الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-23

هكذا خطط حافظ الأسد وشركاؤه لمملكة آل الأسد العلوية - ياسر عبد الله


منذ وصول الهالك حافظ الأسد إلى سدة الحكم في سوريا بدأ يخطط بأن تكون سوريا مملكة لعائلته ولأبناء طائفته النصيريين بدعم من الفرنسيين الذين كافؤوهم بتغيير اسم الطائفة النصيرية إلى الطائفة العلوية لإعانتهم في خدمة المستعمر الفرنسي ولإخفاء تاريخ النصيريين الأسود في الوقوف مع الغزاة عبر التاريخ لإبادة كل من له صلة بالإسلام والمسلمين  ولضمان تنفيذ مخططاتهم ولحفظ أمن اسرائيل ولإبعاد كل ماهو إسلامي سني عن حكم سوريا.

    فبدأت خطة المقبور الماكر حافظ الأسد بحث أبناء طائفته النصيريين على ضرورة زيادة أعداد المتطوعين في الجيش السوري لتكون نسبة النصيريين فيه أكبر من نسبة الطائفة السنية وحظر جميع الأحزاب السياسية بموجب الدستور وفرض حزب البعث على الشعب السوري وجعله الحزب القائد في المجتمع والدولة ليقطع الطريق على من يدعو إلى تعاليم الإسلام  ولعزل الدين عن الدولة وأطلق العنان للشعارات التي تمجد حزب البعث وتصفه بالتقدمي وتستخف بمن يدعو إلى تطبيق تعاليم الإسلام ووصفه بالرجعية.

    وقد تصدى علماء الحق والدعاة وكل مؤمن صادق لهذا المخطط بحزم وبدءوا بتوعية الشباب الناشئ في المساجد والمدارس والمناسبات الدينية والاجتماعية بأن تلك الدعوات ما هي إلا لسلخ المسلم عن دينه واتباع لأحزاب وضعها البشر وبدأت دعوة العلماء الحق تُؤتي أكلها  فأصبحت المساجد ممتلئة بالشباب وتزداد كل يوم. وحين أيقن الهالك حافظ الأسد بفشل خطته أعلن الحرب على كل ما هو إسلامي حيث بدأ باستدراج الإسلاميين لمواجهته،  فأصدر قرارًا بنقل مدرسي مادة التربية الإسلامية الى وظائف إدارية وبدأ باعتقال الشباب المتدين والدعاة فانفجرت ثورة الثمانينات حيث التحق بعض الشباب بالعمل المسلح لمواجهة النظام حتى أصبحت عدة مدن سورية منتفضةً على نظام الأسد.

    وهنا كشر الهالك حافظ الأسد عن أنيابه وأعلنها حربًا لا رجعة فيها لكل من يقف في وجه مخططاته فأنزل الدبابات لحصار المدن المنتفضة وبدأ بتمشيطها وقتل من قتل واعتقل آخرين وكان ذلك بمساعدة الضباط من الطائفة السنية واستطاع أن يُجهز على الثورة وأضاف عدة محاور وركائز لمواصلة خطته لإبقاء سوريا ملكًا خاصا لآل الأسد النصيريين وإلى الأبد وأهم تلك المحاور: 

-        تعزيز عناصر الأمن والمخابرات لرصد وملاحقة كل من يعارض آل الأسد ومبادئ حزب البعث على أن تكون بقيادة النصيريين والمنفذين من السنة .

-        تصفية وملاحقة وتهجير علماء الحق وتقريب علماء السلطان الذين لايخالفونه في أي أمر يطلب منهم.

-        إغراء التجار وإعطاؤهم مزيدًا من الأموال عبر التسهيلات غير الشرعية  ليكونوا موالين لآل الأسد على أن تأخذ أبناء طائفته النصيرية الحصة الأكبر من تلك الأموال.

-        شراء ذمم الأكثرية من زعماء العشائر وذلك بتقديم الأموال والمناصب مقابل تجنيد أبناء عشائرهم (الشبيحة) للوقوف معه في وجه كل من يعارض أو ينتقد نظامه.

 

     وبهذا ضمن الهالك حسب خطته المحكمة بأنه لن يكون هناك منازع للحكم في سوريا من غير عائلة الأسد وهكذا استمر بالحكم حتى هلاكه واستلم ابنه المجرم بشار الحكم بكل يسر وسهولة لتصبح سوريا مملكة النصيريين من عائلة آل الأسد ليستمروا في الحكم لأجيال قادمة ويكون شعار الأسد للأبد حقيقة واقعة  في الجيل الثاني.

      وشاء الله أن تأتي ثورات الربيع العربي لتسقط عددًا من الحكام المتسلطين المجرمين السالبين لحقوق شعوبهم الناهبين لثراوته ... وظن المجرم بشار بأنه في  حصن حصين لأنه يعلم بأن الخطة المحكمة التي أعدها والده الهالك قبل أربعة عقود لايمكن بأي حال من الأحوال أن تخترق بالإضافة لتبنيه للشعارات الخادعة في الصمود والتصدي والممانعة التي أصم بها آذان شعبه بترديدها في كل مناسبة والتي خدع بها  الكثير من الشعب السوري. 

     وتفاجأ الشعب السوري بشراسة وإجرام رئيسه بشار عندما أراد أن يطالب ببعض من حقوقه في  الحرية والتغيير والإصلاح ولم يكن يتوقع بأن مطالبه تلك ستواجه بالحديد والنار والاعتقالات والإذلال والقتل والتشريد.

     وأيقن  الشعب السوري الحر الأصيل بان تلك الشعارات التي كان يطلقها رئيسهم السفاح بشار ووعوده طويلة الأجل في الاصلاح ما هي إلا غطاء لتكريس حكم العائلة الأسدية ليستمروا في نهب وإذلال من يحكمونهم فانتفض الشعب الحر عن بكرة أبيه من مدنيين وعسكريين ليطالبوا بإسقاط  هذا النظام المجرم المخادع الذي كرس سلطته لنهب وإذلال شعبه وبدأت المظاهرات تعم كافة أرجاء المدن السورية بالتزامن مع انشقاقات الأبطال من الجيش السوري وهكذا سقطت خطة مملكة آل الأسد لحكم سوريا وإلى الأبد وسيسقط معها خطط المنشقيين العسكريين من أمثال مناف طلاس الذين فضلوا بأن يرتموا بأحضان الغرب بدل أن يكونوا في ساحة المعركة لمواجهة جزار العصر بشار لاعتقادهم بأن الغرب هو الوحيد له الحق أن يختار من يقود الشعب السوري لينفذ  ما يأمرون به

    فليعلم مناف طلاس وأمثاله ومن معهم من المرتزقة الذين سخروا أنفسهم – كما فعل آباؤهم من قبلهم - عبيدًا وخدمًا لآل الأسد لتعزيز مملكته الأسدية من أجل مصالحهم الشخصية بأن الفرنسيين الذين أمّنوا لك الانشقاق والخروج من سوريا لن يستطيعوا أن يفرضوك لتقود الشعب السوري الثائر ولتعلموا بأن إرادة وعزيمة الشعب أقوى منكم ومن القوى الخارجية الداعمة لكم فالأحرار ماضون بتطهير سوريا من رجس آل الأسد، ولو حاولت قوى الأرض مجتمعة أن تفرضكم لقيادة شعبكم فسيكون اقتلاعكم على يد الثوار أسهل بكثير من اقتلاع آل الأسد . فالشعب الثائر الوفي لدماء الشهداء لن يرضى بأي قوة خارجية  تحكمه من خلالكم فعودوا الى رشدكم واصطفوا خلف الثوار لإسقاط المجرم بشار إن كنتم تريدون نصرة شعبكم فلن يحكم سوريا بعد الأسد إلا من يختاره الشعب ولن يغفر الشعب لكل من تاجر بدماء شهدائه وتسلق على أكتاف ثواره ... وإن غدا لناظره لقريب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

     ياسر عبدالله

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق