الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-03

تفجير مبنى الاركان والرقص الممنوع – د. حسان الحموي


ما بين روايتين تضيع الحقيقة ، رواية النظام التي تندد بتفجير مبنى قيد الانشاء خلف الاركان في شارع مهدي بن بركة ، وتصفه بالعمل الارهابي الجبان الذي يستهدف اماكن لا قيمة لها في العمل السياسي، وأن هذا التفجير دليل عجز وافلاس الجماعات الارهابية التي تلجأ الى هذه الطريقة ، و أن العصابة الاسدية ما زالت قوية وتتحكم بالبلد ، ومثل هذه الحوادث تحصل في أكثر الدول تقدما في العالم ، وهذه التفجيرات دليل على أن الاسد يحارب الارهاب ، وأن هذه الجماعات الارهابية لن تفلت من يد النظام إلا لأيام قليلة فقط.


هذا ما أكده مندوب النظام الأمني والاعلامي الذي ما فتئ يتغنى بقوة نظام الاسد وسيطرته على البلاد طولها وعرضها .

أما رواية المعارضة فتثبت أن هذه الاختراق الامني الكبير يأتي نتيجة اختراق عصابات الاسد من الداخل ، ويبرهن على وهن العصابة ، وتخلخلها الامني .

حتى في أكثر مواقعها تحصينا وحراسة وتشديدا امنيا ، فبالرغم من أن هذا الموقع تم استهدافه في السابق ، إلا أن ذلك لم يمنع من اختراقه للمرة الثانية نظرا لحساسيته واستمرار فعاليته في تسيير أعمال القتل اليومية ضد الشعب الثائر، في الشهرين الأخيرين على التوالي ، وهذا الامر إن دل فإنه يدل على تخلخل الجهاز الأمني للأسد وأن الكثير من أذرعه الأمنية لم تعد تؤمن بسطوته على البلد.

وبالطبع لن نستبق الأحداث ونعلن عن نتائج التفجير كما ورد في التلفزيون السوري الرسمي بأنه «تفجير ارهابي في حي ابو رمانة - شارع المهدي بالقرب من كتيبة الحراسة»، موضحا ان «التفجير الارهابي ناجم عن عبوتين ناسفتين واسفر عن اصابة اربعة اشخاص فقط بجروح».

 نحن نورد الرواية الثانية التي تبناها «لواء احفاد الرسول» في الجيش السوري الحر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ، مشيرا الى انه «تم بفضل الله وعونه تعالى استهداف مبنى قيادة الاركان في قلب العاصمة دمشق بعملية نوعية».

حيث قال ((نبيل الأمير)) المتحث باسم لواء أحفاد الرسول أن تفجير دمشق تم بالتنسيق مع لواء الفاروق، ومع عناصر من داخل النظام.
وأعلن أن العملية تم التحضير لها لمدة 3 أسابيع.
وأوضح " أنّ "الانفجار تم بزرع عبوات ناسفة داخل مقرّ الهيئة"، مضيفاً: "على الرغم من الحراسة الشديدة استطعنا دخول المقر، وليس لدينا معلومات دقيقة عن عدد القتلى".

وهذا ما أكده شهود العيان الذين تحدثوا عن عدد كبير من سيارات الإسعاف تواجدت في بقعة الإنفجار التي ضرب طوق أمني حديدي حولها، أيضا عن ما يقارب السبعة عشر جثة وصلت إلى مشفى تشرين العسكري.

و الجميع يعلم حساسية المنطقة التي يتواجد فيها مقر الاركان وكيف أنه يقع في وسط العاصمة السورية ويضم فروعا امنية، ومنطقته تحتضن العديد من السفارات.

وبالتالي رواية المعارضة تدل على حجم الاختراق والقوة التي وصلت إليها وأنها أصبحت قادرة على دك حصون النظام الاسد أينما كانت؛ و بالتوقيت الذي تريد ، لكن الملفت هو ماورد على لسان أزلام النظام اللبنانيين من أن المعركة أصبحت بين فريقين وأنه لا محرمات في هذه المعركة ، وبالتالي فهذا التفجير يبرر للنظام الرقص على أشلاء ضحاياه الأبرياء في سيمفونية الموت التي ما برح يعزف عليها منذ بداية الأحداث.

بحيث يكون ذبح الاطفال والنساء والمدنيين العزل يساوي بالجريمة تفجير مبنى عملياتي يتم فيه كتابة النوتة الموسيقية لسمفونية الرقص على الموتى هذه.

وهذا يدل على الانحطاط والغباء السياسي الذي يتعاملون فيه مع الثورة السورية، وعن فقدان للحس الموسيقي الهارموني لسمفونية ثورات الربيع العربي.  
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق