انعدم الآمل عند الشعب السوري فثار، كما ضاقت ساحة الأمل على
البعثي فانشق معلناً البراءة من النظام الأسدي، في منطق البعثي هذا، الشعب و هو
على سواء، بالحقيقة ساحة الآمل هذه تختلفت في المعنى و المساحة، في المكان و
الزمان، لكن {آهل الحيا ماتوا البعثيين يرجعوا}. هنا رئيس وزراء، هناك وزير و
متشيخ بلفة و بلا لفة، هذا سفير في إستديوهات التنظيف، المسح و التلميع، تسمع
تصريحاتهم و بياناتهم، بأدبيات حزبية مهترية، مزخرفة مطعمة، بآيات و آحاديث دينية
و وطنييات... يا سادة، ضاقت عليكم ساحة الآمل في دولة الأسد فأنشققتم لتنفذوا
بريشكم هذا معقول، مفهوم، أما أن تبيعوننا مداءح، دروس، نصاءح، بتواضع سخيف مزيف
معتبريننا آطفال سذج، خراف بلا ذاكرة هذا يدل على سفاهتكم المتأصلة...
انشقاقكم حسناً لنا أن
تكفوننا شركم مع هذا النظام اللعين...دوافعكم معروفة منذ اليوم الأول و من تاريخكم
عندما أنتسبتم لحزب البعث و ساهمتم بإخلاص في خدمة بيت الأسد ألم يتبين لكم طوال
هذا الآمد، أنه عدو الله ورسوله لتتبرءوا منه، أم لزمكم خمسون سنة منفعة لتفهموه،
حماقة هي أم خدعة ؟ بل توبة الخاءفين و براءة المنافقين، ألم تدروا حينها أن أعضاء
حزب البعث المخضرمين و مؤوسيسيه قد هربوا أو أنسحبوا منه؟ بينماحافظ الأسد اللعين
قتل سجن بعضهم و البعض الآخر يأس منذ البداية، هؤلاء كانوا ذو مبادىء و قييم
أعتقدوا بها، على صواب أو خطاء ليس هنا موضوع الجدل، لكن لماذا بقيتم أنتم؟ الجواب
تعرفونه قبل غيركم... الداهية حافظ المجرم، أستخدمكم، بقايا و حثالة هذا الحزب
لتمكين تسطله، رغم كل إستخفافه بحزب البعث و الآحزاب المفبركة الأخرى المستخدمة في
مجلس المصفقين أو القيادتين، القطرية و القومية. أليس هو القاءل: عندي طلاس و خدام
و كفتارو هدا بيكفي...طوال هذه المدة ألم تكونوا آدة؟ وسيلة لعصابة مجرمة، مغضوبة
من الله و الناس أجمعين، حرس و خدم لبيت الأسد؟ ألم تكونوا سوى مطرقة و منظار
مخابرات على الشعب السوري المسكين؟ ألم تكونوا شركاء بالقتل و السجن و التعزيب، أنتسبتم
للحزب بآياد موسخة بالسرقة والنهب، و نفوس فاسدة مفسدة، مؤيدي لطاغية مصفقين،
مستفيدين، مستغلين مناصبكم على حساب وطنكم و آهليكم و مستقبل آجيال ؟
إنتهازيين كعادتكم، ها
أنتم ترجعوا الآن بلا حياء، طامعين أن ترغوا على طبخة الثورة، كالزفرة، الدهنة
الفتاكة في شرايين و آوردة الوطن، فارين أو منشقين من مناصبكم، من أوكاركم
الذهبية، فجأة اليوم تفجرت بكم الوطنية و حس الكرامة و الشرف، الوعي أن في العالم
حرية و للإنسان مكانة و في الدنيا ديموقراطية، بعد عماء بصر و بصيرة دام ستين سنة
من تاريخ هذا الحزب، أن المقاومة ماكانت سوى وهم و سراب، حق الرد هو على السوري
رافع الرأس، اللبناني أو الفلسطيني فقط، وليس على الصهاينة في الجولان، الجولان
المسلم كثمن للتحكم على سوريا منذ 1967، اليوم فهمتم أن إجتماعاتكم في القيادات
الفطرية و القومية ما كانت سوى مهزلة و مسرحيات، تمسيح جوخ و لحس مؤخرة طاغية و
آحذية أتباعه، اليوم فقط فطنتم أن تقاريركم المرسلة لمخابرات الطغاة ملءت السجون
قتلت و عزبت الآلاف ، أنهكت، شردت العاءلات، سرحت من وظاءفها الشرفاء و الفقراء،
إنه واضح للعيان خوفكم، من المساءلة و المحاسبة أمام العبد قبل الرب: من أين لك
هذا ؟ شعار فرض يوماً ما على بسطاء الناس، وعفي منه الحرمية و المجرمين آمثالكم. من
أين لك هذا، سؤال يخشاه اليوم منشقوا حزب البعث العربي الإشتراكي ؟؟
نراكم، نسمع حديثكم،
بأسلوبكم الحزبي الحواري المتأصل، أسلوب ممل بغيض رغم كل محاولات التجميل، كلام
يشمأذ منه كل مهذب ذو ذوق، ذو أدب رفيع لأنه مفعم بالغش و المراوغة، لا غريب، لا
عجيب عليكم خريجي جامعة ومخابر بيت الأسد، وكلياته الوحشية، مدعين الوطنية و
التوبة بعد حين، هاتفين بحق الشعب بالثورة نادمين على آفعالكم سواء، معلنين
الشرفية و الخطيءة سواء، مغالين بالثورجية، طامعين بالعفو من الشعب مستعدين للنضال
معه لتحقيق أهداف ثورته كما ناضلتم سابقاً لأهداف الحزب و سيده حافظ المشؤوم: وحدة
حرية اشتراكية أو أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، اليوم فقط ربما وعسى قد فهمتم،
أن الآمة ماكانت سوى مزرعة لبيت الأسد و عصابتهم و الرسالة ماهي سوى لخلود نظامهم
الباءد.
راجين العفوا و التوبة و
للتوبة شروط، فإن قدمتم الآن للثوار معلومات مهمة أو خدمات مفيدة هذا طبيعي، ليس
لكم في ذلك منيية و لا فضل على الوطن المنهك بسببكم، بل هو واجب و فرض على كل حر
شريف ذو ضمير، سوري كان أم غريب. أنشققتم، فررتم اليوم، ناقص عبىء على الثوار
الآبطال، ناقص هم على الشعب المظلوم، كفيتمونا شركم حسناً... لكن لطفاً إن بقي
فيكم ذرة حياء و خجل، و للعبرة أرجو قليل من الإنطواء، عيب تشدقكم بإسم الشعب الذي
أحتقرتموه لعقود، الشعب السوري يعرفكم جيداً وحسابكم في محاكمه سيكون عسير، و الحساب
عند الله أعسر، وقاحة و لءم ظهروكم اليوم فوق آلام الناس وبيوتهم المدمرة، على جثث
الشهداء و أكتاف الثوار، الذين سيقشوكم قريباً جداً كالزفرة المضرة على طبخة
ثورتهم المباركة إن شاء الله.
فاروق الأيوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق