بسم الله الرحمن الرحيم
منذ (تحرير) العراق على الطريقة الفارسية–
الصهيونية- الأميركية.. حتى اليوم!.. يتساءل الباحثون عن الحقيقة: ما الدوافع
والنتائج لاحتلال العراق وأفغانستان؟ ومَن هم المتمالئون على هذه الأمّة، من اللاعبين
الحقيقيّين، والمتواطئين والمتورِّطين والمتآمرين والخونة والمجرمين، والمنافقين
والمتستِّرين بالإسلام، وأدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان.. وغيرهم، وغيرهم.. من
الذئاب والوحوش البشرية واللصوص وأصحاب الأمراض النفسية المستعصية المزمنة؟!..
عندما نراقب
المشهد العراقيّ اليوم، بعد تسع سنواتٍ من حَمْلة (حرّية العراق!)، يصيبنا الذهول،
كيف يُختَصَر الحكم في العراق العظيم، بسفّاحٍ طائفيٍّ، ولصٍّ محترِفٍ مجرمٍ، يرأس
فرقاً خاصةً للموت والتعذيب والتصفية الطائفية الحاقدة.. اسمه: جواد أو نوري
المالكي.. مسنوداً بزبانيته وحاشيته وعملائه ورفاقه من الحرس الإيرانيّ الصفويّ!..
*
* *
وحين نرمق
(أحمدي نجّاد) وهو يشتم (الشيطان الأكبر) في الليل، ستصدمنا الدهشة من استقباله مُعَزَّزاً
مُكَرَّماً في ما يُسمى بالمنطقة الخضراء داخل بغداد المحتَلَّة.. في النهار!..
تحميه الكتائب العسكرية الأميركية حتى يعودَ إلى طهران.. ليسبّ أميركة ثانيةً، قبل
أن تستقبلَه القوّات الأميركية المحتلّة في قلب (كابول) الأفغانية!.. ثم تراه
–بقدرة قادرٍ- عند حدود فلسطين المحتلّة، بعد تهديداته المتكرِّرة بإزالة (إسرائيل)
من الخريطة!.. تراه بين عبيده وحواشيه وزبانيته وعملائه، من كوادر حزب حسن
اللبنانيّ، الوالغ في الطائفية.. يبشّرهم بتحرير فلسطين على يدي المهديّ الشيعيّ
المنتَظَر، صاحب الزمان القابع في سرداب سامرّاء منذ أكثر من ألف سنة، الذي
سيحرِّر المسجد الأقصى الموجود في السماء الرابعة، ويقتل العرب، ويُقيم الحدّ على
السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها)، ويُحيي الخليفتَيْن الراشدَيْن أبا
بكرٍ الصدّيق وعمر بن الخطاب -رضوان الله عليهما- للاقتصاص منهما، و.. وغير ذلك،
من خرافات مشعوذي المشروع الصفويّ الفارسيّ، وكَهَنَة الحوزات في قمٍّ والنجف!..
ولعلّنا نندهش
أكثر، حين نراقب يدي المجرم بشار أسد وزبانيته، وهما مغروزتان في قلب العراق
الجديد، بين قواعد (الإمبريالية) الأميركية.. يتحالف مع كل القوى والأحزاب والميليشيات
والعصابات والجماعات القادمة على ظهور الدبابات الإمبريالية.. وقد سبقه أبوه حافظ،
إلى التحالف مع (الإمبريالية الأميركية)، فأرسل جيشه الأسديّ ليصطفّ جنباً إلى جنبٍ
مع الجيش الأميركيّ في (حَفر الباطن)، ضد شقّه الآخر البعثيّ العربيّ العراقيّ،
تحت رايات (الوحدة والحرية والاشتراكية)، وفي ظل شعار (الصمود والتصدّي)، في خيمة:
(أمة عربية واحدة، ذات رسالةٍ خالدة)!..
ولا يغيب عن
بالنا مشهد الفارسيّ (علي السيستاني)، المستوطن في النجف العربيّة، وهو يقذف
الأميركي (بريمر) بمناسبة يوم عاشوراء، بشناعة.. ثم يستقبله خفيةً، في أحد سراديبه
بالنجف، بمناسبة ذكرى ما يزعمونه (تحرير العراق!)!..
*
* *
عندما كانت
تصريحات بشار أسد -المجتمِع بأحد كبار المسؤولين الإيرانيين في دمشق مؤخراً-
تتطاير في كل الاتجاهات، مُتَّهِماً الشعب السوريّ وثورته بالتآمر على (محور
الممانعة والمقاومة!).. كان راديو الكيان الصهيونيّ يُذيع نص اعتذار النظام
الأسديّ من (إسرائيل)، الذي نقلته وحدات الأمم المتّحدة في الجولان المحتلّ، حول
سقوط قذيفة دبابةٍ أسديةٍ على الجولان المحتل، أثناء قيام قواتٍ أسديةٍ (بواجبها)
في قمع المتآمرين على (محور المقاومة والممانعة)، من أبناء الشعب السوريّ في محافظة
القنيطرة!.. وقد سبق لراديو (إسرائيل)، إذاعته لتصريح قائد المنطقة الشمالية
الجنرال الصهيونيّ (يائير)، الذي اعترف بأن القوات الصهيونية وافقت على مرور
دبابات النظام السوريّ في منطقةٍ قريبةٍ جداً من الجولان المحتل، لقمع الثوار
السوريين!.. ولا يخفى أنّ الموافقة تعني أنه قد سبقها تفاوض وتقديم طلبٍ والتماسٍ
أسديٍّ (ممانِعٍ) إلى حكومة العدوّ الصهيونيّ الذي يقاومه بشار ومحوره الإيرانيّ!..
وقد سبق ذلك كله، تصريحُ الممانِع اللصّ (رامي مخلوف)، رفيق درب بشار وابن خاله:
(إنّ أمن إسرائيل من أمن سورية)!..
هل سمعتم عن
أي معركةٍ خاضتها إيران في تاريخها الثوريّ كله، مع (إسرائيل)؟!.. ماذا يفعل (فيلق
القدس) إذن؟ ولماذا وعلى ماذا أُسِّس هذا الفيلق منذ عشرات السنين، وهو لم يقترب
من القدس في تاريخه؟.. بل نراه يحتل العراق تارةً، ويتغلغل في الدول العربية
والإسلامية تارات، وينخرط في قمع الثورة السورية على مدار الساعة!.. نحن نسأل هذا
السؤال.. فيجيب الوليّ الفقيه الصفويّ (علي خامنئي): (قرّرنا سحب الحرس الثوريّ
الإيرانيّ وفيلق القدس من أنحاء العالَم، ليقتصر نشاطه داخل الدول المجاوِرة)!..
تحيا الممانعة.. وتعيش المقاومة، ويسقط المتآمرون الذين يستهدفون (محور الممانعة
والمقاومة)!..
بهذا نجد، أنّ
أميركة والكيان الصهيونيّ والغرب الاستعماريّ، قد وجدوا ضالّتهم لتفتيت العالَم
العربيّ والإسلاميّ، بطائفية الطائفيّين وتحالفاتهم المشبوهة، تحت شعاراتٍ
مزيَّفةٍ صُنِّعَت خصّيصاً لمثل هذا الهدف، أولها: نصرة آل البيت، وآخرها: تنفيذ
أوامر صاحب الزمان!.. وما بينهما الشعارات الفارغة الخاصة بالممانعة والمقاومة
المزعومتان!.. فالوطن الذي لن يتمكّن الصهاينة والأميركيون من تدميره وتفتيته ومُصادرة
حاضره ومستقبله.. سيتكفّل به الأنصار المزعومون لآل البيت، وأبطال الممانعة
الحديثة، على طريقة خامنئي-بشار-حسن!..
*
* *
حين نصل إلى
اقتناعٍ تامٍ بخطورة المصيبة العظمى المحدقة بهذه الأمة، وإحساسٍ داخليٍّ –لوهلةٍ-
بالإحباط، سنكتشف أنّ سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، بدأ ينسلّ من
غمد هذه الأمة، المتعَبَة بالأعداء والخونة والعملاء، والمتخَمَة بالشعارات
الجوفاء والمزاعم الخادعة وأكاذيب أبي لؤلؤة وتَقِيَّة الحشاشين ومَن على خطاهم وشاكلتهم!..
لاسيما أننا نشاهد نخيل العراق وقد بقي منتصباً شامخاً، على الرغم من كلّ ما حوله
من الخراب والدمار والتزوير والانكسار.. فصدى صوت أبي جعفرٍ المنصور ما يزال يرتدّ
إلى آذان الراغبين بسماعه. كما سنكتشف رُوحَ صلاح الدين الأيوبيّ وقد عادت ترفرف
ما بين نينوى والقدس.. وسنتيقّن بأنّ مشاعل النور التي حملها سعد بن أبي وقّاصٍ في
القادسية، بدأت تُنير الظلام، من (سلمان باك) إلى قُمٍّ وطهران.. لكنّ الذي سيملأ
نفوسنا أملاً وشموخاً ويقيناً بنصر الله عزّ وجلّ، هو الفجر الـمُشرق في الشام، الذي
نلمحه وهو ينسلّ من شلالات الدم الهادرة لشعبٍ مقاوِم مقدام، حَيّر الدنيا بشجاعته
وبطولته، وبإصراره على انتزاع حرّيته، وعلى فضح رعاديد أبناء التَّقِيَّة والمتعة،
من دجّالي (محور المقاومة والممانعة!)!..
حينذاكَ فحسب،
ستُشرِقُ نفوسنا بمعنى قول العزيز الحكيم: (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ
وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم:47).
27 من أيلول
2012م.
*
* *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق