الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-08-06

مندوب الأسد في الأمم المتحدة والإرهاب الحلال – د. حسان الحموي


بعد أن فشلت مهمة كوفي عنان واصبح اسمه مصدرا للعنات الحاضرين في الأمم المتحدة حسب ما صرح هو ، لم يعد له من بد إلا أن يستقيل ليحفظ ما بقى من ماء وجهه ، وطبعا هذا لم يكن مستغربا فالجميع يدرك أن مبادرته ولدت ميتة ، لكن الملف هو تباكى الروس والايرانيين وعصابات الاسد على استقالته !..

فهل كانت مهمة عنان تعني لهم الكثير؟؛ وماذا تعني استقالة كوفي عنان في هذه اللحظة بالذات؟، وما ذا هي مهمة كوفي الحقيقية ؟

وهل فعلا غيرت الصهيونية وامريكا والغرب من موقفها الداعم للعصابات الاسدية؟.

كل هذه الأسئلة تبقى محيرة لكثير من السياسيين وخاصة منهم الذين تغيب عنهم ثوابت العمل السياسي الغربي و الصهيوني العالمي ، فمنذ زمن كان التصنيف الاستراتيجي للمنطقة يقول بأن ايران حليف الأمس عدو اليوم و صديق الغد؛ وأما العرب فهم عدو الأمس وعدو اليوم وعدو الغد، وبالتالي كل التفاصيل توضع على مسطرة التصنيف الاستراتيجي الصهيوني والغربي؛ ويقاس بها مدى تحقق مصالحها من عدمه وفق هذا المعيار.

 من أجل هذا تحاك كل تلك التحالفات الخفية وتبرز المواقف العلنية منها ما هو مغلف بالدبلوماسية الخادعة ومنها ما هو مكشر عن انيابه ومعرى من لحائه وحيائه.

بالأمس هيئة الأمم اجتمعت واتخذت قرارا غير ملزم بأغلبية 133 دولة ، يتضمن نقل السلطه وادانة استخدام الأسلحة الثقيله فهل هذا القرار سيشكل معبر لاستمرار مؤامرة مناف طلاس وحكومته العتيده؟ وتآمر الجميع بما فيهم البعض من المعارضه الذين تعالت اصواتهم ضد تشكيل حكومة ائتلاف وطنية ريثما يصدر قرار الامم المتحده لتمرير انتقال السلطه من حكومة العار الأسديه الى الحكومة الطلاسية، بعد أن ترضخ المعارضه لمطالب الغرب وتركيا؛ حينها هل يمكن أن نقول أننا حقا أصبحنا احرارا؟، وخاصة من ينتسب منا إلى المجلس الوطني أو هيئة التنسيق أو غيرها من كيانات معارضة الفنادق، وهل هذا يؤكد وطنيتنا وولاءنا وانتماءنا لشعب نزف حتى الرمق الأخير؟ ، حينها ينطبق علينا المثل الشهير في الصيف ضيعت اللبن!...

ربما في الأيام القادمة بعد أن يفقد الأسد مقومات استمراره من الناحية اللوجستية ؛ خاصة بعد رفض البنوك الروسية اقراضه مبلغ تسعة مليارات دولار بفوائد عالية ، وابتزاز روسيا له بمبادلة النفط بمشتقاته ، ودخول البلاد في الفوضى الاقتصادية ، والعجز في تأمين الامداد الخارجي المطلوب ، سيجبر الأسدعلى تجرّع السم.
وسيضطر أخيرا لإستخدام ما كان يعتقد أنه سيكون مغامرة
وذلك بتحرير من حيّدهم من فرق الجيش ذات الغالبية السنية والتي يخشى ولاءها ، و لم يستخدمها حتى الآن.

 ليخرجها من سجونها في قطاعاتها العسكرية ؛ بعد أن أُرهِقت الفرق التي استخدمها منذ بداية الثورة وأُتلِفت.

ربما عند هذه اللحظة ستبدأ الإنشقاقات على مستوى الكتائب والألوية والفرق ، وستجد هذه الفرق بوصلة سيرها الحقيقي نحو القصر الجمهوري ؛ وكذلك فوهات دباباتها ومدافعها...

عندها لن يعود هناك ملاذ آمن للعصابة في سورية وتبدأ لحظة الهروب  لبشار وعصابته، أما الباقي فسيختبئون كالجرذان في مجاري الصرف الصحي ؛ كما فعل قبلهم القذّافي.

عندها لن يستطيع مندوب الأسد في الأمم المتحدة و مجلس الأمن التفريق بين الارهاب الحرام والارهاب الحلال ، وقتها ينطبق علينا كلام الله (( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض....)) (17) الرعد
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق