وجهت إسرائيل
إلى دمشق ضربات جوية استهدفت عدداً من مقار الأسد صباح الأحد الخامس من أيار 2013م
، للمرة الثانية بعد الضربة التي وجهتها من قبل على مركز الأبحاث في "جمرايا"
في ريف دمشق ليلة الثلاثاء 29 من كانون الثاني 2012م ، وهو مركز تابع للجيش
والقوات المسلحة التابعة للأسد ؛ وكعادتها احتفظت دمشق بحق الرد ، ولكنها قررت أن ترد
ولكن في الهجمة القادمة ، وذلك في بيان صدر عن الخارجية الأسدية أن الأوامر أعطيت
لنشر بطاريات صورايخ روسية حديثة جو – أرض ، وأرض – أرض ، وأن الرد سيكون فورياً
من قبل تلك القوات دون العودة إلى القيادة .
بينما هدد نصر
الله يوم الخميس التاسع من أيار بفتح جبهة الجولان إذا ما وصلته الأسلحة النوعية
من الأسد ، ثم عاد قيادي في الحزب ليؤكد في حديث لصحيفة الرأي الكويتية يوم السبت
18 أيار تحت عنوان " الجولان جزء من مسرح عملياتنا " من أن الأسد وعد
ووفى ، وبدأ الحزب يتسلم ما يسميه الأسلحة الكاسرة منها " ياخونت " و
" سام 5 " لاسترداد الجولان وأراضي شبعا ، مضيفاً: " إن إسرائيل
أعلنت أنها قصفت أسلحة تابعة لإيران وحزب الله، وهذا يعني أنها أعلنت الحرب على إيران
وحزب الله وضربت مصالحهما خارج وجودهما الجغرافي ، وتالياً اعترفت بأنها البادئة
في الاعتداء .. ونحن نلزمها بما قالته على قاعدة : " ألزموها بما ألزموا به
أنفسهم " ، ثم يواصل هذا القيادي أن : " الأمين العام للحزب السيد حسن
نصر الله مشهود له بصدقه ولم يقل يوماً أي شيء لا ينفذه " ، كاشفاً أن : "
تعليمات أعطيت باعتبار مناطق شبعا وتلال كفرشوبا ( جنوب لبنان ) والجولان ( السورية
) مثلثاً واحداً ومنطقة عمليات واحدة ومسرحاً عملياتياً واحداً " ، وموضحاً
بشكل أكثر دقة : " المناطق التي يشملها " حزب الله " باهتمامه ويعتبرها
مسرح عمليات هي : جبل الشيخ، مزارع شبعا ، منطقة الغجر، القنيطرة، بقعانا ( السورية
) ، مسعدة ، بانياس ، مجلد شمس وغيرها .. المقاومة لن تتأخر بالعودة بالتفاح
والكرز المميز من مجدل شمس " ، ثم يكشف كذلك أن : " الأسد أعطى تعليمات
واضحة بإنشاء قوة مقاومة سرية على غرار مقاومة " حزب الله " من ألوية
جهزتها ودربتها لتحاكي الطريقة القتالية العصائبية بعد حرب 2006م ، وبدأ هذا
التدبير فوراً بعد الغارة الإسرائيلية على دمشق " ، ويشير إلى أن المقاومة : "
بدأت تحت الأرض ميدانياً للاستفادة من هذا عبر دراسة منطقة العمليات وتحديد
الجوانب التكتيكية وكيفية استخدام الأرض ، وتحديد الأعمال القتالية التي يمكن
القيام بها ، والمعابر النفوذية والنقاط الحساسة والارتفاعات والمنخفضات ، إضافة
إلى تقدير إمكانات المقاومة الشعبية السورية وطاقاتها " .
ولكن ما حدث أن
الأرض التي كان يتوعد بها إسرائيل كل من الأسد وحزب الله ، لم تكن الجولان ، ولا
شبعا ، وإنما كانت الوجهة نحو القصير، المدينة التي حوت مشردي حزب الله في حرب
2006م وآوتهم بعد أن خرجوا مطرودين من بلدهم ، فترك نصر الله الحدود مع يهود فارغة
من جنوده ، كما فعل الأسد من قبل وسحب الفرقة الخامسة لجيشه من جبهة الجولان وزج
بها في متون حرب الإبادة التي يشنها على شعبه، تاركة حراسة الحدود لأصدقائه في
إسرائيل بعد أن استمر يحرسهم طويلاً وأبيه الممانع حافظ ؛ وهذا ما فعله نصر الله
الذي ترك حدوده فارغة لتؤمنها إسرائيل بالنيابة عنه ، وزج بهم في متون حرب يخرج
لأول مرة فيها من تحت الأرض ، لتنكشف حقيقة هذه الجبان الذي لم يتعود إلا قتالاً
" دون كشيوتياً " تحت الأرض ، وتعود جثامين جنوده جثث هامدة إلى الهرمل
والضاحية الجنوبية من بيروت ، وتنفضح في يوم واحد في الجبهة على حدود مدينة القصير
أساطير حزب الله الذي حاول بنائها خلال عقود طويلة من الزمن ، بالخداع والكذب
والدجل .
وأما على حدود
جبهة الجولان التي زعم نصر الله أنه ومن معه من ألوية الأسد جاهزون لتحريرها ، فلم
تخرج أية قذيفة رداً على العدو الإسرائيلي بعدما دمر الأسد عربة إسرائيلية دخلت من
الأراضي المحتلة ، وتجاوزت خط وقف إطلاق النار، لترد إسرائيل بإطلاق صاروخين
حراريين من موقع تل الفرس المحتل باتجاه المواقع الأسدية في قرية الزبيدية ، وبدلاً
من أن يرد الأسد وحزب الله الذي وصلته أسلحة الأسد النوعية ، فإن دمشق عادت للتأكيد
على حقها في الرد فوراً على أي اختراق لسيادتها وحرمة أراضيها ، وطالبت مجلس الأمن
في رسالتين وجهت إليه بوضع حد للخروقات الإسرائيلية التي تنتهك ميثاق الأمم
المتحدة واتفاقية فض الاشتباك ، متوقعة أن يقوم المجلس بوضع حد لتلك الخروقات.
مظهرة مدى كذب
هذا الحلف الإسرائيلي الشيطاني ، الذي يجبن عن القيام بأي رد على انتهاكات أسياده لأراضيه
، ويطالب مجلس الأمن بوضع حد لعبث إسرائيل بشرفه ، ومكذبة ما أكدته الخارجية
الأسدية بإعطائها أوامر لجنودها بالرد الفوري دون العودة للقيادة ، ومفندة مزاعم وجود
قوات لنصر الله في الجولان الذي وصلته أسلحة الأسد النوعية .
وأن شاغلهم هو
الشعوب الإسلامية في القصير ، التي ستشكل خطراً في قادم الأيام على دولة الاحتلال
الإسرائيلية ، في حال سقط حراسها من آل الأسد، وحزب الله ، ولهذا دخل نصر الله
بشكل سافر في الحرب وبأمر إسرائيلي ، ليمنع سقوط القدس بيد المسلمين ، في حال سقط
الحارس الأمين الأسد ، حسب ما حذر منه نصر الله سابقاً !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق