الأخوة في الاسلام لها أحكام تحكمها ،
" المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ، ولا
يخذله ، كل المسلم على المسلم حرام : عرضه وماله ودمه" صحيح
الترمذي للألباني(1927) .
والسياسة في الاسلام لها أخلاق تحكمها
، " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما "
صحيح البخاري(2444) .
والإنسانية في الاسلام لها أخلاق
تحكمها " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس
، و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو
يقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف
في هذا المسجد ، يعني مسجد المدينة شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته، و من كظم
غيظه ، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، و من مشى مع
أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام
" سلسلة الاحاديث الصحيحة الالباني(906)
ولكن الانسانية والسياسة في العالم
المعاصر ، في مجلس الامن ، والأمم المتحدة ، وأمريكا ، وأوربا ، وروسيا والصين
والجامعة العربية ، ليس لها أخلاق ، بل أنا ومن بعدي الطوفان ، فلا اعتبار للدماء
في سوريا مهما سال منها أنهار وأنهار والتقت بالبحار ، ولا اعتبار للمجازر وان
أبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه..
انا
أو أحرق البلد قالها الوحش .. ويرددها العالم من خلفه ، نحن أو نحرق البلد ..
وترددها أطراف تعتبر نفسها من المعارضة نحن أو نحرق البلد ..
والترديد
الثالث هو الاخطر .. وهو الترديد المدمر .. فما فعله الوحش مكشوف .. وما تفعله دول
العالم من تحايل وتخاذل للشعب ودعم للوحش مكشوف ، ولكن ما تفعله تلك الاطراف
المحسوبة على المعارضة هي المجهولة وهي
المطلوبة لدى الوحش والعالم .. لتبيد الثورة من داخلها .. ولذا تجد لها إعلاما
واسعا ، يزمر ويطبل لها .. وتضخم كلامها وكأنه حق منزل ..!!!
إن تشويه صورة الثورة والثوار هو
الموضوع الوحيد الذي يعمل له الأعلام الإسرائيلي
والأمريكي والغربي والروسي وكذلك العربي للأسف الشديد .. معتمدين في موضوعهم الأساسي
على الجيش الحر .. الذي يزداد قوة على قوة كل يوم بفضل الله سبحانه وتعالى ..
إن الجيش الحر ليس جيشا نازلا من
السماء
، وليس قادما من المريخ ، وليس هاجما من أنحاء العالم ، بل هو من أبناء الثوار .. فما الجيش الحر إلا أناس من الثوار قاموا
بالدفاع عن أنفسهم وعن حرماتهم وعن دينهم .. ولذا كل الثوار جيش حر .. وهذا ما يجب
على المؤيدين للثورة بشكل عام والمجلس
الوطني بشكل خاص ، أن يعيه تماما ، فلا انفصال بينهما ..
إن فصل الجيش الحر عن الثوار يعني أن هناك مدنيين وعسكريين ،
وأن هناك قسمين من الثوار ، مسالمين ومحاربين ، وهذا ما يريده العالم .. لتدمير
هذا الجيش المبارك .. لتدمير الثوار .. فيوازي بين الضحية والجلاد ، ويبث الفرقة
والاتهامات بين الثوار لتشتعل الفتن بينهم ، ومن ثم نجد أنفسنا في دوامة تصنيف
الثوار الى معتدلين وإرهابيين ، فكما تدّعي الولايات المتحدة وأوربا والغرب عامة زورا
تشديد الخناق على النظام الوحشي تشدد الخناق فعليا على الجيش الحر التي تصنفهم على
إنهم إرهابيين ... ومن ثم تتدخل هذه الدول خوفا على مصالحها في شؤون سوريا للقضاء
على الإرهابيين وليس على الوحش وشبيحته ..
فهل
ندرك أبعاد هذا الأمر الخطير ..
لقد أصبح معروفا للصغير قبل الكبير أن
العالم لن يتدخل لصالح الثوار ، ولن يتدخل لوقف الدماء مادامت مصالحه في آمان
.. يحفظها الوحش وشبيتحه .. ولذا لن يتدخل حتى يجد البديل المناسب .. والثوار
بحسب خططه ومصالحه ليس البديل المناسب ، بل هم العدو في نظره !!! وها هو يلمع
أشخاصا عبر الإعلام ، لتنشغل البشرية بهذا التلميع بين مؤيد ورافض ، بينما هو
يتجاهل ما يفعله الوحش في تدميره وإبادته
للشعب السوري .. منتظرا الوقت المناسب لإيجاد البديل وإعلانه وسرقة الثورة من
الثوار ..
إن خوف امريكا وأوربا والدولة المحتلة
لفلسطين والجولان والغرب على الأسلحة الكيماوية من أن تقع في أيدي الثوار ، هو
توقيع للوحش على عدم التوقف في إبادة الشعب السوري .. فهو خائف من أن تقع بأيدي
الثوار بينما هو لا يخاف أن تظل بأيدي الوحش الذي يدمر ويفتك ويقتل المئات يوميا
..
إن النظام الوحشي متهالك من
الداخل والخارج ، والثورة والثوار والجيش الحر في موقف القوة والاستعلاء ولله
الحمد ، وموقف فرض الواقع ، فالواقع لصالحهم وهذا ما يجب على السياسيين والناشطين في
الثورة أن يطرحوه بحنكة وسياسة وعزم .. فلا تنازل
ولا تهاون ولا تردد في طرح القضية بشكلها العادل والحق ، فلا يوجد أنصاف حلول بل
العزة والكرامة التي أبداها الشعب السوري في الداخل يجب أن تنعكس على الشعب السوري
الذي في الخارج ..
لقد حدد الغرب والعالم من
خلفهم موقفهم من الثورة والثوار والجيش الحر .. وبالمقابل كما حدد الثوار في
الداخل موقفهم من النظام الوحشي ومن الغرب والعالم ، على مؤيدي الثورة السورية في
الخارج وخاصة المجلس الوطني تحديد موقفهم من النظام الوحشي والغرب ، فلا حوار مع
النظام الوحشي ، وكذلك لا حوار مع الغرب على حساب الثورة والثوار ، ولا التفاف على
الثورة والقبول بأنصاف الحلول إرضاء للغرب ، فكما حددوا موقفهم نحن أو نحرق البلد علينا
أن نحدد موقفنا نستشهد أو نبني البلد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق