مضى على ثورة الحرية والكرامة تسعة عشر شهراً ، وقدم
الشعب السوري ما يعجز أن يقدمه أي شعب على وجه الأرض من شتى أنواع التضحيات ، فتراهم
يضحون يوميًا بمئات الشهداء ومثلهم من الجرحى، وأضعاف مضاعفة من الجوعى والمتشردين
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، والمحظوظ منهم من تسلل إلى مخيمات الذل والهوان، ومع ذلك هتفوا بأعلى
صوتهم: الشعب يريد إسقاط النظام... و: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد... , ولم
يأبه المعارضون لصوتهم، فكلما زادت تضحياتهم وتشردهم وهتافهم ازداد تفرق بعض المعارضين،
وكل حزب منهم يريد أن يكونوا هم الغالبين... فلماذا يستعجلون وفي بيوتهم ينعمون
وفي مؤتمراتهم يتسامرون ومن شتى الأطعمة يتذوقون وبعنادهم ماضون وللفضائيات يصرحون
بأنهم هم المصلحون وغيرهم المخطئون؟!!.
الى
متى أيها المعارضون هذا الاختلاف والتشرذم بينكم ؟ ألم تسمعوا قوله تعالى " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ".
هل
هذا وفاؤكم لإخوانكم الذين يُقصفون كل يوم؟ ونساؤهم وأولادهم يُذبحون كل حين! هل قد خلا منكم الحكماء والوطنيون لتعلنوا
للعالم اليوم بأنكم متحدون؟ وعلى سقوط بشار وأعوانه المجرمين متفقون! هل تريدون أن
تؤكدوا بواقع اختلافكم مقولة النظام الأسدي أن الشعب السوري لا يحكم إلا بالحديد والنار
وأن الحرية هي مفسدة وفوضى له؟!!
فقد آن الاوان أن تجمعوا أجمعوا أمركم بأن
تختاروا من كل حزب معارض في سوريا وخارجها رجلين أو ثلاثة له تاريخ في مناهضة آل
الاسد ومعهم المخلصين من الجيش الحر, ويكون اختيار أي منصب لهم بتصويت الأعضاء ، وهم
الذين يحددون ويختارون مناصب لأعضاء الحكومة الانتقالية بالتصويت ، وليس غير
التصويت ، فليس في هذا الوقت العصيب مجال للمحسوبيات والزعامات... فإن رأيتم بأن
تلك الخطة غير مناسبة وعجزت عقولكم عن إيجاد اي بديل لتوحدكم فأعلنوا ذلك على الملأ،
وقولوها للثوار بأعلى صوتكم : قد عجزنا فتدبروا
امركم...
فالبدار البدار يا معشر المعارضين الأحرار فإخوانكم بالداخل
يستغيثون، وباتحادكم سينتصرون ولتسقطوا ادعاءات الدول التي لا تريد دعمكم إلا وأنتم
متحدون ... ولم يعد هناك مجال إلا أن تتحدوا أو تعلنوا فشلكم إن كنتم لعهد الله
راعين ولإخوانكم مخلصين " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ " اللهم هل
بلغت اللهم فاشهد.
ياسر عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق