حياك الله دكتور عامر، ونحب أن
نسألكم عن بعض المستجدات على الساحة السورية، فأهلا وسهلا بك.
-
بارك
الله فيكم وأهلا وسهلا.
س-: : كثر الحديث هذه الأيام عن الحل السياسي ،هل تقبلون بالحل السياسي.
ج- : الأصل
في الثورة أنها سلمية، والعصابة المتسلطة على رقاب الناس منذ خمسين عاما هي من
اضطر الناس لحمل السلاح، دفاعا عن النفس والعرض والمال والبلد، الذي يحرق اليوم
بكل ما فيه من طرفه إلى طرفه.......من هنا فنحن مع أي حل سياسي يحقن الدماء، شريطة
أن يكون متوافقا مع مطالب شعبنا في تحقيق أهداف الثورة، وأن لا يكون بشار ومن حوله
ممن ارتكبوا مجازر وجرائم بحق أبناء الشعب السوري، جزءا من الحل. بل يجب أن يقدموا
للمحاكم العادلة لنيل ما يستحقون من عقاب.
صانع
المشكلة ومهندسها ،لا يمكن أن يكون جزءا من حلها، فهو الخصم وهو الحكم، هذا أمر
غريب ، ومدهش، وغير مقبول بكل المقاييس.
س- : كيف
تتعاملون مع قضايا التطرف والغلو؟
ج- : الشعب
السوري بحكم تربيته الأصيلة يرفض كل أنواع الغلو، ونحن نؤكد على ضرورة هذا الأمر
فانه رأس الصلاح، والوسطية أساس الفوز في الدنيا والأخرى، فالغلو مرفوض شرعا،
ومنبوذ مجتمعا، ومتعثر تحققا، لذا نحن مع سماحة الإسلام ويسره.( فان المنبت لا
أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)
س: - لكن عليكم هجمة من بعض القوى التي تتهمكم بمسايرة الغرب وأمريكا، بسبب هذا
الكلام الذي تقولونه عن الوسطية وحرب التطرف.
ج-
هذا خطأ كبير، نحن لا نساير أحدا،، بل هو الحق الذي تربينا عليه، ونعمل على بثه
ونشره بين الناس، أخذنا هذا من ثوابت ديننا التي تدعوا إلى هذا المعنى بكل
تفاصيله.0( يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا).........منهج التيسير والتبشير.
س
– كيف تنظرون إلى من يخالفكم في الدين؟
ج
– الله تعالى قال:: (لا إكراه في الدين) وقال: ( لكم دينكم ولي دين) من هنا، فنحن
مع مفهوم التعايش بكل أبعاده، وسائر مفاهيمه،، بلا خلل ولا زلل، وهذا المفهوم من
الناحية الشرعية ترتبت عليه جملة من الأحكام، التي تؤصل لهذا المعنى، وتبني قواعده
على أسس صحيحة وعملية،، وطبقت عبر مئات السنين في واقعنا، وسطر التاريخ نماذج
الخير، في تطبيق هذا المعنى، ولا أعتقد أن أمة من أمم الأرض، نجحت حضاريا في تطبيق
معنى التعايش، كما في هذه الأمة، أمة الإسلام.
س
– هل ستنتقمون من بعض الطوائف بعد سقوط النظام؟
ج
– الانتقام كلمة سوقية، تحمل في طياتها معالم الوحشية، ونوازع الفوضى، وروح
الجاهلية، من هنا نرفضها، ونقول في المرحلة التي تلي سقوط النظام- بعون الله سيكون
ذلك قريبا- سيتعاون أبناء شعبنا، على رسم مجد دولة سورية القادمة التي عمادها
العدل، يقول الإمام ابن تيمية ( العدل جماع الحسنات، والظلم جماع السيئات).......لذا
نقول: سيقدم كل متهم إلى المحاكم العادلة، وهي التي تقضي بين الناس بالعدل، دون
النظر إلى دين المتهم أو عرقه أو لونه أو لسانه....فالعدل أساس الملك، والظلم من
أسباب الهلاك، بكل صنوفه.
س-
يقول بعضهم: اليوم النظام، وغدا الإخوان، ما قولكم؟
ج-
هذا كلام لا يصدر من عاقل، حيث يساوي بين النظام المجرم، وبين الإخوان الذين وقفوا
في وجه هذا النظام من يوم ما ولد بسبب ظلمه وجبروته وطغيانه وفساده وجرائمه.
هذا
الذي يقول هذا الكلام، إما جاهل نسأل الله له الشفاء العاجل، فشفاء العي السؤال،
وإما مخرب، ندعوه أن يراجع نفسه، ويقلع عن هذا الفكر المتطرف، الذي سيقوده نحو
الهاوية.
لو
قال : أخطأ الإخوان هنا، لم يكونوا موفقين في الموضع الفلاني، كان أداؤهم غير
مقبول، في المسألة العلانية، لقلنا، بيننا وبينكم الحوار، وفي النهاية نحن بشر
نصيب ونخطيء.
أما
اليوم النظام وغدا الإخون، فهذا مردود بكل المفاهيم والقواعد والاصول.
س: - كيف تتعاملون مع من يختلف معكم في الرأي؟
ج- : خلاف
الرأي لا يفسد للود قضية، وتباين الرؤى، أمر عادي وطبيعي، وحتى نتوصل إلى رأي
توافقي، نشعل قنديل الحوار، الحوار..... وليس غيره .
س: - مع كل قوى المعارضة على الساحة؟
ج
– نعم، لأن هذا المبدأ، لا بديل عنه، والبديل يدخل الناس عادة في خانات، لا تليق
بنا، ولا تتوافق مع مناهجنا.
س
– مثل ماذا؟
ج
– مثل المهاترات والشتائم، وحوار الطرشان، الحوار بناء، وغيره هدم، وما كان الرفق
في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
س
– هل أنتم مع الحكومة المؤقتة؟
ج-
نعم نحن مع قيام حكومة مؤقتة.
س
– تريدون أكثرية فيها؟
ج
– هذا أمر لا نفكر فيه على الاطلاق، نحن نفكر في حكومة، تعمل على إسقاط النظام، وتنفع
شعبنا، وتخفف عنه مصابه، وترفع عن كاهله هذا الحمل الثقيل الذي وقع عليه، بفعل
إجرام النظام العصابة.
س
– لماذا تصرون على الأستاذ هيتو ليكون رئيسا للحكومة، هل لأنه منكم؟
ج
– الأستاذ هيتو ليس من جماعة الإخوان، وكثير منا لم يكن قد سمع به قبل ترشيحه،
وذكر الرجل للمعنيين باختياره ومنهم الإخوان، وزكي ممن عرفه، وطرح للتصويت، وحصل
على أغلبية.
-
شكرا
لكم دكتور عامر وبارك الله فيكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق