الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-09-25

هل بقي أحد لم يتعلم فينا؟ العلم (نورن) – بقلم: طريف يوسف آغا




كثيراً مانسع أن الشعب السوري اليوم إنما يدفع ثمن (أخطاء) ارتكبتها دولاً خارجية ولاعلاقة للشعب بتلك الأخطاء لامن قريب ولامن بعيد، في حين تصر هذه الدول على تصحيح أخطائها على حسابه ومن دمائه!

     فبالنسبة للدول التي تقف مع النظام السوري (قاتل شعبه)، نرى أن روسيا ترفض التخلي عنه لأنها كما تقول تعلمت من (الدرس الليبي) مؤخراً وأيضاً (الدرس الصربي) سابقاً، وهي لاتفضل هنا سوى (الدرس اليمني). في حين أن إيران تقوم بنفس الشئ لأنها كما تقول تعلمت من (الدرس البحريني)، وإسرائيل تعلمت من (الدرس المصري) وكذلك من (الدرس الغزاوي). أما الصين فهي تشعر أنها لاتريد إعادة (الدرس الكوري) ولا (الدرس التايواني). الجزائر بدورها لاتريد التخلي عن النظام لأنها تعلمت من (الدرس الصحراوي)، أما العراق فلا يمكنه تجاهل (الدرس الإيراني) ولا نسيان (الدرس الكويتي)


     هذه هي مواقف الدول الداعمة للنظام، أما الدول المعادية له (ظاهرياً على الأقل) فحججها لاتختلف كثيراً. فأمريكا لاتريد تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية لأنها تعلمت في الماضي من (الدرس الأفغاني)، ولاتريد إسقاط مؤسسات الدولة لأنها تعلمت من (الدرس العراقي)، ولاتريد التدخل العسكري المباشر لأنها تعلمت من (الدرس الصومالي). فرنسا بدورها لاتريد زيادة الضغط لأنها تعلمت من (الدرس اللبناني)، وتركيا لاتريد أن تتدخل وحدها لأنها تعلمت هي أيضاً من (الدرس الكردي). من جهتها، فان الأمم المتحدة تريد أن تفعل شيئاً حتى لايتكرر (الدرسان الراوندي والصربي)، ولكنها عاجزة وتتفهم (درس الاختلاف الدولي). الدابي انسحب لأنه تعلم من (الدرس السوداني) في دارفور، وكوفي عنان استقال لأنه فهم أخيراً (درس الدابي)، أما الأخضر الابراهيمي فسيستقيل لاحقاً بعد أن يستوعب (درسي الدابي وعنان)

     السؤال هنا: هل بقي أحد لم (يفهم) أو (يتعلم) دروسه على حسابنا؟ وأنا لن أستغرب إن خرج رئيس وزراء إيطاليا قريباً من روما ليصرح بأن بلاده لايمكنها دعم الثورة السورية لأنه تعلم من (درس ثورة سبارتكوس) التي نشبت عام 73 قبل الميلاد !!! أو أن تصرح حكومة (القمر) بأنها لن تتدخل في الشأن السوري لأنها تعلمت من (درس المريخ) !!! الحقيقة التي لايريد الجميع الاقرار بها أنهم قد فهموا (الدرس الاسرائيلي) الذي مازال ومنذ أكثر من أربعة عقود يقول أن التدخل في (الشأن السوري) هو تدخل في (الشأن الاسرائيلي) الداخلي.

     لاشك أن الشعب السوري أيضاً قد فهم معنى تلك (الدروس)، وحين تنتصر ثورته، فهو سيعيد تقييم علاقاته الدولية على ضوئها لأنه (تعلم) منها الكثير وبات (يفهم) من هو صديقه ومن هو عدوه. ولاشك سيأتي قريباً يوم يقول فيه العالم أنه تعلم من (الدرس السوري)
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
الاثنين 8 ذي القعدة 1433، 24 ايلول، سيبتمبر 2012
هيوستن / تكساس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق