بداية نقول إن النظام الداخلي
للحزب السياسي ، هو الوعاء الحامل ، الذي يحتوي القواعد والإجراءات التي تحكم
أسلوب العمل التنظيمي ، والدستور الشرعي الذي يحتكم إليه الأعضاء في تسيير أحوالهم
الداخلية ، والذي تتم المصادقة عليه من قبل سلطة تشريعية منتخبة ( المؤتمر العام).
إن من يقوم بمراجعة الأنظمة
الداخلية للأحزاب السورية القائمة ، سيجدها مستوفية للأسس التي تكفل حياة حزبية
داخلية سليمة، غير أن أنظمتها الداخلية شيء وواقعها التطبيقي شيئاً آخر، نظراً
لسلوك نخبها الحزبية القيادية سبيل التسيير المركزي الاستبدادي ، عوضاُ عن التسيير
الديمقراطي وفقاً للوائح التنظيمية ، لذا كان من الضروري عند قراءة منسوب
الديمقراطية في أي حزب سياسي ، التمييز بين حالته في الاشتغال والحركة ، وحالته في
الكمون والسكون .
و عليه يمكن ارجاع فقر الدم
الديمقراطي, الذي تعانيه الأحزاب الشمولية قاطبة لسببين رئيسيين:
الأول : التناقض الجوهري بين
المبادئ الأساسية للأحزاب الشمولية الإيديولوجية والديمقراطية (كيف يمكن التوفيق
بين ديكتاتورية البروليتاريا والديمقراطية !! أو بين الديمقراطية الشعبية
والديمقراطية الليبرالية !! أو بين الزعامة الطائفية و الديمقراطية!!).
الثاني : خوف النخب الحزبية القيادية على مصالحها
ومواقعها ، وهي التي تطبعت بعادة الإقصاء والتهميش ، والشخصنة للمؤسسات والهيئات
الحزبية ، ولا ترغب إلا بسماع صوتها, وترفض الممارسة العلنية ، واحترام الرأي
الآخر في صنع القرار.
ومن هنا ارتأت الكتلة الوطنية
الديمقراطية السورية ، طرح رؤيتها للتنظيم السياسي الحديث، والمغايرة للأشكال
والممارسات التنظيمية للأحزاب الشمولية الإيديولوجية للارتقاء بالأنظمة الداخلية ، والإعلاء من شأن
الممارسات الديمقراطية داخلها ، والتي تعتقد أن الساحة الحزبية السورية تحتاجها :
1- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تمتلك هيئة تأسيسية ، ومؤتمراً عاماً ومكتباً تنفيذياً ودستوراً ديمقراطياً ( نظاماً داخلياً ) .
2- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تتصف بالمأسسة التنظيمية ، من قواعد ونظم مكتوبة ، تحكم نشاطاتها
وتنظم ممارساتها.
3- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تعتبر أن عدم وجود حياه ديمقراطية سليمة في الوطن ، ليس سبباً كافياً
لعدم وجوده حياة ديمقراطية داخلها.
4- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تكون الديمقراطية حاضرة وبقوة في قيمها ومؤسساتها وتنظيماتها ووثائقها
وتصرفاتها وسلوكها اليومي ، ونظرتها تجاه الآخرين في الوطن.
5- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، يتمتع نظامها الداخلي ووثائقها الداخلية بالوضوح التام.
6- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا تستثني أي مواطن من الانتساب إليها ، بغض النظر عن عرقه أو دينه أو
طائفته أو مذهبه أو طبقته الاجتماعية.
7- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، ترفض منطق الزعامة وشخصنة العمل الحزبي ، وإعادة إنتاج نموذج الشيخ -
المريد - في علاقاتها التنظيمية والدوران حول شخصية الأمين العام، بشكليها الأبوي
أوالأخوي ، لوجود علاقة عكسية بين ازدياد
دوره من جانب ، وانتعاش التوجهات الديمقراطية داخل الكتلة من جانب أخر.
8- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا تقوم علاقاتها الداخلية والخارجية على مبدأ العصبية ، بل تقوم على
مبدأ المصلحة الوطنية والمنفعة الشخصية ، ولا تعتبر انتقال المواطن من حزب لآخر
ردة أو مطعناً أخلاقياً.
9- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تمتلك نظاماً داخلياً يتصف بالبساطة والوضوح ، يمنحه المرونة في النظر
والعمل ، واكتساب الأعضاء الجدد.
10- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا يشترط نظامها الداخلي
(دستورها ) ، أداء يمين القسم كشرط مسبق للانتساب إليها.
11- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا يكون نشاط العضو مقتصراً على العمل فيها ، بل هي إحدى نشاطاته
الاجتماعية المتعددة.
12- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، ترفض الصلات العائلية ، كمحدد لتشكيل هيكلها الأساسي ، حيث إن الكتلة
لا تُعرف إلا بمبادئها وبرامجها.
13- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تحتكم إلى دستور شرعي في علاقاتها الداخلية، تُعده سلطة تشريعية (
المؤتمر العام ).
14- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تنتظم انعقاد مؤتمراتها الدورية من القاعدة إلى القمة.
15- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، يخضع جميع أعضائها لدستور الكتلة
ونظمها وقواعدها على قدم المساواة.
16- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تأخذ بمبدأ التسامح في إدارة علاقاتها الداخلية، وفي علاقاتها
الخارجية مع القوى الوطنية الأخرى ، للصلة القائمة بين مبدأ التسامح ومبدأ
المواطنة.
17- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ،يتقاسم فيها المركز الرئيسي عملية صنع القرار ، مع الفروع والوحدات في
المناطق الجغرافية المختلفة ، من خلال سلوك سبيل الإدارة اللامركزية في عملها.
18- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تتصف قيادتها بالجماعية ، والتحديد الدقيق لصلاحياتها ،وعدم احتكارها
لمقدرات الكتلة ومواردها ( السلطة ، المال الإعلام ).
19- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تفصل بين السلطات الثلاث التشريعية ( المؤتمر العام ) والتنفيذية (
الأمانة العامة) والقضائية ( هيئة التحكيم الحزبية).
20- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ،تكون العضوية وحدها مناط الواجبات ومصدر الحقوق، وفقاً للنظام الداخلي.
21- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ،تعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة وفقاً لنظامها الأساسي، من خلال
انتخابات دورية وحرة وفعالة ، كآلية للوصول إلى مواقع المسؤولية، وتتيح الفرصة
للأجيال الوسط والشباب للمشاركة في تحمل المسؤولية.
22- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، أعضائها وحدهم مصدر السلطات جميعاً ، دون وصاية داخلية ، من زعيم ديني
أو طائفي أو عشائري....
23- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تلتزم الديمقراطية المركزية أسلوباً لإدارة حياتها الداخلية ، وترفض
أسلوب المركزية الكاملة ، الذي سلكته الأحزاب الشمولية في سورية الإسلامية
واليسارية والقومية ، والتي قامت باستنساخ الحزب الثوري اللينيني وتنظيمه الصارم ، وطغيان مركزيته على
ديمقراطيته.
24- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا تقوم اللحمة الإيديولوجية بين أعضائها على الروابط العرقية
أوالطائفية أو الشيمفونية أو الطبقية أو المناطقية المفسدة للوحدة الوطنية الجامعة
، لما قبل الدولة الحديثة ، بل تقوم على الروابط السياسية للدولة الحديثة.
25- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، ذات نظام داخلي ، يتم نشره عبر وسائل الإعلام الحديثة.
26- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تأخذ بالعمل التطوعي ، سبيلاً
لإدارة أمورها ، وترفض التفرغ المأجور إلا في حالات استثنائية ، للحيلولة دون بروز
شريحة بيروقراطية مأجورة لها رؤاها ، ولا تسمح بتقدم الأعضاء الآخرين إلى مواقع
المسؤولية.
27- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تحافظ على شخصية الفرد ، ولا تذيبها في الكتلة ، ضماناً لحريته ووقاية
لذاتيته.
28- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، لا تتدخل في الحياة الفردية الشخصية للعضو من جهة ، ولا تجعلها شرطاً
مسبقاً لانتسابه إليها من جهة أخرى
باستثناء الجرائم المخلة بالشرف.
29- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، ترفض الشكل التنظيمي الصارم والطاعة والخضوع والانضباط العسكري
لأعضائها ،وتأخذ بأسلوب التنظيم العمودي – الديمقراطي – على حساب أسلوب التنظيم
الأفقي – الدكتاتوري – حيث إن الانتساب
إليها ، لا يتم إلا عن طريق القناعة الحرة للفرد المواطن.
30- ما تحتاجه سورية : كتلة وطنية
ديمقراطية ، تمتلك صحافة ووسائل إعلام
( مسموعة ، مقروءة ، الكترونية ) وأندية رياضية وثقافية واجتماعية ،
ومكتبات وقاعات مطالعة لأعضائها ولجميع المواطنين ، ولها مصادر تمويل مستمرة
وشفافة عن طريق الاشتراكات الشهرية والتبرعات المقدمة من قِبل أعضائها.
- إن العمل من أجل الديمقراطية في
سورية ، يبدأ بالعمل من أجل تنظيم ديمقراطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق