يقول
الإمام الذهبي رحمه الله
قال
الشعبي : ( بينا أنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر فقال : هذان سيدا كهول أهل الجنة من
الأولين
والآخرين إلا النبيين والمرسلين , لا تخبرهما يا علي )
هذا
الحديث سمعه الشعبي عن الحارث الأعور , وله طرق حسنة عن علي منها عاصم عن ذر وأبو
إسحاق عن عاصم بن ضمرة .
قال
الحافظ ابن عساكر : والحديث محفوظ عن علي رضي الله عنه .
قلت :
وروي نحوه من حديث أبي هريرة وابن عمر , وأنس , وجابر )(1)
(1)
تاريخ الإمام الذهبي
الخلفاء الراشدون /263
(حدثنا
مالك بن مغول عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خير عن علي وعن الشعبي عن أبي جحيفة عن
علي وعن
عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي أنه قال :
(خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وخيرها بعد أبي بكر عمر , ولو شئت
لسميت الثالث )(2)
(2)
فضائل الصحابة للإمام أحمد
وقال المحقق فيه إسناده صحيح .
وأما حديث عبد خير عن علي رضي الله عنه فهو :
سمعت علياً يقول على المنبر : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
وخيرها بعد أبي بكر عمر , ولو شئت أن أسمي
الثالث لسميته
يقول الإمام الذهبي رحمه الله
وقال علي رضي الله عنه بالكوفة على منبرها على ملأ من الناس أيام
خلافته : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر .
وخيرها بعد أبي بكر عمر ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته .
وهذا متواتر عن علي رضي الله عنه . فقبح الله الرافضة )(3)
(3)
تاريخ الإمام الذهبي /
الخلفاء الراشدون 264
علي رضي الله عنه يتمنى أن يلقى الله تعالى بصحيفة عمر
حَدَّثَنَا
عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو
مَعْشَرٍ نَجِيحٌ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قَامَ
بَيْنَ يَدَيْ الصُّفُوفِ فَقَالَ هُوَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ رَحْمَةُ
اللَّهِ عَلَيْكَ مَا مِنْ خَلْقِ
اللَّهِ تَعَالَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَتِهِ بَعْدَ صَحِيفَةِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ ثَوْبُهُ
وقد روي نحوه من عدة وجوه عن علي (1)
(1)
تاريخ الخلفاء الراشدون /ص
/ 283 -284
و نعود إلى الخطبة العصماء الخالدة التي رواها الذهبي رحمه الله
حيث قال :
فبايعنا أبا بكر . وكان لذلك أهلاً لم يختلف عليه منا اثنان . ولم يشهد
بعضنا على بعض ولم نقطع منه البراءة .
فأديت إلى إلى أبي بكر حقه وعرفت له طاعته وغزوت معه في جنوده . وكنت
آخذ إذا أعطاني وأغزو إذا أغزاني
وأضرب بين يديه بالحدود بسوطي ) فلما قٌبض ولاها عمر . فأخذ بسنة صاحبه
وما يعرف عن أمره . فبايعنا عمر .
لم يختلف عليه منا اثنان . ولم يشهد بعضنا على بعض ولم نقطع البراءة
منه .فأديت إلى عمر حقه . وعرفت طاعته
وغزوت معه في جيوشه . وكنت آخذ إذا أعطاني . وأغزو إذا أغزاني . وأضرب
بين يديه الحدود بسوطي )(2)
(2)
تاريخ الخلفاء الراشدين
/641 -642 للذهبي
والأحاديث الصحيحة تنطبق مع هذه الوثيقة الخالدة
( عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب لما أصيب أرسل إلى
المهاجرين فقال : عن ملأ منكم كان هذا ؟
فقال علي رضي الله عنه : إني والله لوددت أن الله نقص من آجالنا في
أجلك ثم أتى سريره فقال : ما من أحد
اليوم
أحب أن ألقى الله بما في صحيفته من هذا المسجى عليه )(3)
(3)
فضائل الصحابة للإمام أحمد
/ح – 264- 650 وقال المحقق فيه رجال الإسناد ثقات لكنه منقطع والمتن صحيح
علي رضي الله عنه في ميزان عمر الفاروق رضي الله عنه
فهو يرى أنه أحق الناس بالخلافة بعده :
(قال أبو إسحاق عن عمر بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن . فذكر قصة
الشورى . فلما خرجوا من عنده قال
عمر : ( إن
يولوها هذا الأصيلع يسلك بهم الطريق المستقيم . فقال له ابنه عبد الله فما يمنعك ؟
يعني أن توليه ؟
قال : أكره أن أتولاها حياً وميتاً ) .
تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة
٦٣٩
علي خليفة عمر رضي الله عنه إن غاب عن المدينة :
ففي أول يوم من المحرم سنة أربع عشرة فيما كتب إلى السري عن شعيب
عن سيف عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم :
خرج عمر حتى نزل على ماءٍ يدعى صِراراً فعسكر بِه ولا يدري الناس
ما يريد , أيسير أم يقيم؟ وكانوا
إذا أرادوا أن يسألوه عن شيءٍ رموه بعثمان بن عفان .. وكان عثمان يدعى
في إمارة عمر رديفاً . قالوا :
والرديف بلسان العرب الرجل الذي بعد الرجل . والعرب تقول ذلك للرجل
الذي يرجونه بعد رئيسهم..
فقال عثمان لعمر : ما بلغك ؟ ما الذي تريده ؟
فنادى في الناس .. الصلاة جامعة . فاجتمع الناس إليه . فأخبرهم
الخبر . ثم نظر ما يقول الناس . فقالت
العامة : سر وسر بنا معك . فدخل معهم في رأيهم , وكره أن يدعهم حتى
يخرجهم منه في رفق . فقال :
استعدوا وأعدوا فإني سائر إلا أن يجيء رأي هو
أمثل من ذلك . ثم بعث إلى أهل الرأي .. فنادى عمر :
الصلاة جامعة . فاجتمع الناس إليه
لا مشورة بدون علي رضي الله عنه :
(فاجتمع الناس وأرسل إلى علي عليه السلام وقد استخلفه على المدينة فأتاه .وإلى طلحة وقد بعثه على
المقدمة فرجع إليه , وجعل على المجنبتين الزبير بن العوام , وعبد
الرحمن بن عوف ..... وقال يا أيها
الناس : إنما كنت لرجل منكم حتى صرفني ذو الرأي منكم عن الخروج .
فقد رأيت أن أقيم وأبعث رجلاً
وقد أحضرت لهذا الأمر من قدّمت ومن خلّفت ) وكان علي عليه السلام خليفته على المدينة . وطلحة على
مقدمته بالأعوص فأحضرهما لذلك )(1)
(1)
تاريخ الطبري 2/381
وفي هذه السنة . أعني سنة سبع عشرة كان خروج عمر وكما ذكر السري عن
شعيب عن سيف عن أبي
عثمان وأبي حارثة والربيع .. قالوا ( وخرج عمر وخلف علياً على المدينة ) (2)
(2)
تاريخ الخلفاء الراشدين
للذهبي / 638
علي رضي الله عنه للمعضلات :
( وقال ابن المسيب عن عمر قال : أعوذ بالله من معضلة . ليس لها أبو حسن ) (3)
(3)
تاريخ الخلفاء الراشدين
للذهبي / 638
وهو أقضى الأمة عند عمر رضي الله عنهما :
وقال ابن عباس . قال عمر : علي أقضانا وأبي أقرؤنا ) (4)
(4)
تاريخ الطبري
وأخيراً عمر هو صهر علي رضي الله عنه . قرابة وصلة رحم
(أم كلثوم ) بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم , أمها فاطمة
الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . خطبها عمر بن الخطاب
رضي الله عنه إلى علي رضي الله
عنه فقال له : إنها صغيرة فقال له عمر : زوجِنيها يا أبا الحسن
فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد
فقال له علي : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها . فبعثها
إليه ببرد وقال لها قولي له : هذا البرد الذي
قلت لك . فقالت ذلك لعمر . قال : قولي له : قد رضيت رضي الله عنك .
ووضع يده على ساقها فكشفها ,
فقالت : أتفعل هذا ؟ والله لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك . ثم
خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر
وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء . فقال : يا بنية إنه زوجك . فجاء عمر
إلى مجلس المهاجرين في الروضة
وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون . فجلس إليهم فقال لهم : رفئوني
. فقالوا بما ذا يا أمير المؤمنين ؟
قال : تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب .
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة
إلا نسبي وسببي وصهري . وكان لي به عليه السلام النسب والسبب . فأردت
أن أجمع إليه الصهر فرفؤوه)(1)
(1)
الاستيعاب في أسماء
الأصحاب / ت / 3566 وقال المحقق فيه ونحوه عند ابن سعد في الطبقات 8/462 والطبراني
في الكبير2633 . وهو حسن بمجموع طرقه .
وذكر ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر
بن الخطاب
تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفاً )(3)
(3)المصدر السابق نفسه / ت
3566
الرفاء : الالتئام والاتفاق والبركة والنماء .
الدكتور : منير الغضبان
9/ شوال / 1433 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق