الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-03

لله والتاريخ ماذا قدمت الحكومات المصرية للثورة السورية – بقلم: مؤمن محمد نديم كويفاتية


كثر اللغط حول مصر ودورها الرسمي والشعبي أثناء حكم العسكر وما بعده ، وإن قلنا كلاهما كان فيه المُر والعلقم على القضية السورية فما جانبنا الصواب ، مع أنّ عهد العسكر كان لنا فيه الحرية أكبر في التحرك ، وكان الشارع بأجمعه متعاطف معنا ، وكان هناك لحمة بين القوى السياسية ، وربما هدف مشترك هو إسقاط العسكر ، والعسكر لامن حسهم ولا من ونسهم ، يُتابعون يستمعون ولا يتكلمون ، نغضب نندد وكنا نرى من يواسينا آنذاك من الأحزاب والجمعيات ركوباً للموجة ، وكُنا نعتقد أنّ العسكر هم المشكلة ، إلى أن تبين لنا أن المشكلة هي في النخب المصرية ، وأعني السياسيين والمثقفين بالذات ، وحتّى خطباء المساجد والمدرسين ، وربما يسألني أحدهم ومال الخطباء في هذه المعمعة فأقول مُبتدأً بهم عن تجربة مرّت بنا في سورية ، أيام الاحتلال السوفيتي لأفغانستان نهاية السبعينيات إلى بداية الثمانينيات ، والسوفيتي هو حليف نظام العار الأسدي كما نعلم ، وكُنّا آنذاك نجمع التبرعات بعد صلاة الجمعة رغم القبضة الحديدية لعصابات آل الأسد ، وكان خطبائنا لايتركون جمعة دون الحديث عمّا يجري في أفغانستان من القتل والدمار ، رغم مايتعرضون له من الضغوط والتهديد وهم لايُبالون ، بينما على الجانب النخبوي المصري لأكثر من سنة من عمر الثورة السورية لم نسمع خطيبا إلا مارحم الله يتكلم عن الدم السوري والتنكيل والاغتصاب والدمار وتدنيس المقدسات ، وكنت في بعض الأحيان أتشاجر مع الخطباء ، ومع ذلك دون أن نأتي بنتيجة ، إلى أن شعرت أن لاحياة لمن تنادي ، واليوم معظمهم صامتون ، وقد أتت الإشارة لهم بالسكوت


في إحدى لقاءاتنا مع رئيس الوزراء التركي أردوغان ، التقيت بداعية كبير وشخصيات سياسية وكنت حينها في غاية الغضب وسألتهم منفردين لما لاتتحركوا ، لما لاتعملوا فعاليات ، لما لاتثوروا على ما يجري على الأرض السورية ، فكانت التبريرات انشغالهم في الوضع الداخلي ، ومعظمهم عند مجيء الانتخابات ، صاروا يأتون إلى مكان اعتصامنا أمام الجامعة العربية ويلتقطون معنا الصور للدعاية الانتخابية ، ويعدوننا ما بعد الانتخابات بما كُنّا نحسبه الخلاص على أياديهم ، ومضت الانتخابات ، ثم الانتخابات فالانتخابات ، وماذا بعد ، لربما يريدوننا أن ننتظرهم إلى أن يُصبحوا دولة عظمى ، ونفس الأمر ينطبق على كل الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية التي لم تُقدم شيء للثورة السورية ، بل أصابتهم النكسة والوكسة وآخرهم حمدين صبّاحي الذي وصف بما يجري في سورية بالاقتتال الأهلي ، ويُعلن إعجابه بأنجاد ، وقد أشاد بالسفاح بشار واللقيط حسن نصر اللات ، واعترف بأن مصر هي المفتاح ، وحسب قوله أن المفتاح في طهران ، وهاي 

هيّة القصّة المصرية الرسمية والحزبية ، إنهما يسيران في عكس الاتجاه
والحكم العسكري صحيح أنه كان غامض الملامح ، ولكن الصحيح أن العسكر لم يقتربوا منّا ولا من الثورة ، ولم يبن لهم حق من باطل ، ولم يكونوا ليجرؤا أن يمدوا الخطوط مع أعداء الحرية والإنسانية من بني صفيون والدب الروسي اللعين ، بينما النظام اليوم هو غارق الى أخمص قدميه، وتلك السلبية التي كان عليها العسكر بالنسبة للشأن السوري مؤذية أمام الدماء التي تسيل والدمار ، وما أن أُتيحت لهم الفرصة للنيل منّا واعتصامنا لم يُقصروا ، فحرقوا أغراضنا ، وانهالوا بالضرب على معتصمينا ، أثناء هجومهم على ميدان التحرير إلى أن جاءت السلطة المنتخبة لندخل في الدوامة من جديد ، فماذا قدمت لنا مصر حكومة ومعارضة وشعباً بعد رحيل سلطة العسكر

وقبل البدء بالحديث ، ولكي لايكون كلامنا إنشائي لابد ونحن نستعرض المواقف والانجازات والإحباطات ، علينا أن نتذكر أننا نتكلم بهذا ويومياً يسقط مئات القتلى والجرحى على يد عصابات آل الأسد وحلفاء الحكم الرشيد في مصر من الروس والصفويين وتابعهم حسن نصر اللات ، وأطفال وشيوخ يموتون من الجوع والبرد ، وعوائل تنتكب ، ونساء تنتهك أعراضهن ، ومقدسات تُدنس ، ومجازر جماعية تُرتكب على طول الخط ، وأخرها في بلدة البيضة ببانياس ، بينما الحكم الرشيد في مصر يغتنم من آهاتنا وعذابات وعلى دماء الشعب السوري ، ولا أُريد أن أقول بأنه فُتحت لهم الأبواب مُشرعة لوجه الله الكريم ، فهؤلاء لايعرفون الله ، وهم أعداء الشعوب العربية والإسلامية وأعداء الإنسانية ، والحكم الرشيد وهو يسمع ويُشاهد الكم الهائل التدميري اليومي بواسطة طيران وصواريخ عصابات آل الأسد ، والمذابح الجماعية اليومية ، دون أن تتحرك ضمائره أومشاعره ، وهم ينظرون إلى مايجري في سورية كحدث عابر ، ونحن نواجه احتلالا فارسياً يقوده كما ذكر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب "والذي بحكم منصبه اطلع على الكثير من الأمور ، ومن كان يُعطي حكومته التعليمات التي اضطرته لأن ينشق عنها " حيث أكد أن المجرم قاسم سليماني رئيس فيلق القدس هو الذي يُدير شؤون سورية ، لتأتي تصريحات رئيس مقر عمار الإستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران داعيتهم الهام مهدي طائب مؤكدة على ذلك ، حيث وصف سورية بالمحافظة الإستراتيجية الإيرانية رقم 35 ، وهذا إقرار بالاحتلال ، وإقرار بأن الشعب السوري لايواجه عصابات آل الأسد ، بل أسيادهم ، ويواجة قوّة إقليمية غاشمة ، لأن سورية مركز انطلاقتهم للتبشير والتمكين وبيضة القبّان أهم من النفط والثروات ، لأن طموحهم بما في أيدي العرب جميعهم وبسط إمبراطوريتهم على البلدان العربية بخلافة ولاية الفقيه ، وحينها تُصبح الثروة الأحوازية أقل أهمية ، ولأن ذهبت فإنهم سيسترجعونها لما سيمتلكوه من الثروات العربية والقوّة الإقليمية ، ومنح من خلالها سوريا أهمية أكبر عن أهمية إقليم "الأهواز" المُحتل من قبلهم ذو الأغلبية العربية، والذي يضم 90 بالمائة من ذخائر النفط الإيراني وقال:

"لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران، ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان "الأحواز" سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا". وقد اعتبر سورية محافظة إستراتيجية بالنسبة لهم. قائلاً : إذا هاجمَنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، الأولى بنا أن نحتفظ بسوريا". فهل نعتقد أن هناك تصريحا أكثر وضوحاً بأنهم مُحتلين ، وهم من يُديرون حرب الإبادة ضد الشعب السوري ، وإدارة حرب المدن ، وكان قد دعا إلى ضرورة دعم نظام أجيرهم بشار في إدارة حرب المدن بقوله: "النظام السوري يمتلك جيشاً، ولكن يفتقر إلى إمكانية إدارة الحرب في المدن السورية لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن.. قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة لتستلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري ، وهي الآن تعمل على الأرض السورية بعد التعبئة التي تمّت من ولي الفقيه أنهم يُقاتلون في سورية الثوار العلمايين المعادين للإسلام ، ليُضاف هذا العدد إلى عشرات الآلاف من قوات الحرس الثوري الإيراني ، وقوات عصابات حزب اللات والعزة من لبنان التي نزلت بشكل علني ، بغطاء إيراني لتنفيذ دعوة ولاية الفقيه ،وكل هذا في محاولة لكسر إرادة السوريين في التحرر ، وما يزيدهم إلا إصراراً على المواجهة ، والعرب والمسلمون نائمون ، ولا أدري ماذا ينتظرون ، ولما هم متقاعسون ، والأنكى من ذلك التفكير بأن يكون هذا المُحتل القاتل المليء بالحقد الطائفي جزء من الحل ، ومعه تُعقد التحالفات والاتفاقات ، فإلى من يلجأ السوري بعد الله للعون إن كان رب البيت للطبل ضارباً ،

وكذلك نواجه حليفاً أخر لمصر الرسمية وهو المُحتل الروسي ، الذي تحصد أدواته القاتلة الأرواح والبنى التحتية السورية ، وهو احتلال شبيهاً باحتلالهم لأفغانستان،أفغانستان نفسها هي من تلقت الدعم والمُساندة من كل الشعوب العربية بمن فيهم إخوان مصر ، لكنهم اليوم مع احتلال الروس لسورية هم حلفاء له ، ليلعن الله أبو السياسة التي تبتعد عن المبادئ والقيم ، وتتبع المصالح الآنية ولا تستنكر حتى المذابح اليومية ، وهذا الروسي المستعمر الأحقر المافوي أُضيفت إلى جرائمه بنهبه لاقتصاد سورية لمدة عشرين عام ، حيث اشترى أُذونات خزانة قيمتها مليارات الدولارات ، سيتحمل المواطن السوري تبعاتها لعشرات السنين مقابل السلاح المُستمر لعصابات آل الأسد لقتل الشعب السوري ، وأهلنا العرب الذين كنا لهم كبش الفداء في وقف مشروع خلافة ولاية الفقيه في المنطقة ، الذين احتلوا العراق وجعلوا لبنان تحت سيطرتهم عبر تابعهم المأفون حسن نصر اللات ، وكانوا قبلها قد شاركوا في تدمير أفغانستان ، ليتمدمدوا أكثر حتى أوشكت سورية أن تصير تحت وصايتهم المباشرة في ذلك الحين ، عبر التبشير الفارسي ، ومئات الحسينيات التي أقاموها في المدن والقرى السورية ، عدا عن جعل الأراضي السورية مركز الانطلاق لتصدير ثورتهم والوصول الى أراضيهم ، كما رأينا بما يجري في البحرين واليمن ، وشحنات السلاح لخلاياهم النائمة في كل الأرض العربية والإسلامية

وبما أن حديثي اليوم عن مصر فلن أتجاوز الى غيرها ، لأننا مُقرون بأن كل العرب والمسلمين مقصرون بحق أهلهم في سورية ، بل وآثمون حتى الثمالة ، بل وياويلهم من يومهم الموعود ، بل وأقولها بكل صراحة بأن لاعذر لهم ، ونحن كسوريين سنكون خصماً لهم يوم القيامة ، وبالذات مصر ، وهنا الكثير يسألني لماذا مصر وليس الدول الأخرى ؟ ويُتابعون ... أليست مصر من جعلت التعليم للسوريين مجاني ؟ أليست هي من تستقبل السوريين في البيوت لا الخيم ؟ أليس هناك مكتب للائتلاف الوطني ، والجواب يأتي بكل بساطة لايكفي على مصر أن تكون بالحد الأدنى ، لأن مصر الثورة التي أطاحت بديكتاتور ، فهي لاتُقارن بالدول الأخرى ، ولأنها الثقل الأكبر ، والعمق الاستراتيجي لسورية ، والعكس صحيح ، وسورية هي الأمن القومي لمصر ، ولأن أمور تعليم أبنائنا الواصلين الى مصر بالمجاني كأقل واجب تقدمه حكومة الثورة بلا منّية ، ولا نُنكر دور نقابة الأطباء الذراع الإغاثي للإخوان ، ولكننا نعتب على الحكومة وهي في موضع القوّة من الوصول لصيغ وتفاهمات مع الأحزاب لمساعدة الشعب السوري في الانتصار ووقف حمام الدم وليس تقديم الفتات لذر الرماد في العيون ، وبإمكانها أن تفعل الكثير ، كأن تعقد أي اتفاقية تفاهمية سريعة ستصل إليها إن آجلاً ام عاجلاً مع الأحزاب ، بدلاً من الركون على مبادرة تخصنا كشعب سوري ولم تستشرنا فيها ـ يُشارك فيها القاتل الإيراني وما تزيدنا إلا خذلاناً بها وإحباطاً وتراجعاً كما رأينا في مؤتمر قمة منظمة العمل الإسلامي ، إذ شهدت بنود البيان تراجعاً كبيراً عن مؤتمر الدوحة ، ناهيك عن الكثير من التنازلات لإرضاء الإيراني ، ولازالت المبادرة المصرية تمنح الغطاء للإيراني القاتل لكي تكون له وقاء يُبرر فيها جرائمه بحق الشعب السوري ، ومظلة يتكئ عليها ليكون لاعباً في إطالة أمد حرب الإبادة بحق الشعب السوري ، بدلاً من مجابهته بالحقائق ونبذه وإدانته ، في نفس الوقت الذي نجد فيه موقف الأزهر الشريف أكثر وضوحاً وجرأة ، إذ طالب أحمدي أنجاس بعدم التدخل في دول الخليج ، وامتناعه عن التبشير الفارسي ، ورفضه لسب أصحاب رسولنا الأعظم محمد صلى الله وعليه وسلم وو.....

فلايجوز على مصر الرديف والشقيق والأخ والتاريخ المُشترك والثورة ، وهي تسمع من ملالي قم وقماءاتها ومافياتها السياسية ، وهم يُعلنون جهاراً نهاراً دعمهم التسليحي واللوجستي وتدخلهم القتالي السافر على الأرض السورية ، واعتبار سورية جزءاً من أراضيهم ، أن يجعلوا القاتل الإيراني المُحتل جزءاً من الحل ، ووالله إنه لأمر مُعيب أن نرى كل المُساندة للقاتل هناك ، وهنا نرى كل التخاذل والتواطؤ وبكل الأحوال نستطيع أن نصف السياسة الخارجية المصرية الرسمية ، بأنها عملت على تنفير الصديق واستعداء الحليف وقطع صلات الأرحام ، واستقواء بالخارج عن الداخل ، وأي شيء نستطيع أن نذكره لهذه الحكومة مابعد سلطة العسكر لكوني أتحدث لله والتاريخ ، هي فقط التعليم المجاني لأبناء السوريين المتواجدين على أرض مصر ، وما سوى ذلك كان على عهد سلطة العسكر، بل كُنا أكثر نشاطاً آنذاك ، بينما هنا فيما قدمته لنا هو الخذلان وتيئسنا منها ، إذا ماوصفنا هكذا عمل يصب في خانة العداء إذا ما استحضرنا التحالفات المشؤومة مع الإيراني الذي صار أكثر حضوراً وترويجاً ، وللعلم أننا كسوريين إلى الآن لم تُحل مشاكل إقامتنا في مصر ، بينما الجانب الشعبي الأكثر حضوراً وفاعلية في المجال الإغاثي، وكل ماقدمته الحكومة المصرية ليس له وزن ولايُساوي موقفاً واحداً وجاداً وصارماً مع الشعب السوري كما كان الأمر أثناء العدوان الأخير على غزّة وكأن قدرنا كسوريين أن نشهد تخاذل القريب قبل البعيد ، وكأن قدرنا كسورين أن نكشف الأقنعة ، وكأن الله يجتبينا ويُعلمنا مالم نكن نعلمه ، ونحن نقول مالنا غيرك يالله ، وثورتنا تسير في طريق النصر المظفر ، ولن ننسى من خذلنا، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث معارض سوري
هاتف في اليمن  00967715040030   أو 00967777776420
الآن في مصر : 00201017979375    أو  00201124687800

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق