الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-28

ذرائع حسن نصر اللات الواهية – بقلم: محمد فاروق الإمام

عندما أُسقط بيد حسن نصر اللات ولم يعد بإمكانه حجب شمس الحقيقة بغرباله المهترئ، وبان كذبه الذي كان يدعي فيه أن عناصر حزبه لا يشاركون في القتال إلى جانب طاغية دمشق، وقد حملت عشرات النعوش أجساد مقاتليه الذين كانوا يسقطون يومياً إلى قراهم في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية فخرج علينا في خطابه الذي ألقاه يوم 27/2/2013، ليغطي ما انكشف من سوأته، فادعى أن الدولة اللبنانية قصرت في الدفاع عن حماية اللبنانيين الموجودين في بعض القرى القريبة من الحدود اللبنانية، فأخذ المهمة عنها لأن من حق هؤلاء – كما قال – "أن يدافعوا عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم وعن وجودهم، وهذا عليه إجماع العقلاء، ومن قُتل في هذا السبيل فهو شهيد"، وقام بذلك متطوعاً من وراء ظهر الدولة والحكومة التي هو عنصر أساسي وفعال فيها.


بعد نحو شهر؛ ومع تواتر الحديث عن وجود مقاتلين من ميليشيا حزب اللات في سورية يقاتلون إلى جانب النظام الباغي ويشاركونه عمليات القتل البشعة التي يرتكبها بحق المدنيين الآمنين، خرج علينا يوم 30/4/2013 بذريعة جديدة مدعياً أن في منطقة السيدة ذينب بدمشق مقام للسيدة زينب بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم يخشى عليه من الاعتداء من قبل عناصر تكفيرية مسلحة وكان لابد من وجود عناصر من حزبه لحماية هذا المقام الطاهر والذود عنه لمنع الفتنة التي قد تقع بين السنة والشيعة.

وبعد أن تبين أن عناصر حزبه يشاركون بقوة وكثافة في معركة القصير التي لا تضم أي مقام من مقامات آل البيت ولا يوجد فيها لبناني واحد، وأن شيعته وأنصاره في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع والهرمل يستقبلون جثامين أبنائهم القتلى بأعداد كبيرة يومياً.. أطل علينا يوم 25/5/2013 بذريعة جديدة لم يقتنع بها لا عقلاء لبنان ولا مجانينهم، ادعى فيها أنه وبحسب رؤيته "أن سيطرة هذه الجماعات (التكفيرية) على سورية أو على المحافظات المحاذية للبنان هي خطر كبير على لبنان وعلى كل اللبنانيين".

هذه الحجج الواهية والأعذار الكاذبة جعلت بعض علماء الشيعة يعلنون رفضهم لهذه الحجج التي يسوقها نصر اللات، وكان في مقدمتهم العلامة الشيخ علي الأمين الذي يعتبر من كبار علماء الشيعة وأحد أهم مراجعهم في لبنان والعالم، والذي استنكر صراحة تدخل حسن نصر اللات في سورية وقتاله إلى جانب النظام الذي يفتك بشعبه منذ أكثر من سنتين قائلاً: أن سورية ليست مكاناً للجهاد وأن تحرير فلسطين لا يكون عبر القصير، وأن زينب لا حاجة لمن يدافع عنها لأن لها رباً يحميها.

حتى الرئيس اللبناني ميشال سليمان المعروف عنه قلة الكلام خرج على صمته وأعلن أن تدخل حسن نصر اللات في سورية يضرب السلم الأهلي ويجر لبنان إلى الفتنة والاقتتال.

وفي كل الأحوال فإن ملحمة القصير أسقطت "أسطورة" مقاتل "حزب الله" الذي لا يهزم كما أسقطت القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973 أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم.

وبعد كل هذه الإخفاقات والخسائر المخزية والسقوط الأخلاقي الذي كلل جبين مقاتلي هذا الحزب الذين ارتكبوا أو شاركوا في ارتكاب مجازر بحق أهالي القصير، كان آخرها مجزرة ارتكبت على أطراف الخالدية "بين ربلة والخالدية" راح ضحيتها أكثر من عشرين مدنياً بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وهي ثالث مجزرة من نوعها منذ عشرة أيام يرتكبها الحزب بحق مدنيين يتهمهم بإيواء أو مساعدة ثوار في ريف القصير.

وفيما لا تزال المعارك الضارية مستمرة في القصير، ويسطر فيها أبطال الجيش الحر والثوار أروع الملاحم والبطولة في مواجهة جيش حزب اللات العرمرم وبغاة النظام في معركة غير متكافئة، لا من حيث العدد ولا العدة ولا التسليح ولا كثافة النيران، إضافة إلى ما تقوم به غربان الطيران الأسدي التي تصب حممها على المدينة التي تلحق الموت والدمار بالسكان المدنيين، إضافة إلى قذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي تصب على المدينة من خارج الحدود.

أمام هذا التدخل السافر لحسن نصر اللات في الشأن السوري ولصالح القاتل ضد الضحية كان لابد من حدوث شرخ داخل هذا الحزب الذي أسفر قادته عن طائفيتهم المقيتة وحقدهم الدفين وهم يرفعون الشعارات الطائفية (يا لثارات الحسين) و(زينب لن تسبى مرة ثانية)، أقول كان لابد من حدوث شرخ في هذا الحزب وارتفاع أصوات العقلاء فيه تطالب بإعمال العقل والتوقف عن هذا الجرم المشين الذي يدفعهم إليه سيد المقاومة الأخرق حسن نصر اللات، وكان لابد من أن يكسر عقلاء هذا الحزب جدار الصمت والخوف رافضين تحويل أبنائهم من مقاتلين إلى قتلة ومن محررين إلى مستعمرين، رافضين زج أبنائهم في معركة استنزاف قد لا تنتهي قبل أن تزهق أرواح الآلاف منهم، وهذا ما ينتظرهم إن لم يتوقفوا وفوراً عما انخرطوا فيه.

أخيراً لابد من أن يتساءل السوريون أين دولة لبنان مما يقوم به حزب اللات من اعتداء سافر على أبنائهم وقراهم وبلداتهم وأراضيهم، وقد سمعنا بالأمس صراخهم وعويلهم وتنديدهم عند سقوط صاروخين من لعب الأطفال على الضاحية الجنوبية، ولم نسمع لهم صوت والعالم كله يشاهد جيشاً من آلاف قتلة حزب اللات تنتشر في مجمل الأراضي السورية من شمالها حتى جنوبها تذبح بحرابها المسمومة الأطفال والشيوخ والنساء؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق