قرأت هذا الخبر على موقع
لأخبار النظام السوري:
دعا العلامة الأستاذ الدكتور محمد
سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام كل من نازعته نفسه للتعامل مع أمريكا
والصهيونية العالمية إلى أن يستحي ويخاف من الله وألا يمد يد المعاهدة والتواثق إلى
أمريكا وأندادها بل أن يمد يد التواثق إلى ربه ومولاه وأن يكون خادما لإسلامه الحقيقي
ظاهرا وباطنا.
التعليق:
لا شك أننا ندعو كل من يعمل في ميدان
السياسة إلى أن يكون خادما للإسلام الحقيقي ظاهرا وباطنا.
وثورة الشعب في سورية ثورة شعب مسلم
يريد أن يعيد للإسلام رواءه وبهاءه في الدولة والمجتمع بعد أن قضى حزب البعث على أي
دور للدين ولم يبق منه إلا الشكليات في العطل والاحتفالات.
لا يهمنا ما ينادي به زعماء المعارضة
السياسية في الخارج ، ولا يهمنا ما يقومون به من اتصالات ومفاوضات ، فهم ليسوا صناع الثورة، وإنما مستثمرون دخلوا على خط السياسة
لأسباب عديدة ، لعل منها أن الثوار لا يتقنون السياسة، وأنهم يحتاجون إلى صوت يمثلهم
في المحافل الدولية .
صناع الثورة هم الأبطال الذين يقدمون
الشهداء، هم الذين يعانون في المعتقلات ،
هم الذين يرفعون الأصوات في المظاهرات
باستنكار الكفر والظلم،
هم الذين يحملون السلاح يدافعون عن
الآمنين.
نعم ، يهمنا هؤلاء وهم أبناؤنا وإخواننا
أوطلابنا وأحبابنا .
إنهم يخرجون في المظاهرات بعد صلاة
الجمعة أو بعد صلاة التراويح أو عقب صلاة الفجر وهم ينادون: يا الله ما لنا غيرك يا
الله.
ولو سألت أي واحد منهم ماذا تريد لقال
لك رضوان الله وحرية العبادة بلا قيود ، وأن يكون الحكم شورى بلا استئثار .
وأنا أوجه هذا السؤال لصاحب هذا الكلام
الذي ورد في الموقع:
هل يجوز أن يكون النظام السياسي خادما
لروسية القيصرية الأرثوذكسية التي تدافع بشراسة عن مصالح المسيحيين، وتدعم إسرائيل،
وتقتل وتضطهد المسلمين؟
وهل يجوز أن يكون النظام السياسي خادما
لإيران التي تضطهد أهل السنة وتشوه الإسلام ؟
أم أن المفاهيم قد انقلبت ، أو أن
ما يحرم على غيرنا يجوز لنا ،
أم أننا نرى القذاة في عين الآخر وندع
الجذعة في أعيننا.
إننا نؤكد هنا كما أكدنا من قبل مرار
وتكرارا، أن ثورة الشعب على هذا النظام ليست ثورة على المقاومة، ولا اصطفافا وراء الغرب
وحلفاء أمريكا .
لقد أكدنا على منبر جامع الحسن بدمشق
في آخر خطبة لنا قبل خمسة عشر شهرا على أن سبب ثورة الشعب إنما هو المشكلات الداخلية
التي بدأت بالاستخفاف بالدين ونهب الثروات وتقييد الحريات والتعذيب في السجون وقتل
الأبرياء ، ولا يمكن أن يكون الشعب جزءا من المؤامرة، وأن الشعب لا يريد بالثورة بيع
قضاياه ولا الانتقال من صف المقاومة .
إن الجيل الذي سيحرر فلسطين يولد الآن
مع تباشير النصر بإسقاط هذا النظام الذي خدم الغرب وإسرائيل أربعين سنة .
للنظام في سورية ألف عدو، ولكن أخطر
عدو للنظام هو نفسه .
أجل فالنظام عدو نفسه ، وهو الذي أوصل
البلاد إلى ما هي عليه، والثورة في حقيقة الأمر ... إنقاذ للبلد وإنقاذ للشعب من القتل
والاستعباد
وإنقاذ للمقاومة من الاتجار والاستثمار
وإنقاذ للدين من التحريف
وإنقاذ للعلماء من أن يكونوا أدوات
للظلم وإنقاذ للأقليات من الاستغلال
إنها إنقاذ للتاريخ والحضارة والثقافة
.
إنها دليل على أن الكرامة لا تباع
وأن الشعب مستعد لبذل نفائس الأرواح للدفاع عنها والحفاظ عليها .
إن من السخف بمكان أن نختصر ثورة شعب
عانى أربعين سنة وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين في أفعال بعض تجار
السياسة الذين يدعون تمثيل هذا الشعب ، وإن كان زعماء المعارضة عدد من الثوار الشرفاء
.
نعم لقد نجح الشعب في الثورة ، ولكنه
لم يجد من يعبر عن ثورته تعبيرا تاما في ميدان السياسة ... اللهم إلا القليل .
في الأمثال أن الغريق يتمسك بالقشة
، وهذا ما يحاول بعض السياسيين في المعارضة فعله، ولكنه خطأ كبير، لأنهم لا يدركون
أن الشعب ليس غريقا إطلاقا ، وأنه قوة لاتقهر لأن الله تعالى مع المظلوم حتى ينال حقه
، والشعب ولا شك مظلوم . وفي الحديث الشريف: "ثلاثة لا ترد دعوتهم ، وذكر منهم:
"ودعوة المظلوم يرفعها الله تعالى إلى عنان السماء يقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك
ولو بعد حين". الشعب ليس غريقا ولا يريد أن يتمسك بقشة ، بل إنه يأوي إلى الله
تعالى الذي قال خطابا لنبيه عليه الصلاة والسلام: {ألـيـس الله بـكـاف عـبـده ويـخـوفـونـك
بـالـذيـن مـن دونـه}. ولذلك تنطلق حناجر المتظاهرين تزغرد: يا الله ما لنا غيرك يا
الله" .
هذا هو الإسلام الحقيقي ... الالتجاء
إلى الله تعالى والوقوف على بابه ، واستعطاف جنابه ، بعد أن صبر الشعب طويلا وذاق الأمرين
في دينه ودنياه ،
فإياكم ثم إياكم اتهام هذا الشعب بخدمة
أعداء الإسلام وأعداء الوطن وأعداء القضية،
إن أعداء الإسلام هم الذين يدافعون اليوم عن نظام بشار ويتركون الشعب فرائس للقنابل
والصواريخ وطرائد للدبابات والطائرات .
لقد مضت على ثورة الشعب سنة ونصف ولم
تقرر بعد أي دولة من دول الغرب تقديم السلاح إلى المعارضة ، ولو أن ثورة الشعب كانت
تخدم مصالح الغرب لتسابقت الدول إلى خطب ودها وتقديم الدعم لها .
تُرى ... هل اتضح لك أيها القارئ الكريم من خلال هذه الأسطر من الذي يخدم مَن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق