الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-03

الرؤية التنظيمية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية = فاتح الشيخ


بداية نقول إن النظام الداخلي للحزب السياسي ، هو الوعاء الحامل ، الذي يحتوي القواعد والإجراءات التي تحكم أسلوب العمل التنظيمي ، والدستور الشرعي الذي يحتكم إليه الأعضاء في تسيير أحوالهم الداخلية ، والذي تتم المصادقة عليه من قبل سلطة تشريعية منتخبة ( المؤتمر العام).

إن من يقوم بمراجعة الأنظمة الداخلية للأحزاب السورية القائمة ، سيجدها مستوفية للأسس التي تكفل حياة حزبية داخلية سليمة، غير أن أنظمتها الداخلية شيء وواقعها التطبيقي شيئاً آخر، نظراً لسلوك نخبها الحزبية القيادية سبيل التسيير المركزي الاستبدادي ، عوضاُ عن التسيير الديمقراطي وفقاً للوائح التنظيمية ، لذا كان من الضروري عند قراءة منسوب الديمقراطية في أي حزب سياسي ، التمييز بين حالته في الاشتغال والحركة ، وحالته في الكمون والسكون .


و عليه يمكن ارجاع فقر الدم الديمقراطي, الذي تعانيه الأحزاب الشمولية قاطبة لسببين رئيسيين:

الأول : التناقض الجوهري بين المبادئ الأساسية للأحزاب الشمولية الإيديولوجية والديمقراطية (كيف يمكن التوفيق بين ديكتاتورية البروليتاريا والديمقراطية !! أو بين الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الليبرالية !! أو بين الزعامة الطائفية و الديمقراطية!!).

الثاني :  خوف النخب الحزبية القيادية على مصالحها ومواقعها ، وهي التي تطبعت بعادة الإقصاء والتهميش ، والشخصنة للمؤسسات والهيئات الحزبية ، ولا ترغب إلا بسماع صوتها, وترفض الممارسة العلنية ، واحترام الرأي الآخر في صنع القرار.

ومن هنا ارتأت الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ، طرح رؤيتها للتنظيم السياسي الحديث، والمغايرة للأشكال والممارسات التنظيمية للأحزاب الشمولية الإيديولوجية  للارتقاء بالأنظمة الداخلية ، والإعلاء من شأن الممارسات الديمقراطية داخلها ، والتي تعتقد أن الساحة الحزبية السورية تحتاجها :

1- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تمتلك هيئة تأسيسية ، ومؤتمراً عاماً ومكتباً تنفيذياً  ودستوراً ديمقراطياً ( نظاماً داخلياً ) .

2- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تتصف بالمأسسة التنظيمية ، من قواعد ونظم مكتوبة ، تحكم نشاطاتها وتنظم ممارساتها.

3- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تعتبر أن عدم وجود حياه ديمقراطية سليمة في الوطن ، ليس سبباً كافياً لعدم وجوده حياة ديمقراطية داخلها.

4- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تكون الديمقراطية حاضرة وبقوة في قيمها ومؤسساتها وتنظيماتها ووثائقها وتصرفاتها وسلوكها اليومي ، ونظرتها تجاه الآخرين في الوطن.

5- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، يتمتع نظامها الداخلي ووثائقها الداخلية بالوضوح التام.

6- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا تستثني أي مواطن من الانتساب إليها ، بغض النظر عن عرقه أو دينه أو طائفته أو مذهبه أو طبقته الاجتماعية.

7- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، ترفض منطق الزعامة وشخصنة العمل الحزبي ، وإعادة إنتاج نموذج الشيخ - المريد - في علاقاتها التنظيمية والدوران حول شخصية الأمين العام، بشكليها الأبوي أوالأخوي ،  لوجود علاقة عكسية بين ازدياد دوره من جانب ، وانتعاش التوجهات الديمقراطية داخل الكتلة  من جانب أخر.

8- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا تقوم علاقاتها الداخلية والخارجية على مبدأ العصبية ، بل تقوم على مبدأ المصلحة الوطنية والمنفعة الشخصية ، ولا تعتبر انتقال المواطن من حزب لآخر ردة أو مطعناً أخلاقياً.

9- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تمتلك نظاماً داخلياً يتصف بالبساطة والوضوح ، يمنحه المرونة في النظر والعمل ، واكتساب الأعضاء الجدد.

10- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا يشترط نظامها الداخلي       (دستورها ) ، أداء يمين القسم كشرط مسبق للانتساب إليها.

11- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا يكون نشاط العضو مقتصراً على العمل فيها ، بل هي إحدى نشاطاته الاجتماعية المتعددة.

12- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، ترفض الصلات العائلية ، كمحدد لتشكيل هيكلها الأساسي ، حيث إن الكتلة لا تُعرف إلا بمبادئها وبرامجها.

13- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تحتكم إلى دستور شرعي في علاقاتها الداخلية، تُعده سلطة تشريعية ( المؤتمر العام ).

14- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تنتظم انعقاد مؤتمراتها الدورية من القاعدة  إلى القمة.

15- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، يخضع جميع أعضائها لدستور الكتلة  ونظمها وقواعدها على قدم المساواة.

16- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تأخذ بمبدأ التسامح في إدارة علاقاتها الداخلية، وفي علاقاتها الخارجية مع القوى الوطنية الأخرى ، للصلة القائمة بين مبدأ التسامح ومبدأ المواطنة.

17- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ،يتقاسم فيها المركز الرئيسي عملية صنع القرار ، مع الفروع والوحدات في المناطق الجغرافية المختلفة ، من خلال سلوك سبيل الإدارة اللامركزية في عملها.

18- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تتصف قيادتها بالجماعية ، والتحديد الدقيق لصلاحياتها ،وعدم احتكارها لمقدرات الكتلة ومواردها ( السلطة ، المال الإعلام ).

19- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تفصل بين السلطات الثلاث التشريعية ( المؤتمر العام ) والتنفيذية ( الأمانة العامة) والقضائية ( هيئة التحكيم الحزبية).

20- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ،تكون العضوية وحدها مناط الواجبات ومصدر الحقوق، وفقاً للنظام الداخلي.

21- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ،تعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة وفقاً لنظامها الأساسي، من خلال انتخابات دورية وحرة وفعالة ، كآلية للوصول إلى مواقع المسؤولية، وتتيح الفرصة للأجيال الوسط والشباب للمشاركة في تحمل المسؤولية.

22- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، أعضائها وحدهم مصدر السلطات جميعاً ، دون وصاية داخلية ، من زعيم ديني أو طائفي أو عشائري....

23- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تلتزم الديمقراطية المركزية أسلوباً لإدارة حياتها الداخلية ، وترفض أسلوب المركزية الكاملة ، الذي سلكته الأحزاب الشمولية في سورية الإسلامية واليسارية والقومية ، والتي قامت باستنساخ الحزب الثوري اللينيني  وتنظيمه الصارم ، وطغيان مركزيته على ديمقراطيته.

24- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا تقوم اللحمة الإيديولوجية بين أعضائها على الروابط العرقية أوالطائفية أو الشيمفونية أو الطبقية أو المناطقية المفسدة للوحدة الوطنية الجامعة ، لما قبل الدولة الحديثة ، بل تقوم على الروابط السياسية للدولة الحديثة.

25- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، ذات نظام داخلي ، يتم نشره عبر وسائل الإعلام الحديثة.

26- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ،  تأخذ بالعمل التطوعي ، سبيلاً لإدارة أمورها ، وترفض التفرغ المأجور إلا في حالات استثنائية ، للحيلولة دون بروز شريحة بيروقراطية مأجورة لها رؤاها ، ولا تسمح بتقدم الأعضاء الآخرين إلى مواقع المسؤولية.

27- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تحافظ على شخصية الفرد ، ولا تذيبها في الكتلة ، ضماناً لحريته ووقاية لذاتيته.

28- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، لا تتدخل في الحياة الفردية الشخصية للعضو من جهة ، ولا تجعلها شرطاً مسبقاً لانتسابه إليها من جهة أخرى  باستثناء الجرائم المخلة بالشرف.

29- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، ترفض الشكل التنظيمي الصارم والطاعة والخضوع والانضباط العسكري لأعضائها ،وتأخذ بأسلوب التنظيم العمودي – الديمقراطي – على حساب أسلوب التنظيم الأفقي – الدكتاتوري –  حيث إن الانتساب إليها ، لا يتم إلا عن طريق القناعة الحرة للفرد المواطن.

30- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية ديمقراطية ، تمتلك صحافة ووسائل إعلام         ( مسموعة ، مقروءة ، الكترونية ) وأندية رياضية وثقافية واجتماعية ، ومكتبات وقاعات مطالعة لأعضائها ولجميع المواطنين ، ولها مصادر تمويل مستمرة وشفافة عن طريق الاشتراكات الشهرية والتبرعات المقدمة من قِبل أعضائها.

- إن العمل من أجل الديمقراطية في سورية ، يبدأ بالعمل من أجل تنظيم ديمقراطي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق