب عندما أنشأ فتح الانتفاضة في الثمانينات وجعلها تقاتل
في لبنان قوات فتح عرفات بحيث كان الاخوة يتحاربون في لبنان ويعودون ليرووا ما
فعلوه بين بعضهم البعض وأنا كنت شاهدا على محاورة بين شقيقين كانا يتقاتلان في
طرابلس كل منهما مع فريق وكانا يتقاتلان في نفس المنطقة وبنفس الوقت ، وقد اصيب
أحدهما في هذه المعركة .
الأمر الآخر من حيث توصيف الحليف أيضا نجح الاسد في
استخدام الجميع لصالحه واستعداء العالم للشعب السوري أو تحييده في معركته مع الشعب
السوري من خلال المراهنة على مصلحة العدو الصهيوني منذ البداية عندما فتح الحدود
لتجربة غير محببة للصهاينة ، وبالتالي مقايضة الموقف العالمي مقابل ابقاء الجولان
منطقة آمنة للصهاينة واللعب على المصطلحات المتناقضة لجذب جميع أطراف اللعب
الدولية لمصلحته سواء كان ذلك بالخفاء أو العلن ، وتصريح وزير الخارجية الفرنسي لورون
فابيوس اليوم الخميس "ان فرنسا لن تقدم دعما عسكريا للجيش السوري الحر ولكنهم
سوف يقدمون دعما فنيا" يأتي في هذا السياق ، وطبعا قبلها أمريكا التي صرح
وزير دفاعها ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي الثلاثاء 14 أغسطس/ آب الماضي أن واشنطن
لا تدرس مسألة فرض منطقة حظر جوي على بعض الأحياء في الجمهورية العربية السورية كبديل
رئيسي، على الرغم من طلب المعارضة السورية ذلك.
أيضا الجميع لاحظ كيف هرولت وزيرة الخارجية الامريكية
الى تركية لمنع امداد الجيش الحر بالامدادات التي قدمت من ليبيا الاسبوع الماضي ،
وقبلها الى السعودية عندما صرح وزير خارجيتها بأن المملكة مع الحل العسكري ضد
الاسد وعصابته.
الأمر الثالث من حيث توصيف القضية السورية والتي مازال
الأسد منذ بداية الثورة يحاول ادخال مصطلح الحرب الطائفية بين مكونات الشعب السوري
وتسويقه للخارج واللعب بالأقليات وإظهار عصابته بأنها حامية الأقليات ، وتسويق الثورة
للخارج بأنها سلفية وهابية أصولية متطرفة، وهذا عامل رئيسي في تأخير مساندة العالم
للثورة السورية، وسد البوابات القانونية لمحاسبة العصابة الأسدية عن المجازر
المرتكبة حتى الآن.
ان الضمير العالمي المنكوب والذي سمح لعصابة الأسد المصادقة
على الاستعداد القتالي رقم صفر و استنفار شامل لكل كبائن الكتائب الصاروخية فرقة
24 + 26 بالاضافة لمقري العمليات والاعتماد على الفرقة 20 قوى جوية لاستخدام الميغ
23 + 25 و السوخوي لأول مرة للقصف بالقذائف الثقيلة و تحديدا ريف دمشق و حمص و ريفها
و تحديدا الرستن و تلبيسة و القصير و تلكلخ و الحولة و جوسية و ...بساتين القصير و
النيزارية و البويضة و الغنطو و التركيز في حلب على الحسم بكل قوى السلاح الثابت ،
و ادلب و ريف حماة و تحديدا في الطيبة و اللطامنة و قمحانة و كفرزيتا و كفر روما و
جبل الاكراد في اللاذقية و سلمى.
و يشرف على العمليات الجوية خبراء مكافحة الارهاب الايرانيين
والروس و خبراء سلاح الجو من كوريا الشمالية المعتمدين في الدفاع الجوي و القوى الجوية
المقيمين في ادارة الدفاع الجوي في دمشق و تم وضع الخطط لذلك ...
و المعلومات تفيد بأوامر التنفيذ منذ 17-8-2012 و حتى
23-8-2012 مع قابلية تمديد الضربة الجوية المركزة حتى 2-9-2012 مع ابقاء استنفار رادارات
الابرونا و البي 12 والبي 18 و كافة عمال التنقيط و الملاحقة طيلة التاريخ المذكور.
وهذه العملية هي من تنفيذ اللواء أحمد فرزات و اللواء ادمون
الصايغ بإشراف علي ايوب و نواب رئيس الهيئة .
كما تفيد المعلومات المسربة عن اوامر بتحريك الفوج 14 و اللواء
81 + 65 + 21 من الفرقة الثالثة في القطيفة دبابات ت72 و عربات ب ت ر و سيارات غاز
66 محملة بمدفعية 23 التي تتجه نحو الشمال و رنكوس و دوما و الضمير و حرستا و عربين
و زملكا و حوش عرب و يبرود و النبك و القسطل.
مستغلة الفترة التي صدر فيها قرار مجلس الامن بانهاء
مهمة المراقبين الدوليين ، ودخول القضية السورية في فترة نقاهة دولية.
وللأسف فما بين المدن المنكوبة والضمير العربي والعالمي
المنكوب تراوح الثورة السورية مكانها
وتتناثر أشلاء الضحايا لتسكن بين صفحات التاريخ البشري.
فالعالم بأجمعه يعدنا اليوم بالهزيمة ، والله وعدنا
بالنصر منذ أن أنزل القرآن على رسوله عندما قال:{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ
} [الروم: 47] ، وعندما قال:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
ءَامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَـادُ * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ
الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر:
51، 52].
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق