الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-26

الثورة بين البابا والشيوعية – بقلم: أبو طلحة الحولي


إن النصر للثورة والثوار ، والمستقبل لسوريا المسلمة .. بإذن الله ، وما هذه المحنة إلا حلقة من محن كثيرة مرت على بلاد الشام ، وهذا هو قدر الله سبحانه وتعالى {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ } (البقرة:251)


فقد وعد الله أن ينصر رسله والمؤمنين ، وهذا النصر ليس محصورا في زمان معين أو فئة معينة ، وإنما ممتد على مدار الأيام والمكان ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ومن ينصره الله سبحانه وتعالى لا يغلبه أحد ، فالنصر لا يملكه إلا الله، ولا يهبه إلا الله ، وهو يهبه سبحانه وتعالى لمن يشاء ، متى يشاء ، كيف يشاء ؟ {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }(آل عمران : 26)
 
ان الثوار والثورة تنطق باسم الإسلام ، وترفع راياتها من المساجد ، وما زال أناس من المندسين والمتسلقين على الثورة يتجهون جهة البابا وجهة الشيوعية وجهة المجوس .. لأجل ماذا ؟ الله أعلم !!!!
 
ان النصر لا يمكن أن يكون  ممن حذرنا الله منهم فقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً } (النساء: 71) أي : تيقظوا واحترزوا من العدو ولا تمكنوه من أنفسكم .. سواء كان العدو داخلي أو خارجي ، ولا اقصد بالعدو الداخلي النظام الوحشي وإنما اقصد المنافقين المندسين بين صفوف الثوار والمعارضة ، فهؤلاء لهم دور كبير في تثبيط همم المؤمنين الصادقين وتخذيلهم وتأخيرهم عن القيام بواجب الثورة ، والتآمر عليهم ..
 
إن تأخر النصر هو نصر للثورة ، فكلما تأخر النصر كلما انكشف المتسلقين ، وانفضحت عورة المندسين في صفوف الثورة ..
 
إن تأخر النصر هو نصر للثورة ، فسوريا التي عاشت زمنا من حياتها في ظل البعث ، بعث العقائد الفاسدة ، والخنا والفجور والذل والهوان ، بحاجة إلى أن تزيد من صلتها بالله سبحانه وتعالى ، وهذه الصلة هي الضمان لاستقامة الثورة على نهج الحق والعدل والخير بعد النصر عندما يتأذن به الله .
 
إن تأخر النصر نصر للثورة  ، فلو جاء النصر الآن لماعت القضية في سوريا فليس المطلوب استبدال طاغ بطاغية ، ولا استبدال منهج فاسد بمنهج فاسد ..
 
وهذا التأخر في النصر يزيد من ثقل الأمانة الملقاة على عاتق الثوار في توحيد صفوفهم ، وفي حشد طاقاتهم ، والتجرد في كفاحهم وثورتهم وتضحياتهم لله سبحانه..
  
وهذا التأخر لا يعطي مجالا لأحد كان من كان أن يتاجر بدماء الشهداء وأنين الجرحى وعذاب المعتقلين والمعتقلات وفقدان المفقودين فيذهب يمينا وشمالا بحجة إيجاد مخرج للازمة السورية .. إن سوريا ليس فيها أزمة سوى النظام الوحشي ..

إن البابا لن يصنع النصر للثوار ، وإنما يصنع المساواة بين الجلاد والضحية !!

 إن روسيا لن تصنع النصر للثوار ، وإنما تصنع المتاهات تلو المتاهات حتى يتيه الثوار فلا يجدون إجابات شافية لثورتهم متى وكيف ستنتصر ؟

 
إن أمريكا لن تصنع النصر للثوار ، وإنما تصنع الطغاة ، وتدافع عنهم ، وتحتفظ بهم لآخر قطرة حتى تتحين الفرص لاقتناص الفريسة واستبدال الطاغية بطاغية أسوء .

إن العالم لن يصنع النصر للثوار ، وإنما يصنع الذل والهزيمة والاستسلام من أجل عيون الدولة اللقيطة المحتلة لفلسطين ..

إن العرب لن تصنع النصر للثوار ، وإنما تصنع الكلام والشجب والتنديد مادامت بعيدة عن روح الإسلام .

 
إن النصر من عند الله وعلى الثوار الأخذ بالأسباب وجعل قضية الولاء والبراء نصب أعينهم .. فيوالون لله ، ويعادون لله .

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } ( البقرة : 214)

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق