الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-27

دمشقُ .. يا هَدِيلَ الرُّوح - بقلم: الدكتور محمد بسام يوسف

يا مَن سَبَرْتِ في نَفسي..

كلَّ أغواري!..

وأوقَدتِ لِي من ضِياءِ رُوحِكِ..
كلَّ أنواري!..
وألهمتِنِي في الحالِكَاتِ..
روائعَ كَلِماتِي.. وأشعاري!..
وغَدَوْتِ لي في زَمانِ الـبَغْيِ..
كلَّ سُمَّاري..
ورَحيقَ رَياحِينِي.. وأزْهاري!..


مُؤنِسَتِي أنتِ يا دمشقُ..
بل أنتِ أميرةُ زُوّاري!..

قد امْتَطَيْتِ صَهوةَ روحي.. وفِكري..

وخُيولَ أفكاري!..
يا هديلَ رُوحِيَ التِي رَفْرَفَتْ..
في سَماءِ نَرْجِسِي..
وتَخَطَّتْ بِيَاسَمِينِها..
كلَّ أَسْواري.. وبِحَاري!..
يا رَيْحَـانةَ نَفسي..
وحُوريّـةَ عُمُري..
ورِقَّـةَ نَشيدي.. وقَصيدي..
وحَنينَ أَوْتـاري!..

*     *     *
أنتِ يا دمشقُ.. قَمَري..
ووَهْجُ شَمسي..
ونَـقَاءُ نَـهاري!..
يا كياناً رائعاً..
تَغلغلَ في عُروقي..
وفِكري..
واسْتِـعَارِ نَاري!..
كيفَ حالُ أميرتِي..
وسَيّدةِ حَديقَتِي..
وتَغريدِ بَلابِلي..
وشَدْوِ أطياري؟!..
كيفَ حَالُ جَوْهَرتِي..
ومُقلَتِي.. وأهدابِ جُفُونِي..
وبَسمةِ نُـوَّاري؟!..

*     *     *
أنا يا دمشقُ بِكِ مُتَـيَّمٌ
بِعَميقِ إحساسي..
في مَسَاري.. وكلِّ أطواري!..
فَامْلَـئِي رَاحَتَيْكِ وقَلبَكِ..
واغمُري رُوحَكِ..
بِأطيابِ جَنـَّتِي..
فإنِّـي وَهَبْـتُكِ..
كلَّ جَداولي وأشجاري!..
وشلاّلاتِ رُوحي..
ونَبضَاتِ قَلْبِي..
وطُهْرَ حُروفِي..
وخُلاصَةَ شَهْدِي..
وصَفَاءَ أنـهاري!..
وإنِّـي حِينَ نُفِيتُ عنكِ..
وَهَبْـتُكِ صِدْقَ سَريرَتِي..
ومَفاتيحَ قَراري.. وأَسْراري!..
واسْتَمْطَرتُ أحزاني..
ومَوَاجِعِي..
واسْتَنْفَرْتُ إصْرَاري!..
وضَمَمْتُ رُوحَ رُوحِكِ..
بَيْنَ جَوانِحِي..
فأنتِ رَفيقَتِي.. في غُربَتِي..
بِكلِّ أفراحي.. وأتْراحي..
وأنتِ نَشيدُ أَسْفَاري!..

*     *     *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق