الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-14

إلى العقلاء من السوريين .... فقط - د. موفق مصطفى السباعي


إلى الحكماء منهم .... فقط
إلى المبصرين منهم .... فقط
إلى المفكرين منهم .... فقط
إلى المسلمين منهم .... فقط
إلى المؤمنين منهم .... فقط
إلى الأحرار منهم .... فقط
إلى الشرفاء منهم ..... فقط
                                        إلى الكرام منهم ..... فقط

هل إذا شتمتم ... ولعنتم أعداءكم ... ستنتصرون عليهم ؟؟؟!!!! ويُذهب الله به غيظ قلوبكم؟؟؟!!!


هل ستشعرون بالسعادة والراحة والسرور ؟؟؟!!! وتنفسون عن غضبكم ؟؟؟!!!
أم ستصابون بالتشنج والتوتر وحرق الأعصاب ؟؟؟!!! والإكتئاب .. والإحباط ؟؟؟!!!
إذا كنتم تريدون حقاً أن تميتوهم بغيظهم ..
فليحمل كل واحد منكم رشاشا .. ويطلق عليهم الرصاص رشاً ...
فيرديهم صرعى .. مجندلين بدمائهم .. فذلك أجدى وأنفع ... من أن تطلقوا عليهم اللعنات والشتائم رشاً ..
لأن ذلك لن يزيدهم إلا قوة .. وبطشاً .. وتغيظاً وزفيرا منكم .. ولا يضرهم شتمهم شيئاً ...

وهل إذا لعنتم .. وشتمتم .. واتهمتم بعضكم البعض .. بالخيانة والعمالة .. والسفاهة والفجور .. وسخرتم منهم .. واستهزأتم بهم .. تحققون للثورة نصراً مؤزراً ؟؟؟!!!
أم تُشمتون بكم الأعداء .. وتسرونهم .. وتفرحونهم ؟؟؟!!!

إلى متى سيبقى سلاحكم الوحيد ضد أعدائكم .. السب والشتم واللعن فقط ؟؟؟!!!
وإلى متى سيبقى حبكم وترابطكم الوحيد مع أهلكم وأصحابكم ... السب والشتم واللعن فقط ؟؟؟!!!
ألم تتعلموا في هذه الحياة الدنيا .. لغة أرقى .. وأنبل .. وأسمى ..من السب والشتم واللعن .. على الأعداء وعلى الأصحاب .. سواء ؟؟؟!!!
أف لكم من شعب .. تداعت .. وتكالبت عليه الأمم من كل مكان .. فلا يواجههم إلا بقذائف السب والشتم واللعن!!!..
هذا منتهى علمه .. وهذا منتهى أدبه .. وهذا منتهى خلقه .. وهذا منتهى ثقافته !!!
ثم يشكون .. ويتأوهون .. ويصرخون .. لماذا لم ينتصروا حتى الآن ؟؟؟!!!
وكيف لهم أن ينتصروا .. وقلوبهم ملأى بالحقد .. والغل .. والبغض .. والكراهية .. لبعضهم البعض ؟؟؟!!!
وحتى الصالحون منهم .. والمجاهدون والمقاتلون .. والحاملون أرواحهم على أكفهم .. والمضحون بأنفسهم – إلا مارحم الله منهم - .. لا يتورعون .. ولا يتنزهون .. ولا يستنكفون .. ولا يتعففون عن سب وشتم ولعن المسلمين وغير المسلمين .. والأصدقاء والأعداء على السواء ...
فأنى .. ثم أنى .. لشعب هذه هي أخلاقه .. وهذه هي بضاعته .. وهذه هي ثقافته ..  لم يُغير ولم يتغير – إلا قليلا – طوال 26 شهراً من القتل والذبح وسفك الدماء .. والتهجير والتدمير .. أن ينتصر على أعداء متلاحمين .. متكاتفين .. متعاونين ..متآزرين .. متوافقين  .. متناغمين .. متعاضدين ..
بينما هو شذر مذر .. كل يوم تفوح روائح أحد الفاسدين .. المرتشين .. البائعين دينهم وضميرهم وأمتهم للشيطان وللسفاح لقاء دراهم معدودة ... وما خبر فساد سالم المسلط – أحد شيوخ القبائل السورية – عنكم ببعيد !!!
وتغيب عنه حقيقة أزلية .. أبدية .. قرآنية .. ربانية :
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ    الرعد  آية 11
إن حديثي هذا ليس موجهاً إلى الدهماء .. والرعاع من الناس .. ولا إلى الحمقى والأغبياء .. ولا إلى المنافقين المتظاهرين بتأييد الثورة .. وهم ألد أعدائها ...
وإنما إلى العقلاء .. المتنورين .. الواعين .. الحريصين على شعبهم وبلدهم .. والمخلصين الصادقين ..
متى .. ثم متى .. ستصبحون بشراً سوياً .. تطهرون ألسنتكم من الترهات .. والألفاظ النابية الدنية .. والكلمات الفاحشة القميئة .. وتنظفون قلوبكم من الغل والحقد لبعضكم البعض .. وتحبون بعضكم البعض كما يحب أعداؤكم بعضهم البعض .. وتتعاونون على البر والتقوى .. وتقفون صفاً واحدا متلاحما متكاتفاً أمام صف الأعداء المتلاحم المتكاتف ؟؟؟!!!
ومتى ستكونون على قلب رجل واحد .. لترهبوا أعداء الله ويتحقق وعده :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق