الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-11

ترجمة شعار (الله سورية بشار وبس) بلغة النظام - بقلم: طريف يوسف آغا


 طلع علينا النظام السوري (قاتل شعبه) مؤخراً، وبعد انطلاق الثورة السورية المباركة من أجل الحرية والكرامة، طلع علينا بالكثير من الشعارات والكتابات الجدرانية مثل (الأسد أو لاأحد) و (الأسد أو نحرق البلد) و(رجال الأسد مروا من هنا) وغيرها. وقد سبق وتناولت أمثال هذه الشعارات في مقال سابق، ولكن أريد الاشارة هنا إلى أنها على الأقل شعارات (صريحة) ولا لبس حولها. فهم لايخجلون من قولهم بأن (إزالة الأسد تعني أيضاً إزالة الشعب السوري)، كما أنهم لايخجلون من قولهم بأن (إزالة الأسد تعني حرق البلد أولاً)، ولايخجلون من الجرائم البشعة التي يتركوها خلفهم (من حيث يمرون). 


وقد سبق وأشرت إلى أن هذه الشعارات وممارساتها بحذافيرها على الأرض لايمكن أن تكون صناعة سورية أو صادرة عن سوريين، وهذا مايؤكده تاريخ عائلة الأسد، وكذلك غرفة العمليات الإيرانية- الروسية التي تحدث عنها الكثير من المنشقين حديثاً عن النظام والتي تتخذ القرارات الأمنية والعسكرية.
     ولكن ماذا عن شعار (الله سورية بشار وبس)؟ وكيف يمكن قرائته باللغة العربية المتعارف عليها، وأيضاً بلغة النظام ومؤيديه؟ وكونه لم يعد يخفى على أحد أننا نتكلم هنا عن لغتين مختلفتين، فالقارئ (البسيط) لهذا الشعار لن يجد فيه أي عيب. فهو سيقول لك أن (الجماعة) يضعون (الله) في المقدمة، ويضعون (الوطن) بعده، وفي المرتبة الأخيرة يضعون (قائدهم)، فأين المشكلة في ذلك؟ طبعاً لامشكلة في ذلك إلا إذا انتقلنا إلى (لغة مؤيدي النظام) وفهمنا كيف يترجمون هذا الشعار. إذا بدأنا بالكلمة الأولى من الشعار وهي (الله)، لوجدنا أن أفراد شرائح كبيرة من مؤيدي النظام السوري، وهم حتماً الأكثر جهلاً، يعتقدون أن (الرب) هو الحاكم نفسه. وكون هذا الحاكم اليوم هو (بشار)، فهذا هو ربهم الذي لاتجوز معارضته ولا الشك بحكمته وأوامره لأنه منزه عن الخطأ، والدليل على هذا الكلام هو سجودهم على صوره والذي رأيناه يتم أمام الكاميرات أكثر من مرة. بالانتقال إلى الكلمة الثانية في الشعار وهي (سورية)، فعلينا أن لاننسى أن الأنظمة الديكتاتورية دائماً تربط بين اسم الوطن واسم الحاكم الديكتاتور، مما يعطيه التفويض بتكريم من يؤيده فيجعله بطلاً وتخوين من يعارضه ويجعله خائناً. إذاً وبالنسبة لمؤيدي النظام فان (سورية) هي (بشار) وليس أي شئ آخر. وبالانتقال إلى الكلمة الأخيرة في الشعار وهي (بشار) سنصل إلى نتيجة في غاية الغرابة، ولكنها للأسف الترجمة والقراءة الحقيقية لهذا الشعار بلغتهم وهي:
(بشار بشار بشار وبس)
فهل مازلتم تعتقدون أن هذا الرجل سيتنحى؟ بل هل مازلتم حتى تصدقون أن هذا النظام قابل لاجراء إصلاحات وتغييرات جذرية، وهو بالأصل لايرى (إلهاً ولاوطناً) إلا بقدر مايرى (حاكمه) متربعاً على عرش الحكم ومستفرداً به (إلى الأبد وإلى ولد الولد)؟ صح النوم.
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
الاثنين 23 شوال 1433، 10 ايلول، سيبتمبر 2012
هيوستن / تكساس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق