الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-08-12

هيك بدو بشار وهيك بدنا – بقلم: د. حسان الحموي


«هيك بدو بشار»، هذه العبارة كثيرا ما كنا نسمعها من قبل جميع الاطراف التي تقود العمل العسكري والتشبيحي في سورية، وهذا أمر معتاد خلال مسيرة الثورة في ظل غياب مفهوم الدولة واختصار الدولة أو النظام بشخص بشار، لكن أن نسمعها من قبل ما نسميهم شبيحة الاعلام اللبناني هنا نحتاج الى وقفة وإعادة تفكر وخاصة من أشخاص لا يتبنون الفكر الصفوي كعقيدة، فالشبيح الوزيرميشال سماحة الذي قالها أخيرا بـ «الصوت والصورة» وهو يهم بتسليم متفجرات لأحد الاشخاص في إطار ما وصفته مصادر التحقيق في بيروت بـ «المخطط الإرهابي لزعزعة الاستقرار في شمال لبنان».


حيث تم بالأمس ختم المحضر في قضيته وتسليمه إلى المدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود الذي قام بدوره بتحويله الى النيابة العامة العسكرية؛ التي نقلته الى المحكمة العسكرية بتهمة جنائية يشترك فيها مع قائد اوركسترا التشبيح في سورية (على مملوك رئيس مكتب الأمن القومي) ، والشبيح العقيد (قصي ميهوب) من المخابرات الجوية.

بعد أن اضطر للاعتراف بالتهم الموجهة إليه وبأنه كلف بالمهمة من قبل علي مملوك متذرعا بمقولة ( هيك بدو بشار).

وبالتالي على بشار أن ينقذه من الورطة التي وضعه فيها، أو اللحاق به خلف القضبان بعد أن يختتم التحقيق ويتم الادعاء عليهم جميعا.

بالأمس تكشفت عميات التحقيق مع العميد منير الشبيلي من فرع فلسطين بقيامه بإغتيال باسل الأسد ومحمد سلمان ووزير الداخلية الأسبق غازي كنعان و كان جوابه (( هيك بدو بشار)).

غدا سوف نسمعها من «حزب الله»، الذي يشكك اليوم بما يسميه  بـ«الفبركات الأمنية»، التي أوقعت سماحة في «الفخ» معلناً أنه «لن يسكت»، لكنه عاد بعد ذلك وتخلى عن حليفه في التشبيح الاسدي بعدما تبين جدية الاتهامات الموجهة ضده.

وربما خروج بعض معممي شيعة لبنان بالأمس ببيان يعلنون وقفتهم مع الثورة السورية هي بمثابة الخروج عن مقولة ( هيك بدو بشار) لأنهم ربما أدركو أن نفوذ الأسد في بيروت بدأ بالأفول بعد هذه الفضيحة الجنائية.

إن أوامر بشار ليس فيها خطوط حمراء تفصل بين التشبيح الاعلامي والتشبيح الأمني ، أو تفصل بين السوري واللبناني والعراقي والحاج الايراني ، وبين ممارسة التشبيح داخل سورية أو في أي بقعة كانت ، لأنه كما تعلمون ( هيك بدو بشار).
تخريب ما يزيد عن ربع سورية ، وقتل ما يزيد عن مئة ألف ما بين معلن ومخفي وتشريد ثلاثة ملايين سوري أو أكثر ، وتدمير الاقتصاد والجيش السوري ، كل ذلك أتى لأنه وببساطة ( هيك بدو بشار)، لكن عندما يقع الشبيح بين يدي العدالة بـ «الجرم المشهود» هل تنفعهم هذه الكلمة أو تبرئهم من جرمهم أو تخفف عنهم حكمهم؟...

بشار سوف يلجأ في الايام القادمة الى سماحة وغيرهم لإعدادهم لوجستياً في دمشق وتكليفهم بمخططات أمنية لتفجير فتن مذهبية وطائفية في لبنان والعراق وربما في قم ان لزم الأمر.

هذه هي الخلاصة التي تجيب عن علامات الاستفهام حيال تورط سماحة وغيره في هذه الجرائم، و اليوم يدفع سماحة «رأسه» ثمناً لذلك ولا ندري غدا من !.

ربما اعترافات سماحة تمثل أول ضبط للنظام السوري متلبساً بـ «أعمال إرهابية» خارج سورية ، وربما في الأيام القادمة سوف تتكشف خبايا عمليات ارهابية ليس أقلها اغتيال الشهيد رفيق الحريري.  بالنظر إلى حجم الاعترافات التي أدلى بها سماحة والتي تمثلت في:

• «نقل عبوات وقنابل وأسلحة في سيارته من سورية؛ للاستخدام في مناطق تداخل طائفي سنّي - علوي وإسلامي - مسيحي لا سيّما في مناطق الشمال وعكار» ، بمعنى التخطيط والاعداد لعمليات إرهابية بغية إشعال فتنة طائفية ؛ وإثارة مخاوف المسيحيين في لبنان من المد السني السياسي ، وذلك بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعكار ابتداء من 13 الجاري، ما جعل الاخير هدفا رئيسياً الى جانب إفطارات ورموز للمعارضة السورية في الشمال ولبنانيين يدعمون هذه المعارضة.

• إقرار سماحة بأنه كلف بهذا العمل من رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء علي المملوك.

• ما كُشف عن ان العبوات الناسفة الـ 24 المجهّزة تجهيزاً كاملاً بالريموت كونترول والتي تم ضبطها في مكان يخص سماحة خارج منزله ولا يزال التكتم قائماً حوله تراوح أحجامها بين 20 كيلوغراماً وكيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار، وبينها 4 قناني غاز محشوّة كلّ واحدة منها بعشرين كلغ من مادة الـ سي 4 ومعادن متفجرة أخرى، حيث ان كل عبوة منها كفيلة بإنزال بناية.

• الأدلة، ومن بينهما شريط مصور لسماحة وهو يهم شخصياً بنقل العبوات الناسفة من صندوق سيارته المرسيدس إلى سيارة ثانية، بعدما صرف سائقه فارس بركات ومرافقه علي الملاح (تمت تخليتهما يوم الخميس مع السكرتيرة غلاديس عواضة)، بالاضافة إلى شريط فيديو آخر يظهر فيه سماحة بالصوت والصورة وهو يقوم بعرض مبلغ مئة وسبعين ألف دولار أميركي (تم ضبطها مع المتفجرات) على شخص يعمل مع الاستخبارات السورية في لبنان، عادت «شعبة المعلومات» لتجنيده لتصوير سماحة عندما يطلب منه تنفيذ العمليات، وهو ما تم، فضلاً عن تصويره وهو يسلّمه المتفجرات؛ لقاء قيام هذا الشخص بوضع عبوات ومتفجرات في مناطق مختلفة في الشمال.

• تركيز التحقيق على الأهداف التي يمكن أن تكون قد نفّذتها هذه المجموعة في الفترة الماضية، ولا سيما محاولات الاغتيال التي حصلت واستهدفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والقيادي في «14 آذار» النائب بطرس حرب.
ولفتت المعلومات نفسها الى أنّ سماحة سُمع يقول في احد التسجيلات المضبوطة «ان (الرئيس السوري) «بشار (الأسد) بدو هيك»، في اشارة الى التفجيرات المخطَّط لها.

اليوم لم يعد يهمنا ( هيك بدو بشار) بل ما نهتم به هو ( هيك بدنا) وبالتالي علينا:

- التاهب والاستعداد للجزء الثاني من معركة الحسم الاخير.

- اعداد العدة لردة فعل قد يقدم عليها بشار بعد كل تلك الفضائح وبعد ان فقد السيطرة على اكثر من70 % من سوريا .

- الحفاظ على الهدف الاساسي للمعركة ووضع الضوابط والقوانين لمنع اية تجاوزات قد ترتكب والتأكيد على مبدا المحاسبة .

- التأكيد على عدم التهاون بأي عمل يسيئ للمدنيين او يعتدي عليهم.

- ضرورة الالتزام بالمركزية والعمل الجماعي الموحد واعتماد مبدا الشورى للوصول الى القرار الصائب.

- ضرورة مشاركة جميع عناصر الجيش المنشقة والتي مازالت خارج سوريا والنزول والمشاركة في معركة التحرير وتقديم خبراتهم لقيادة العمليات على الأرض.

فالنصر هو ما نريده نحن لا ما يريده بشار، وبالتالي لا يهمنا ( هيك بدو بشار) ولكن يهمنا ( هيك بدنا).
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق