الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-12

رد العصابة الأسدية على العدوان الصهيوني في فهم حسن نصر اللات – بقلم: محمد فاروق الإمام


من استمع لتخرصات أفاك لبنان ومختزل الطائفة الشيعية في شخصه حسن نصر اللات على مدى الأسبوعين الماضيين يتأكد له أن هذا الرجل ينفث سمومه الأخيرة عبر الشاشة العملاقة التي نصبها في واجهة جحره الذي يختبئ به منذ سنوات حتى عن عيون أنصاره والمفتونون به عن جهالة وحقد توارثوه كابراً عن كابر، وقد بان ذلك جلياً من خلال ارتباكه واصفرار وجهه وتصنع الابتسامة البلهاء التي كان يرسمها على فمه.


هذا الأفاك بدأ خطابه بالكلمات المكررة والممجوجة التي تعودنا سماعها منه ومن أبواقه على مدى سنوات طويلة مفسراً الهدف من العدوان الصهيوني على دمشق بالقول: "إن الهدف الأساسي للحرب على سورية إخراجها من معادلة الصراع العربي - الاسرائيلي، والجميع يعرف ماذا قدمت سورية، والفلسطينيون في جلساتهم الداخلية يقولون إنه لم يقدم أحد الدعم لنا كما قدمه نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، مضيفاً "إن الاسرائيلي يعرف أن من أهم مصادر القوة للمقاومة في لبنان هي سورية وطبعاً إيران وهو يريد أن يخرج سورية من المعادلة، والإسرائيلي يقول: إن هدف عدوانه على دمشق هو عدم السماح بنقل سلاح كاسر للتوازن في هذه المرحلة، وأنه سيمنع تعاظم قوة المقاومة في لبنان ولم يسمح له باقتناء سلاح جديد، لكن الرد السوري جاء استراتيجيا بالتأكيد على أن سورية ستعطي السلاح للمقاومة والسلاح الأعلى والاقوى".

واعتبر هذا الأفاك أن "هذا الرد السوري هو أكبر بكثير من القصف على فلسطين المحتلة، والرد الثاني السوري جاء بالإعلان عن فتح جبهة الجولان للمقاومة الشعبية". وأعلن هذا الأفاك "عن استعداد المقاومة لأن تستلم سلاحا نوعيا مهما كان ولو كاسرا للتوازن وسنحمي هذا السلاح وسندفع به للدفاع عن شعبنا وأرضنا". كما أعلن عن "وقوف المقاومة في لبنان مع المقاومة الشعبية في الجولان وتقديم العون والسلاح والتدريب من أجل تحرير الجولان".

وختم هذا الأفاك خطابه بالاعتراف بالحالة المزرية التي يتخبط بها محور الشر الذي ينتمي إليه قائلاً: "الوضع من سيء إلى اسوأ، لذلك حافظوا على أسس القوة في محوركم وأن كل سعي جاد لمنع سقوط سورية في أيدي الاميركيين والإسرائيليين هو بمثابة معركة شبيهة بمعركة القدس والمسجد الاقصى وفلسطين".

هذا الرجل الذي علمنا الدجل والافتراء والكذب في كل خطاباته المكررة والممجوجة لم يعد أحد من مستمعيه يصدق كل ما يقول لأن الحقائق باتت في متناول الجميع في عالمنا الصغير من خلال عالم الاتصالات الحديثة التي تفضح أمثال هذا الأفاك الذي تمكن لسنوات من اللعب بعواطف الناس وألهب مشاعرهم بكلامه المعسول إلى أن جاء الربيع العربي وثورة سورية الفاضحة التي عرت هذا الأفاك وأسقطت كل ورق التوت التي تستّر خلفها لسنوات، كان الشارع العربي خلالها يلهث باسمه ويرفع صوره وراية حزبه تقديراً وحباً واحتراماً لسيد المقاومة ليكتشف هذا الشارع كم كان ضحية لهذا الأفاك وأبواقه!!

هذا الأفاك يعرف قبل غيره أن العصابة الأسدية لم تكن يوماً مقاومة أو منخرطة في مقاومة العدو الصهيوني منذ تسلق الثعلب الماكر حافظ الأسد جدران السلطة في السادس عشر من شهر تشرين الثاني 1970 عندما أحس أن رفاقه قد تأكد لهم أن هذا الثعلب الجبان هو من كان وراء هزيمة حزيران 1967 بعد أن أفرغ الجيش من ضباطه الأحرار الوطنيين والمحترفين واستبدلهم بأشباه الرجال من طائفته حصرياً، وإصداره الأمر للجيش السوري بالانسحاب الكيفي من الجولان في اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي، وإصداره البيان الشهير الذي أعلن فيه سقوط القنيطرة قبل دخول الصهاينة إليها بأكثر من 18 ساعة، شعر هذا الثعلب الماكر أن رفاقه يحضرون لتقديمه إلى المحاكمة العسكرية ومحاسبته عن كل ما لحق سورية من انكسار وهزيمة وعار في الخامس من حزيران 1967، فقرر أن يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به فانقض عليهم وهم يتدارسون أمره في اجتماع لهم في القيادة القطرية لحزب البعث، وألقى القبض على الجميع بمن فيهم رفاقه في اللجنة العسكرية التي أعدت ونفذت انقلاب الثامن من آذار 1963 ومنهم من هم من طائفته كاللواء صلاح جديد الذي مات في سجنه.

وحتى يوهم هذا الثعلب الماكر أن حركته قامت من أجل مساندة القضية الفلسطينية وتحرير الجولان المحتلة دفع بالجيش السوري إلى معركة غير متكافئة مع العدو الصهيوني عام 1973 لتحل بهذا الجيش هزيمة جديدة متراجعا أمام العدو الصهيونية حتى باتت العاصمة دمشق تحت رحمة مدفعية العدو الذي وصل إلى مشارفها عند الكيلو 54 وفي تلك النقطة كان اتفاق فك الارتباط مع العدو الصهيوني، وتعهد الأسد بحماية حدود إسرائيل الشمالية، وهذا ما حصل.. فلم تصدر عن الجيش السوري باتجاه الجولان المحتل طلقة واحدة خلال أربعين سنة تعكر مزاج الصهاينة المحتلين!!

أما عما قدمه نظام الأسد للفلسطينيين فكل الناس يعرفون أن حافظ الأسد فكك معظم التنظيمات والفصائل الفلسطينية واستولد منها تنظيمات وفصائل عميلة له تنفذ أجندته وأوامره، وكل الناس يعرفون ما فعله حافظ الأسد بمنظمة التحرير وإجبار ياسر عرفات على مغادرة لبنان، وكل الناس يعرفون كم كان حجم الدم الذي نزف من أجساد الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر ونهر البارد والكرنتينا وبستان الباشا والبداوي وغيره بفعل رصاص وقنابل وصواريخ جيش حافظ الأسد في لبنان.

وكل الناس يعرفون ما فعله حافظ الأسد بالمقاومة اللبنانية الوطنية التي وقفت إلى جانب الفلسطينيين لسنوات، حيث مزق صفها وجردها من أسلحتها وقتل بعض قادتها المعروفين بوطنيتهم أمثال كمال جنبلاط ورشيد كرامه واقتاد رموزها وأبطالها إلى سجونه، وجعل من الطائفة الشيعية في لبنان دون غيرها تحتكر إنشاء الميليشيات المسلحة ويجعل منها قوة تنازع الدولة اللبنانية السطوة والقوة وتتفوق عليها وتتحكم بكل مفاصلها بقوة السلاح وتفرض السلم والحرب عليها.

وإذا ما اعتبر هذا الأفاك أن أهم رد قامت به عصابة الأسد على العدوان الإسرائيلي هو مد ميليشيا حزب اللات بالأسلحة النوعية والمتطورة، فإنه في تفاخره هذا دعوة للصهاينة للقيام بمزيد من الغارات الجوية والضربات الصاروخية لمخازن ومواقع هذه الأسلحة لإضعاف الجيش السوري، لقناعته بأن بشار الأسد ساقط لا محالة عاجلاً أو آجلاً ولابد من إضعاف الجيش السوري تنفيذاً للمخطط الصفوي الذي يأتمر بأمره هذا الأفاك، ولعلمه المسبق أن رد العصابة لن يتخطى عبارة (سنرد في المكان والزمان الذي نختاره)، وبالتالي كسب ود حلفائه في تل أبيب، وقد شارفت اللعبة على نهايتها وذاب الثلج وتكشفت حقيقة المقاومة التي يدعيها هذا الأفاك.

أما عن فتح الجولان للمقاومة فشيء مضحك، والمضحك الأكثر مشاركة ميليشيا حزب اللات في إعداد هذه المقاومة وتدريبها وتسليحها.. ودعوة الفلسطينيين للتوجه إلى فلسطين من الجولان شيء يثير هستيريا من الضحك.

قتلة ومرتزقة حزب اللات وشبيحة الأسد الصغير يعتقدون أن الطريق إلى فلسطين والجولان يمر عبر بانياس والبيضة والقصير وريف دمشق والسيدة زينب ومخيم اليرموك.. قتلة ومرتزقة حزب اللات يعتقدون أن ذبح الأطفال والنساء والشيوخ والمعوقين والعجز في هذه المناطق، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها سيعبّد لهم الطريق إلى فلسطين والجولان.

هذه هي المقاومة التي يتحدث عنها هذا الأفاك وهذا هو محور الشر الذي يفاخر بالانتساب إليه!!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق