الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-08-06

الردع الدولي بعد الفشل الدبلوماسي – بقلم: فاروق الأيوبي


سوريا ماضية بثورتها المباركة التي أخذت منعطف بعد منعطف، من المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية في درعا من أذار العام الماضي إلي مناورات الجامعة العربية من أجل لفلفتها لحل الأزمة بأرخص ثمن مكلف لأنظمة الجامعة تلك. ومن ثم الأمم المتحدة و مهزلة مراقبيها و مجلس الأمن...هذا كوفي عنان يصرح للعلن بفشل مهمته، فشل متوقع من الجميع منذ البداية ليس هناك من ساذج صدق بها، بل فهم منها إعطاء الفرص تلو الفرص للنظام المجرم حتى ينهي الأزمة بأي شكل كان كما هو المطلوب مسبقاً مع الجامعة العربية. أثناء ذلك خرجت معارضات من الداخل و الخارج لتركب قطار الثورة، منها المخلص الشريف و منها من يتاجر بها و يكتشف في ذاته وطنية وحب مفاجئ للكرامة و الحرية. و أخذت الفضاءيات بتلميع و تهميش هذا و ذاك كل حسب مآرب الممول طبعاً. لحسن الحظ هؤلاء فقدوا مصداقيتهم جميعاً و بقيت الثورة وحيدة يتيمة تحضن شعبها و جيشها الحر.


سوريا ماضية بثورتها المباركة و بإذن الله ستقول لعرب ثورات الربيع العربي نحن السوريين لن نسمح أن تسرق إرادتنا كما حصل و يحصل عندكم، لن تنحرف لن يمكر بها لا غرب و لا شرق و لامن أي تيار ديني متسيس كان نحن الشعب المظلوم من درعا إلى القامشلي مروراً بحماة و حمص و منذ 50 سنة فحقنا يعلى و لا يعلى عليه إنه فوق أي مصلحة لأي كان.

بلاد الشام، بفترة وجيزة غلبت فيها الروم و الفرس معاً، رفعت فيها راية الحق و العدل رضي الله على خالد بن الوليد و رحم الله صلاح الدين الأيوبي. الفشل الدبلوماسي المعلن اليوم بين تحالف الصين، روسيا مع إيران و أمريكا مع أوربا إنهم الآن في حالة ردع دولي يشبه نوعاً ما حرب باردة لكن لن يتبعه أي مجابهة حربية بل تفاوض على صفقات فيما بينهم و تشغيل حلفاءهم في المنطقة لتأجيج أو تخفيف الأزمة السورية حسب تقديراتهم.

الردع الذي نشهده في منطقتنا بين هذه القوى ألا يشبه ماكان عليه الوضع في القرن السابع عندما قيصر الروم و كسرى الفرس أنهكا بعضهما البعض بغزوات و حروب مما أتاح الفرصة السانحة لثورة الإسلام الأولى، و التي كانت مخلصة صادقة لنصرة الحق و المظلوم فأيدها الله بنصره، ربما و عسى هيء من جديد، لأهل الشام الوسيلة و لله الحكمة و الإرادة ، وما الأمر و العلم إلا من عنده !؟

سوريا ماضية بثورتها المباركة في كل الآحوال، لأن النظام مجرم يستحيل التعايش معه و بأي شكل كان،الشعب السوري حرق سفن العودة، كما كانت لطارق بن زياد المجازفة كبيرة و الفتح عظيم فسوريا اليوم لن يبقى لها سوى الصبر و الثبات، الصدق و الإخلاص، ربما كلفت بمهمة فتح بلاد الشام و الحفاظ على أهداف باقي ثورات الشعوب المظلومة بتكريث الحرية و السيادة، بإذن الله ترفع من جديد و من دمشق راية الحق والعدالة...

فاروق الأيوبي

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق