الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-01

في بلاد الماو ماو - طريف يوسف آغا


يستعمل الدمشقيون كلمة (الماو الماو) للاشارة إلى بلد خيالي في مجاهل الأدغال حيث لايوجد قانون مدني ويعيش أهله على أكل لحوم البشر. وتستعمل بغرض (السخرية) كلما أرادوا التلميح لحالة من الظلم أو الوحشية. حاولت أن أبحث عن بلد حقيقي بهذا الاسم على الخارطة فلم أجده.


في بلادِ الماوِ الماوْ

في  بلادِ  الماوِ  الماوْ
كلُ  شئٍ  يُمكِنُ  أنْ  يَحصَلْ
ليسَ  هُناكَ  مَنْ  هوَ
مُحصَّنٌ  أنْ  لايُقتَلْ!
ولا  مَنْ  هوَ
أكبرُ  مِنْ  أنْ  لايُسحَلْ
ليسَ  هُناكَ  مَنْ
على  رأسِهِ  ريشةْ
وليسَ  هُناكَ  مَنْ  لايُحَشِشْ
أو  لايُتاجِرُ  بالحَشيشةْ
هذهِ  بلادٌ  لنِصفِ  قَرنٍ
وهيَ  بالدِماءِ  تُجبَلْ
***
لامانِعَ  أنْ  يَصِلَ  فيها  إلى  العَرشِ
شخصٌ  كانَ  يُلَقَبُ  بالأهبَلْ
وأنْ  يُصبحَ  يوماً  ربٌ  يُعبَدْ
في  حينِ  أنَّهُ  مِنَ  الجهالةِ  أجهَلْ
على  أنْ  يكونَ  في  التَدميرِ
مِنَ  النَخبِ  الأولْ
ولا مانِعَ  أنْ  يَستَدعيَ  لنَجدَتهِ
المجوسَ  والعُلوجْ
وأنْ  يستقوي  على  الشَعبِ
بهاجوجَ  وماجوجْ
وبكُلِ  مَنْ  هُمْ
مِنَ  النَذالَةِ  أنذَلْ
***
في  بلادِ  الماوِ  الماوْ
مازالوا  يأكلونَ  لحومَ  البَشَرْ
مازالوا  يذبحونَ  الانسانَ
ولايُفرِقون  بينهُ  وبَينَ  البَقَرْ
فهمْ  عُميُ  القلوبِ  قَبلَ
أنْ  يَكونوا  عُميُ  البَصَرْ
وفي  تلكَ  البلادِ
يُنتَقى  الـمَلِكُ  مِنَ  الأسفَلْ
ويُؤتى  بهِ  مِنْ  غيرِ  شَعبٍ
ليكونَ  لشَعبهِ  العَدوَ  الأفضَلْ
ومَنْ  لايرى  هذا  فأعمى
وفي  أفضَلِ  الأحوالِ  أحوَلْ
وفيها  ستكتشفَ  يوماً
أنَّ  جاركَ  عليكَ  مَدسوسْ
وأنَّ  أخاكَ
عليكَ  جاسوسْ
وأنَّ  شحنَكَ  بالخوفِ
إنَّما  هوَ  أمرٌ  مَدروسْ
***
في  بلادِ  الماوِ  الماوْ
السُجونُ  هي  البُيوتْ
والعذابُ  هوَ  الحياةْ
والارهابُ  هوَ  القوتْ
كلُ  مواطنٍ  لهُ  تُهمةْ
لاتسقطُ  عنهُ  إلا  حينَ  يموتْ
لاتبحثْ  عنْ  هذهِ  البِلادِ
فهيَ  موجودةٌ  في  كلِ  مَكانْ
موجودةٌ  في  كلِ  بلدٍ
ليسَ  فيهِ  قيمةٌ  للانسانْ
القتلُ  فيه  سياسَةُ  دَولةْ
والحِقدُ  لهُ  هوَ  العُنوانْ
***
طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
جمعة (الوفاء لطرابلس الشام وأحرار لبنان) 13 شوال 1433 / 31 آب، أوغست 2012
هيوسـتن / تكسـاس
http://sites.google.com/site/tarifspoetry




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق