حتى نجيب على هذا السؤال لابد وأن ندخل إلى
عقل الرجل ونحاول أن نفهم كيف أجرى حساباته ووجدها (زابطة) أن بامكانه حكم الخمسة
والتسعين بالمئة من الشعب السوري بواسطة الخمسة بالمئة المتبقية، وممن تتكون هذه الخمسة
بالمئة، وماذا جعلها تفعل بالأكثرية؟ وقبل أن ندخل بالموضوع لابد أيضاً أن نوضح أن
الحساب يمكن أن يجري بعدة طرق: إما بالأرقام على مبدأ واحد زائد واحد يساوي إثنين،
، وإما بالقانون على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، وإما أخيراً حسب
عبر التاريخ على مبدأ فلان فعل كذا فحصل معه كذا.
تقول الأرقام (التقديرية أو التقريبية) أن أغلبية السكان
في سورية، وهم من العرب السنة، يشكلون حوالي السبعين بالمئة من التعداد الكلي، في
حين تتشارك الأقليات المسيحية والعلوية والدرزية والشيعية والكردية بالخمسة والعشرين
بالمئة، والخمسة بالمئة الباقية تتوزع بين الأقليات الأصغر من الاسماعيلية والأرمن
والشركس والشيشان والتركمان وغيرهم. فاذا بدأنا بالطائفة العلوية التي أتى منها
الأسد الأب، فعلينا أن نلاحظ أن هذه الطائفة ومنذ البداية لم تقف معه بأكملها.
والسبب الأول أن العائلة التي ينتمي إليها (عائلة الوحش أصلاً) ليست من الأسر
البارزة والمتبينة ضمن الطائفة. ولذلك فحين أراد مصاهرة عائلة (مخلوف) المتبينة،
رفض طلبه وكان عليه الاستعانة بوسطاء لمساعدته على ذلك. أما السبب الثاني فكان
غدره بصديقيه في السلاح واللذين ينتميان لنفس الطائفة: اللواء (صلاح جديد) الذي
كان حاكم سورية الفعلي آنذاك، حيث ألقاه في السجن إلى أن مات فيه، واللواء (محمد
عمران) الذي كان معهما في اللجنة العسكرية الحاكمة في نهاية السيتينيات، والذي دبر
اغتياله في لبنان. وكلاهما ينتميان لعائلة أرفع اجتماعياً من عائلته. ولهذا نأى
وجهاء الطائفة عنه ترفعاً إن لم نقل اشمئزازاً، ولم يجد الأسد الأب من يقف معه
منهم سوى الشرائح الدنيا من المنتفعين والانتهازيين والحاقدين والجهلة. وهي أيضاً
نفس أنواع الشرائح التي تحلقت حوله ودعمته من بقية الأقليات دون استثناء، وأيضاً
من الأكثرية العربية السنية، فضعف النفس والنذالة ليس لهما طائفة بعينها. وهكذا جمع
الرجل حوله طائفة من اللصوص والمجرمين من حثالة كل مكونات المجتمع السوري، وإن كان
معظها من الطائفة العلوية التي استفادت من الأسد أكثر من غيرها. ولكن الأخيرة بذلك،
ولكونها طائفته من جهة وأقلية من جهة ثانية، فقد أوقعت نفسها في الفخ الذي رسمه
لها بأن رهن مصيرها بمصيره لتستقتل بالدفاع عنه إذا دعت الحاجة، وهذا مانراه اليوم
وسأتناول موضوع هذا الفخ بالتفصيل في المقال القادم. أما باقي الشرائح فقد ارتبط
مصير أفرادها بمصيره على نطاق الأفراد وليس المجموع بسبب النسب الضئيلة ممن دعموه
منها.
بالعودة إلى
النسبة والتناسب، فما أراه هنا أن الرجل نجح في استمالة تلك الشرائح الدنيا من
كافة الطوائف والتي على استعداد لفعل أي شئ يطلب منها للحفاظ على مكاسبها المادية
والسلطوية، وقدرتها بنسبة قريبة من الخمسة بالمئة من مجمل سكان سورية. وهذا يعيدني
إلى السؤال في عنوان المقال: كيف حسبها الرجل ووجد أنه قادر على حكم البلد بواسطة
هذه الخمسة بالمئة؟ وكونه وجد هذه المعادلة (زابطة)، فهذا دليل جهله على الأقل
بمبادئ علم الحساب.
هذا من
ناحية، ومن ناحية ثانية، كان الرجل لاشك يعلم أنه وفي سبيل وصوله إلى الحكم
واستمراره به وتوريثه لأبنائه ثم لأحفاده، كان عليه أن ينفذ مجموعة من المهام
(القذرة) بدءاً بتسليم الجولان عام 1967 إلى دعم إخراج المقاومة الفلسطينية من
الأردن عام 1970 إلى القيام باخراجها من لبنان عام 1982 إلى تأمين سلامة حدوده مع
إسرائيل في الجولان. كان الرجل يعرف تماماً أن هذه المهام (القذرة) هي ثمن حصوله
وبقائه في الحكم، ولكن كيف حسبها ووجدها (زابطة) واعتقد أن الشعب سيتركه وشأنه وهو
ينفذ مسلسل كل تلك الخيانات إلا إذا كان جاهلاً لقانون عقوبات الخيانة العظمى
والجرائم ضد الانسانية؟
وأخيراً،
كيف فكر الرجل وحسبها بأنه، وبارتكابه لمجزرة بحجم مجزرة حماة عام 1982، يمكنه
الاستمرار بالحكم وتوريثة لأبنائه من بعده وكأن شيئاً لم يحدث؟ وهو من المفترض أنه
حائز على الشهادة الثانوية ودرس مادة التاريخ التي تذكر أن هذا الشعب الذي يفعل
فيه مايفعل، هو حفيد نفس الشعب الذي حكم العالم في العصر الأموي من حدود الصين إلى
الأندلس. وهو نفس الشعب حارب المغول وقهرهم وحارب الحملات الصليبية وقهرها وحارب
الاحتلال الفرنسي وقهره. وهو لم يكن مضطراً في الواقع للعودة بالتاريخ إلى تلك
الأزمنة (ليزبط) حساباته ويعتبر من سابقيه. فالزعيم السوفيتي (ستالين) الذي يستحق
لقب ملك الديكتاتورية المعاصرة في القرن العشرين والذي حكم لأكثر من ربع قرن بقبضة
فولادية ويعتبره العديد من حكامنا مثلهم الأعلى، لم يكن قد مضى على موته أيام حتى
قام النظام الذي تلاه بحملة إزالة آثاره من تاريخ الاتحاد السوفيتي إلى حد محي
صوره من كافة وثائق الأرشيف الرسمية. أما الزعيم الصيني (ماو) الذي يستحق لقب
سلطان الديكتاتورية المعاصرة والذي حكم لحوالي الثلاثين عاماً بالحديد والنار، لم
يكن قد برد في قبره بعد حين قام النظام الذي تلاه باستدعاء زوجته وأكثر ثلاثة
مقربين منه إلى محكمة الشعب وأطلق عليهم اسم (عصابة الأربعة). أما صديق الأسد الأب
الشخصي، الزعيم الروماني (تشاوشيسكو) الذي حكم لحوالي الربع قرن أيضاً وبنفس
الاجرام، فلم يسأله الشعب ولم يسأل زوجته المتسلطة عن ممارساتهما خلال فترة الحكم،
بل أوقفهما أمام الجدار وأهداهما حفنة من زخات الرصاص. فكيف حسبها الأسد الأب
ووجدها (زابطة) أنه قادر مع حثالته الخمسة بالمئة أن ينكل بهذا الشعب ويقهره إلى
الأبد ويورثه لولد الولد، إلا إذا كان جاهلاً بعلم التاريخ إلى جانب جهله بغيره؟
إذاً نرى في النتيجة أن كافة حساباته كانت
(غير زابطة) ولابأي طريقة، وكل مافعله أنه لم يورث ابنه حكماً، بل ورثه قنبلة
موقوتة قابلة للانفجار في وجهه ووجه حثالته في أي لحظة. وفعلاً أتت تلك اللحظة في
15 آذار من العام الماضي، وكان ابن خالة ابنه هو من تبرع وضبط توقيتها بنفسه على
ذلك التاريخ حين تفتق ذهنه ووجد أن الحل الأمثل لوقف بوادر الثورة هو ليس الاصلاح
ولا الاستماع لمطالب الناس وتلبيتها، بل اقتلاع أظافر أطفال درعا! المشكلة هنا أنه
عندما يخطئ الشخص بالحسابات في الامتحان ويرسب به، يمكنه أن يعيده وينجح به
لاحقاً. وعندم يخطئ بالحسابات في التجارة ويخسر، يمكنه تعويض خسارته في صفقات
قادمة. أما عندما يخطئ في أمور كهذه، فهو لايعرض نفسه وعائلته فقط لخطر الانتقام،
وإنما أيضاً الأقلية التي استعداها على الأكثرية، وأيضاً بقية شرائح الشعب ووجود
الوطن بأكمله، فمن الجهل ماقتل.
في الخاتمة
أوجه كلمة لكل الأفراد الذين مازالوا يحاربون من أجل عائلة الأسد، وأخص بالذكر هؤلاء
من الطائفة العلوية التي استفادت من هذا النظام أكثر من غيرها: ألم تدركون بعد
أنكم لاتعنون شيئاً لهذه العائلة، ولو كنتم
تعنون لها شيئاً ماكانت لتختبأ ورائكم وتحارب الشعب السوري باسمكم
وبسلاحكم. آن لكم أن (تزبطوا) حساباتكم وتقرروا مع من سيكون مستقبلكم.
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
الاثنين 2 شوال 1433، 20 آب، أوغست 2012
هيوستن / تكساس
يعني مشان هيك ما عرفنا بعهد حافظ اسد غير الحمير والحراميه هاد يلي ضرب تحية لحافظ وكسر بلاطه تحتو وهاد يلي حط وسام المظلية على صدرو بلحم وهاد يلي نطح الحيط وكسر وهاد يلي اخد دكتوره بثنية و جاب وحده هدية لمرتو بطرقو وهاد يلي صار وزير وهو من ورى الحمير وهاد يلي يلي صار ملياردير بذكائو الحارق طبعا بس داخل سوريا وبرا عم يطلع حمار يعني ثروتو مو تجاوز قوانين بنوب بس السوال وين المثقفين والمفكرين من السورين يا حافظ الجحش ما عرفنا منون ولا واحد حتى من الاخوة العلوية ما في ولا مهندس دكتور ينشهر ويطور وزاره ويبني منشاة تفيد البلد غريب يمكن كنت مخبيون بسجون واعدمتلك كم واحد بمجازر ونفيت كم واحد والباقي تربو منون مشكور بابا حافظ احلا جحش بعالم يعني اكتر عالم لازم يشكروك العلويه لانك سبب دمارون بس عندي سوال صغير لكل السورين بعد ما اثبتت التجارب والنتئج انو حافظ جحش ابن جحش كيف وصل للحكم يا ترى مد ان وين اين صنع اذا مو هو يلي صنع نفسو ومشاالله علية كتير محقق مكاب لكل العالم وخاصة اسرائيل الا الشعب السوري ما شاف غير الدمار من ورا
ردحذف